الرأي والتحليل

شؤون وشجون.. الطيب قسم السيد يكتب: هذا الشعب الأبي.. ذو الجيش القوي

العنوان أعلاه الذي لم أستطع اختصاره أكثر مما بدأ عليه، كان تلخيصا لخلاصة تحليل لأحد الخبراء الغربين، اختلف على صحته البعض، واعتبره آخرون، تأكيدا لما هو مؤكد بشأن ضلوع التحالف الغربي الذي دبر لانقلاب الدعم السريع، في 15 أبريل من العام 2023، فيما ذهبت فئة ثالثة إلى انه، صح أو كان مفبركا،، شكل إضاءة مهمة مثبتة في فضح وتصوير تواطء أحزاب تنسيقية تقدم،(قحت) سابقا، التي تحالفت مع مليشيا الدعم السريع الارهابية، المقتع داخليا وخارجيا بأنها ذراعهم العسكري حتى آخر سقطة لهم ولها فيما اجتمع عليه الحليفان في العاصمة الكينية، نيروبي، التي كشفت ضلوعهما، في المؤامرة الدولية، التي هدفت لابتلاع السودان دولة، وهوية وموارد.
ومن باب أن نبينا الكريم، محمدا (صلوات الله وسلامه عليه) قد أمر نعيم بن مسعود يوما ليخذل عن المسلمين حينما تنادت عليهم جيوش المشركين في إحدى الغزوات، فقال (صلوات الله عليه) آمرا ابن مسعود:-(أنما أنت فينا رجل واحد، فخذل عنا ما أستطعت فإن الحرب خدعة) أي اكشف عن قوة جيشنا ومضاء عزيمتنا ورجاحة عقيدتنا القتالية. وثبط ما استطعت أعداءنا.
عليه نحوت في مقالي هذا متعمدا جعل ما نسب للخبر الغربي هذا، صح أم اختلف عليه- خلفية لا يراد ما هو ماثل ومثبت بحق ندالة وعمالة الحلفين الضالعين في تنفيذ مؤامرة، التدمير والتشريد والتهويد التي تعرض لها السودان في الخامس عشر من أبريل من العام2023م.
حيث ختم الخبير الإستراتيجي الدولي كارلوس وهو من أصول لاتينية،، تحليلا تناول عبره الحرب التي راهن مدبروها، ورعاتها، وظن ممولوها وعملاؤهم من الخارج، ومن خيابا بني الجلدة، انها ستنهي سلطة في السودان، خططوا لتقويضها، وتفكيك جيش شرعي وطني، نووا تدميره، ودولة كانوا مطمئنين حسب تقارير عملائهم، لابتلاعها في ساعة أو اثنتيين.!!!
ختم ذلكم الخبير الإستراتيجي الذي يدعي (كارلوس) تحليله الإستراتيجي العميق ذاك، بأن الصمود الذي ابداه الجيش السوداني، في مواجهة حرب ضروس شنت ضده وفق مؤامرة دولية مكتملة الأركان.. دبرها تحالف دولي، بارشاد (عمليين سودانين) اثنين أحدهما، خان حزبه وتنظيمه ودولته، التي نشأ وترعرع في كنف قيم ومبادئ أهلها.. وآخر جاءت به القوى الإنتهازية المتسلقة التي ضللت شباب ديسمبر صناع الثورة الحقيقين ومعهم فئات شعب السودان الأخرى.. فجئ به من قبل من سرقوا الثورة البريئة وهو عميل دولي وجاسوس للتحالف الدولي الغربي، المستهدف للدول والشعوب المستضعفة.. فجئ بالهلامي الخبيث (عبد الله حمدوك) رئيسا لحكومة انتقالية أبرز انجازاتها، استقدام بعثة فولكر الأممية تحت ستار ما سموه (دعم الانتقال) لتشرف وتنفذ المخطط المرسوم قبلا، لابتلاع السودان بتدمير جيشه، وتشريد اهله، ونهب وسرقة موارده وإبدال سكانه الأصلين بعرب شتات أفريقيا.. فتطابقت وتآزرت أفكار وأدوار الدخلاء والعملاء.. ونظمت لتمرير المخطط، حملات التبرير والتضليل والأكاذيب، لايهام الشعب بالداخل والجوار الاقليمي والمحيطين الأفريقي والدولي بما يمشي به العملاء والمغرضون.
جاءت خاتمة تحليل الخبير الدولي الإستراتيجي اللاتيني كارلوس،، حول الحرب التي دبرت ضد السودان، كاشفة عن أخطر عملية اختراق كان وراءها شخصان سودانيان جعلا بقربها من مفاصل الدولة الحساسة، وسيلة لمارسة التخابر ضد دولتهم وخيانة شعبها.. الأول بحكم موقعه مدير لمكتب الرئيس السوداني السابق (عمر البشير) وما كان يتمتع به من نفوذ مطلق جعله على صلة مباشرة بالدويلة الشريرة مخلب القوى الدولية الكبرى المتربصة بالسودان الملتزمة في إستراتيجياتها قبلا، بتدميره وتفكيك مؤسسات دولته الشرعية، وتقسيمه لدويلات يتم في المستقبل، توزيع الوصاية عليها من قبل تلكم القوى الغربية المثبت ضلوعها،، في التخطيط والترتيب لابتلاع السودان.
أما الثاني فهو خبير عمالة دولي، لا يعرف أهل السودان له تاريخا أو مرجعية وطنية، إلا عندما لوح النظام السابق باستجلابه وزيرا لمالية السودان قبل أن يستقدمه (بنو قحط) سيئة الذكر والسمعة، رئيسا للحكومة الانتقالية، لفورة ديسمبر، صاحبة الشعار المعطوب،(تسقط بس) الذي دفع الوطن للهاوية التي حذر منها أحد حكماء النظام السابق، قبل سقوطه بفترة وجيزة.
وصف التقرير المنسوب للخبير الأجنبي اللاتيني، ذاك، والذي وصفه صديق لي سفير سابق للسودان- باحدى دول المغرب العربي، بأن به كثير من الصنعة.. وأنه لم يضف جديدا.
أعود للشخصين الذين تسببا في ذلكم الاختراق الذي أفضى إلى ما يعانيه السودان االيوم.. والذين وصفهما تقرير كارلوس،(بالجاسوسين) وكشف عن اسميهما، ودور كل منهما. ولكنه ركز على ما سماه (الجاسوس الخطير) عانيا رئيس الوزراء المستسلم والمستقبل (دكتور عبدالله حمدوك) الذي تولى رئاسة الوزارة في مرحلة ما بعد الاطاحة بالرئيس عمر البشير. وحسب كارلوس معد التحليل وناشره، فإن عبد الله حمدوك، استطاع تشكيل حكومة ضمت لأول مرة في تاريخ السودان، عناصر أجنبية، وشكل الرجل، تحالفات مع قوى دولية واقليمية.. ما مكنه من اختراق مؤسسات الدولة السودانية بعمق، فادت تلكم التحركات المريبة من جانبه، وفق تحليل الخبير الغربي الإستراتيجي ذي الأصل اللاتيني، إلى فعل خطير لم يكن عشوائيا.. بل هو كما أشرت في مقدمة مقالي هذا، جزء من إستراتيجية غربية محكمة، هدفت منذ وقت بعيد ولا زالت.. لإضعاف الدولة السودانية، وتهيئتها لتدخل خارجي أشد تأثيرا.
أجمل الخبير هذا الغربي في تحليله، ان اختراقات حمدوك تلك، جعلت السودان مكشوفا، أمام مستهدفيه.. مما سهل على المتحالفين ضده والمترصين بدولته، وضع خطة للإجهاز عليه وحاولة الاستيلاء على السلطة فيه.. بتنفيذ انقلاب سريع مباغت، يستهدف القضاء على القيادة العليا للجيش السوداني، في غضون دقائق حسبما حلموا و خططوا واعدوا وشرعوا في التنفيذ في فجر الخامس عشر من أبريل، من العام2023م.
ولكن الذي حدث كان نقيضا لكل الآمال والطموحات التي عقدوها، وعلى خلاف كل الحسابات والتوقعات الدولية، المرسومة بخبث وغدر متناهين.
لقد واجهت الحشود التي تم استجلابها، من عرب شتات أفريقيا وغيرها، والآليات الحديثة التي تم جلبها، والسلاح المتقدم الذي زودت به عصابات الدعم السريع، و لوحت به خيانات وخيبات المتواطئن الذي باشرته المجموعة المتحالفة مع الدعم السريع، الملوحة بالحرب قبل اندلاعها، بديلا لرفض اتفاق . مفخخ سموه بالاطاري، واجهت عصابة الدعم السريع، وذراعها المدني،(قحت) الوضيعة الخائنة، رغم كل ما باشروه من تآمر وتخابر،وخيانة، وما اعدوه من أسباب، واجهوا تجربة، وحكمة، وقدرة، ومعرفة الجيش السوداني الغريق البطل، الذي بان لهم، وادهش العالم بأنه قوة ضاربة خارقة.. برمي الله وبسالة رجاله، وخبرة وحكمة، قيادته، وسند والتفاف شعبه.. وهو على غير ماظنوا، و نقيض توقعوا، يمتلك قدرات عسكرية متطورة، وامكانات تقنية وبشرية فائقة و متقدمة، ألجمت تقديرات المحللين، وأن بنيته التحتية، السابقة واللاحقة، لم تكن مجرد واجهة سطحية بل إنه يمتلك شبكات محصنة، تضم تحصينات استراتيجية، معقدة ليس باستطاعة اي عدو قريب أو بعيد، الالمام بتفاصيلها، او الوصول إلى حقيقة كنهها.
فكانت النتيجة المشرفة الزاهية صمود الجيش السوداني المارد البطل.. وامتصاصه، لصدمة المفاجاءة، التي كانت احدى أوهام المدبرين والممولين، والمروجين على حد سواء.. وليس من الحكمة الخوض في تفاصيل ما يميز جيشنا البطل وجنوده وضباط صفه وضباطه، وافرعه ووحداته، وقيادته وما يملك من تجربة، وحكمة، وقدرة..بل نترك الأمر لكل مغامر أو متآمر مترب أو طامع.. وعندها سيشهد العالم المغرور، ان للسودان ربا يحميه،، وجيشا يصون سيادته،، يحمي أرضه ويفديه.اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب رد كيد من ناصرته الأحزاب والحق بنا وبلدنا الخراب.
والله أكبر والعزة لله والوطن
22/فبراير/2025.م

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى