تقارير

تقرير لــ(واشنطن بوست) يكشف ضعف مليشيا الدعم السريع

في مشهد يكشف عن مفارقة صارخة، بينما كانت ميليشيا الدعم السريع تتبجح بقدرتها على خوض الحرب، كان شقيق قائدها، القوني دقلو، يذرف الدموع سرًا في مكالماته مع الشركات التركية، متوسلًا للحصول على طائرات مسيرة توقف تقدم الجيش السوداني. هذا التحول الدراماتيكي من مليشيا تدعي القوة والقدرة إلى توسلات وبكاء أمام مصنعي السلاح يكشف عن ضعف وهشاشة الميليشيا.
تقرير “واشنطن بوست” يكشف المستور
كشف تقرير صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن محادثات سرية بين القوني حمدان دقلو، شقيق قائد الميليشيا، وأحد المسؤولين التنفيذيين في شركة “وأركا ديفينس” التركية، ضمن محاولات قواته للحصول على تكنولوجيا عسكرية متطورة، ولا سيما الطائرات المسيرة. ووفقًا للتقرير، يسعى القوني منذ مارس 2024 إلى تأمين صفقة أسلحة تضمنت (50) طلبًا عسكريًا، متعهدًا بتوفير شهادة المستخدم النهائي، وهي الوثيقة الأساسية التي تضمن قانونية الصفقة. إلا أن عائقًا قانونيًا جوهريًا حال دون ذلك، إذ أن ميليشيا الدعم السريع لا تمتلك صلاحية إصدار الشهادة بموجب القوانين الدولية.
توسل القوني دقلو للحصول على المسيرات يكشف انهيار المرتزقة
ربما كان توسل القوني أكثر الحلقات كشفًا عن واقع الدعم السريع، إذ ورد في تقرير “واشنطن بوست” حالة الهلع التي انتابت القوني حمدان دقلو، ووصوله إلى حد البكاء، أثناء محاولته التأثير على مسؤولي “بايكار” لوقف شحنات الطائرات إلى الجيش السوداني.
وحول هذا السلوك، يرى الخبير العسكري العميد (م) عثمان حسن، أن حالة القلق التي عاشها القوني تعكس بوضوح حجم الضغوط التي تواجهها مليشيا الدعم السريع، خاصة بعد تفوق الجيش الجوي الذي لم تكن تتوقعه.
ويضيف العميد (م) عثمان حسن أن عدم قدرة الدعم السريع على الحصول على مسيرات تركية دفعها للبحث عن بدائل عبر أطراف أخرى قد تكون غير معلنة، وربما عبر المسيرات الإيرانية التي حصلت عليها بشكل غير مباشر.
تطور جديد يكشف عن مأزق ميليشيا الدعم السريع وسعيها الحثيث لتعويض خسائرها العسكرية
يسلط تقرير “واشنطن بوست” الضوء على حجم الإرباك الذي تعانيه ميليشيا الدعم السريع بعد أن فقدت قدرتها على اختراق الأسواق الدولية للحصول على الأسلحة المتطورة. وبينما تستمر محاولاتها في البحث عن بدائل، فإن التوازن العسكري على الأرض يميل تدريجيًا لصالح الجيش السوداني الذي استثمر في تطوير قدراته الجوية، مما يجعل من الصعب على ميليشيا الدعم السريع استعادة زمام المبادرة.
بكاء القوني دقلو لم يكن مجرد لحظة ضعف، بل كان علامة واضحة لحالة الانهيار التي تعاني منها مليشيا الدعم السريع بعد خسارتها للأوراق التي كانت تراهن عليها في هذه الحرب.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى