الرأي والتحليل

الكلام الدغري: هشام أحمد المصطفى (أبو هيام) يكتب: هيئة الجمارك السودانية: صمام أمان الاقتصاد وبوابة السيادة الوطنية

قراءة في الدور الرائد للفريق شرطة صلاح أحمد إبراهيم

الجمارك السودانية.. بوابة السيادة وحارسة الاقتصاد الوطني
تعد هيئة الجمارك السودانية واحدة من أهم مؤسسات الدولة السيادية ذات الطابع الاقتصادي والأمني في آنٍ واحد، فهي تمثل الخط الأول للدفاع عن موارد البلاد، والحارس الأمين لحدودها الاقتصادية، والسد المنيع ضد التهريب والممارسات الضارة بالاقتصاد.
وعبر مسيرتها الطويلة، لعبت الجمارك أدوارًا محورية في تحصيل الإيرادات، ومكافحة التهريب، وضبط المعابر، ولكنها في السنوات الأخيرة تحوّلت إلى ما يشبه النموذج المتكامل في العمل المؤسسي، بفضل الرؤية الثاقبة والقيادة الحازمة التي تجلّت في شخص الفريق شرطة صلاح أحمد إبراهيم، المدير العام لهيئة الجمارك السودانية.
الفريق صلاح إبراهيم.. حين تتحول الجمارك إلى نموذج يحتذى
إن المتابع لأداء هيئة الجمارك منذ تسلُّم الفريق شرطة صلاح أحمد إبراهيم مهام الإدارة العامة، يُدرك دون عناء أن هذا الرجل قدّم نموذجًا إداريًا نادرًا في عصر مليء بالتحديات. فقد أعاد بناء الجمارك على أسس احترافية، ورفع من كفاءة الكادر البشري، وربط الجمارك بالتطور التقني الحديث، ووسّع دائرة التعاون الدولي في المجالات الجمركية.
لقد تحولت الجمارك السودانية في عهده إلى نموذج جمركي عالمي، يحظى بتقدير منظمات الجمارك الإقليمية والدولية، بفضل حُسن الإدارة، والشفافية، والتأهيل المستمر، والانفتاح الإيجابي على الشراكات والتجارب الناجحة.
العلاقات الدولية للجمارك.. حضور مشرّف على الساحة العالمية

IMG 20250627 WA00212
واحدة من العلامات المضيئة في فترة الفريق صلاح هي العلاقات الدولية المتينة التي نسجها مع منظمات وهيئات الجمارك الإقليمية والعالمية، وعلى رأسها منظمة الجمارك العالمية WCO.
فقد تم تعزيز مكانة السودان داخل المحافل الجمركية، وأصبح يُنظر إلى الجمارك السودانية بوصفها شريكًا موثوقًا به، وقادرًا على تنفيذ الاتفاقيات الدولية، ومواكبة التزامات التجارة العابرة للحدود.
كما سعت الهيئة إلى توقيع مذكرات تفاهم وتبادل معلومات مع العديد من الإدارات الجمركية في الدول الشقيقة والصديقة، بهدف تعزيز التنسيق وتبادل الخبرات، وتطوير آليات مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
ولم تكن هذه العلاقات شكلية، بل أثمرت عن مكاسب حقيقية، منها:
حصول السودان على دعم فني وتقني من منظمات دولية.
تدريب الكوادر الجمركية في الخارج.
تحديث الأنظمة الجمركية وفق المعايير الدولية.
تبنّي آليات جديدة لتسهيل التجارة وتقليل زمن التخليص.
الجمارك والتنمية الاقتصادية.. ذراع قوية للإيرادات
من المعروف أن الجمارك تمثل إحدى أهم القنوات لرفد خزينة الدولة بالإيرادات، ولكن في عهد الفريق شرطة صلاح أحمد إبراهيم، لم يعد الأمر محصورًا في التحصيل فقط، بل أصبحت الهيئة تشارك بفاعلية في إصلاح المنظومة الاقتصادية.
فقد شهدت الجمارك طفرة في الإيرادات، نتيجة لمحاربة التجنيب، وضبط التخليص الجمركي، وتشديد الرقابة على المعابر، وتوسيع نطاق المراقبة الإلكترونية، وملاحقة شبكات التهريب، مما أسهم في زيادة معدلات التحصيل بشكل غير مسبوق.
كما لعبت الهيئة دورًا محوريًا في حماية المنتج الوطني من الإغراق، وذلك عبر تطبيق سياسات جمركية عادلة، تُوازن بين حماية الصناعة الوطنية وتشجيع التبادل التجاري المشروع.
وبفضل السياسات الرشيدة، تم تحقيق مكاسب عديدة، أبرزها:
الحد من التهريب وتضييق الخناق على المهرّبين.
ضبط التخليص الجمركي وتحديث الإجراءات.
تحسين بيئة الأعمال في الموانئ والمعابر.
دعم الإنتاج المحلي ومساندة الصناعات الوطنية.
المسؤولية الاجتماعية.. روح إنسانية في جسد جمركي
من الجوانب المضيئة في عهد الفريق صلاح أحمد إبراهيم، أنه لم يكتفِ بالدور الفني والإداري، بل جعل للجمارك بُعدًا اجتماعيًا وإنسانيًا حقيقيًا.
فقد تبنّت الهيئة العديد من المبادرات الخدمية والخيرية التي استهدفت شرائح المجتمع المختلفة، وخصوصًا أسر الشهداء، والمرضى، وذوي الاحتياجات الخاصة.
وشهدنا في عهده:
تسيير قوافل دعم للقوات المسلحة والمجاهدين في خطوط النار.
دعم المستشفيات والمراكز الصحية بالأجهزة والمستهلكات الطبية.
تشييد وصيانة بعض المدارس والمراكز الخدمية في مناطق نائية.
تفاعل الهيئة في الحملات القومية للتبرع بالدم والتوعية الصحية.
تقديم مساعدات لأسر منسوبي الجمارك الذين فقدوا ذويهم.
هذه المسؤولية الاجتماعية لم تكن ترفًا، بل نابعة من قناعة عميقة بأن المؤسسة الوطنية لا تكتمل رسالتها إلا إذا كانت جزءًا من نسيج المجتمع، تشاركه الهموم، وتقدم له العون وقت الشدة.
سادسًا: الإرث الجمركي والتحديث التقني.. بين الأصالة والمعاصرة
أحد أعظم إنجازات الفريق شرطة صلاح أحمد إبراهيم هو المزج بين المحافظة على الإرث الجمركي السوداني الأصيل، وبين التحديث التقني الشامل.
فهو يدرك أن الجمارك ليست مجرد مهنة، بل ثقافة وتاريخ متجذر، لذلك اهتم بتوثيق التجارب، وتنظيم الاحتفالات بالمناسبات الجمركية، وإنشاء المتاحف والمعارض، وتكريم الرواد الذين خدموا الهيئة لعقود.
في ذات الوقت، كان حريصًا على مواكبة التطور العالمي في المجال الجمركي، ولذلك قاد بنجاح عملية التحول الرقمي داخل الهيئة، حيث تم:
إدخال الأنظمة الإلكترونية المتطورة في إجراءات التخليص.
تفعيل أنظمة الفحص بالأشعة وأجهزة الكشف الذكية.
الربط الشبكي بين المنافذ والمراكز الجمركية.
تبنّي بوابة الجمارك الإلكترونية لخدمة الجمهور.
تدريب العاملين على أحدث البرامج التقنية.
وقد انعكس هذا التطور في تسهيل الإجراءات، تقليل الزمن، الحد من الفساد، وزيادة الشفافية.
المكاسب الجمركية من ضبط المعابر.. الحصن المُحكم للحدود
في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، وخاصة بعد الحرب وما ترتب عليها من فوضى أمنية في بعض المناطق، كان لهيئة الجمارك دور محوري في ضبط المعابر وحماية الحدود.
وقد قاد الفريق شرطة صلاح هذه المعركة بحزم، فتم إغلاق معابر غير قانونية، وضبط آلاف السلع المهربة، ومصادرة عملات مزيفة، وقطع الطريق أمام دخول المخدرات والأسلحة.
المعابر لم تعد فقط نقاط عبور، بل تحوّلت إلى مراكز رقابة متكاملة، مزودة بالتقنيات، ومتصلة مباشرة بمركز المعلومات الجمركية، ما سهّل عملية المراقبة والتحليل واتخاذ القرار.
كما تم وضع خطة استراتيجية لحماية المعابر الحدودية، أبرز عناصرها:
نشر أجهزة حديثة للكشف.
تنسيق دائم مع الجيش والشرطة والمخابرات.
بناء مراكز متكاملة للتخليص والمعاينة.
تطوير بيئة العمل للعاملين بالمنافذ.
ختامًا.. الفريق شرطة صلاح أحمد إبراهيم رجل دولة يستحق الدعم
في وقت تتعرض فيه البلاد لأزمات متلاحقة، وفي ظل تآكل القيم الوطنية في بعض المؤسسات، يقف الفريق شرطة صلاح أحمد إبراهيم شامخًا كنموذج للرجل الوطني الشريف، الذي يخدم بلاده بطُهر ونزاهة، ويقود مؤسسة جمركية رائدة بكل المعايير.
هو رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، خبير في الشأن الأمني والاقتصادي، محبوب من منسوبيه، ومحل ثقة القيادة السياسية.
فمن واجب الدولة، بل من واجب كل مواطن شريف، أن يُحافظ على أمثال هذا القائد، ويعضّ عليه بالنواجذ، لأنه ابن السودان الصالح، ومصلح اقتصادي، وحامٍ للسيادة والكرامة.
فالجمارك السودانية اليوم ليست مجرد إدارة حكومية، بل مدرسة وطنية، وذراع سيادي، ونموذج إداري يُدرّس، وكل ذلك بفضل القائد الذي اجتمع فيه:
الانضباط العسكري، والخبرة الإدارية، والحنكة السياسية، والإنسانية العميقة.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى