حوارات

صاحب ومؤسس مركز شرف للبصريات في دنقلا في ضيافة المسار

الدكتور شرف الدين عبدالله علي في حوار شامل

المركز يصنف من الجهات المتطورة وله إسهامات في توطين مدخلات البصريات
نعاني كقطاع خاص من بعض العقبات وهناك إشكاليات متعلقة بالتداخل بين المركز وأطباء العيون
توفير المدخلات من اكبر العقبات التي تواجه القطاع في سبيل تمزيق فاتورة المعدات المتعلقة بالبصريات
رسالتنا للمسؤولين في وزارة الصحة وحكومة الولاية العمل علي تبسيط الاجراءات حتى نتمكن من مقابلة احتياجات المواطنين
نطالب بوجود ممثلين للصيدلة والسموم في المعابر الحدودية مع مصر لإزالة عقبات الواردات
ولدينا سياسة وتعامل خاص مع الاطفال ونقدر ظروف المواطنين في ظل الحرب

حوار : هشام احمد المصطفى ( ابو هيام) وابراهيم مدثر
تصوير : احمد الطيب
يعتبر القطاع الخاص مكمل للعام يسد النقص دوما فما بالك اذا كان هذا النقص أو الحاجة في مجال الطبي أو الصحي العديد من النماذج الناجحة في هذا الجانب أبرزها مركز شرف للبصريات بدنقلا حاضرة الولاية الشمالية والذي قضي صاحبها شرف الدين عبدالله سنوات طويلة في جهد ومثابرة استمرت لسنوات في سبيل اقامة المركز الذي يهدف لتقديم خدمة مميزة داخل حدود الولاية .

البيروقراطية الزائدة والتأخير في الجمارك والمخازن من اكبر التحديات التي تواجه المركز بحسب حديث الأستاذ شرف الدين عبد الله في حواره مع المسار والذي تناول فيه العديد من القضايا التي تهم القطاع .

في البدء كيف كانت فكرة إنشاء المركز وما هي الآمال والطموحات التي ترجون تحقيقها في ظل وجود هذا المركز في مدينة دنقلا؟

الخدمة البصرية بصورة عامة غير معروفة بصورة كبيرة او غير منتشرة يمكن لأسباب متعددة ة نسبة لعدم توفر الكوادر وعدم انتشار الخدمات في المناطق الطرفية ويمكن ان تكون معروفة بصورة اكبر في المركز او العاصمة كانت الفكرة هي توفير الخدمة في المناطق الطرفية وبمستوى يجعل المواطن بدون حوجه للذهاب إلى أماكن بعيدة مثلما كان يذهب المواطنين الى العاصمة لتلقى العلاج والخدمات المتقدمة فكانت الفكرة هي تسهيل طرق وجود الخدمة البصرية وقد استغرقت وقت طويل حوالي (24)سنة من الخدمة المستمرة.

حينما تم تأسيس هذا المركز داخل مدينة دنقلا ما هي اكبر التحديات التي واجهتكم وكيف كانت البداية حتى صار هذا المركز من المراكز التي يشار اليها في المدينة ؟

IMG 20250314 WA0017

اكبر التحديات التي واجهتنا كانت تتمثل في مسألة التوصيل في الفترة الزمنية عند بداية إنشاء المركز وعادةً الخدمات والمستهلكات الممركزة اي مسألة مركزية مرتبطة بالعاصمة او حتى خارج الوطن والتحدي الأكبر كان في شحن الادوية والمستلزمات والمواد الخام ومثلت تحدي كبير بالنسبة لنا بالإضافة للأجهزة لان ثمنها باهظ وحساسة جداً فكان هذا العائق الوحيد في تلك الفترة الزمنية ايضاً كانت صعوبة الطرق ووسائل المواصلات وقد ننتظر مدة شهر كامل من أجل طلبية واحدة فقط .

الطرق التي تم بها استجلاب وتوفير المستهلكات في ظل هذه الظروف الاقتصادية الراهنة على البلاد؟

السؤال هذا لمس اصعب الاشياء التي تواجه المواطنين في اي مجال خدمي وبالذات الخدمات الطبية وهي في غاية الصعوبة وقد نكون نحن افضل من غيرنا بكثير لأن الولاية الشمالية ولاية حدودية مع جمهورية مصر الشقيقة التي مثلت في السنتين الأواخر شريان أساسي لكل المستهلكات الطبية وغيرها وعلى كل المستويات ونحمد الله على ان قرب المسافة من مصر استطعنا به تجاوز كل العقبات مع بعض الصعوبات في المعابر وبالتالي قد يسبب لنا استهلاك الوقت إشكاليات ورسالتنا لحكومة الولاية هي ازالة المعوقات وتسهيل الاجراءات وقد تتوقف هذه الخدمات بسبب التأخير في المعابر ونسبة لإجراءات ليس لها اي لازم .IMG 20250314 WA0018

ما هي رسالتكم إلى وزارة الصحة وحكومة الولاية ومتخذي القرار حتى تسهل عليكم مسألة توفير المتطلبات حتى يتمكن المركز في الإسهام بصورة واضحة لأن دوركم هذا متعاظم وكبير مرتبط بحياة الإنسان وهل عندما تم تأسيس هذا المركز وجدتم وعود او التزام ادبي واخلاقي فيما يتعلق بتسهيل كل الصعوبات؟

للأمانة العمل الموجود الان يمثل جهد خاص اي قطاع خاص تماماً ما عدا الإشراف والرقابة والمسائل المتعلقة بالقوانين واللوائح باعتبارها هي السبيل لإنجاز الخدمة المطلوبة مننا بصورة آمنة ودقيقة ورسالتنا لحكومة الولاية هي موجهة لسلطات الجمارك لابد ان يكون هناك استثناء واضح للمستهلكات الطبية لجهة ان المستهلكات الطبية يمكن أن تتلف اذا تأخر تخليصها في الجمارك التأخير الذي حصل في المخازن وغيره لابد ان يكون هنالك اجراءات مختلفة عن بقية الاشياء لان هنالك بعض الادوية والمعدات لا تتحمل الانتظار على الإطلاق وفي بعض الأحيان قد تكون مضرة نسبة لانتهاء مدة الصلاحية.

كيف تعالج هذه المشاكل في اعتقادك؟

انا ارى ان الاولوية لهذه المسائل ان يتم التخليص الجمركي وتجاوز الإجراءات التي من الممكن ان تعطل هذه المعدات بالإضافة لبعض التحقيقات الفنية في مجلس الصيدلة والسموم ووجود ممثلين للمجلس في المعبر ليتم تجاوز الكثير من المشاكل لان مسألة المخاطبات دائماً وحجز المواد الخام لأيام كثيرة قد تتلف الادوية فهذه المسألة فيها مجادلات كثيرة وتنتهي بتلف الأدوية والمعدات وخسارة رأس المال للمؤسسة ويعيق العمل الموجود واصعب شيء هي الخسارة المادية.

IMG 20250314 WA0020

حدثنا عن الأقسام الموجود في المركز وما هي الاختصاصات الموجودة والدور الذي يقوم به؟

توجد أقسام كثيرة مثل قسم الحول او العدسات اللاصقة او النظارات الطبية والتصوير الطبي او المعالجة الفيزيائية وهنالك الكثير وكل قسم يتعلق بمعالجة او تكملة معالجة لواحدة من المشاكل التي تأتي بصورة يومية ويحصل تداخل بين المركز وأطباء العيون لتقديم الخدمات وتكملة لعلاج المرضى وفي مركزنا اجتهدنا لوجود ثلاثة أقسام بصورة رئيسية مكتملة وبحاول خلالها تقديم مختلف أنواع العلاجات الضرورية للمرضى وهذه المسألة جهد كبير.

ما هي هذه الأقسام الثلاثة وعرفنا عنها ؟

القسم الاول هو النظارات الطبية ويعنى معالجة الأخطاء البصرية او الانكسار البصري مثل طول النظر وقصر النظر وقدرنا في علاجها من خلال النظارات والقسم الثاني هو العدسات اللاصقة هنالك مرضى مشاكلهم تتعدى العلاج بالنظارات الطبية او المريض لا يرغب في لبس النظارة فنقوم بتركيب العدسات اللاصقة وهي خيار ثاني للعلاج وايضاً العدسات اللاصقة هي علم موسع ولها اشكال وإبعاد منها العدسات اللاصقة والشفافة والملونة والعلاجية وهنالك عدسات لاصقة علاجية من الدرجة الأولى والقسم الثالث هو قسم الحول وصراحة من امتع الاقسام لان من اكثر المرضى فيه من الاطفال.

من خلال الحالات التي تمر عليكم ماهي مسببات الحول للأطفال ومن ثم القدوم للمركز والخدمات التي تقدم نفسياً وصحياً وطبياً هي تختلف عن الخدمة التي تقدم للبالغين ؟

الاطفال من امتع الاعمار التي عملت معهم لأن هذه المسألة بها تحدي كبير قد يقبلك الطفل او لا يقبلك فبمجرد قبول الطفل فتصبح المسألة سهلة وعدم تقبل الطفل لك قد يدخلك في خيار كسر العقبة وإذا لم تنشأ علاقة صداقة بين الطفل والمعالج وتأكد تماماً انك لن تستطيع ان تعالجه وتتطور لتذهب للعلاج المفروض وعلي حسب الحالة.

هل مسألة تعزيز الثقة بين المعالج والطفل تحتاج الى باحث اجتماعي حتى تستطيع علاجه هل للمركز هذه السياسة؟

للآسف ليس لدينا باحث اجتماعي موجود ولكن جزء من دراستنا في الكليات والجامعات فيها جزء كبير أساسه علم النفس والاجتماع وعن طريقه تستطيع ان تتطور وعمل المقدرات للتعامل مع كل الحالات وكيفية تعزيز علاقتك مع الطفل المريض وفي الحقيقة الطفل يحتاج مقدرات خاصه وحتى المريض البالغ او كبير السن يحتاج لتعامل نفسي بقدر كبير من العلمية لتعزيز العملية العلاجية

انتم في مدينة دنقلا يغلب عليها العُرف الاجتماعي او اللهجة الاجتماعية والرطانة أو اللغة المحلية هل تواجهون عقبات في هذا الجانب؟

بالتأكيد مسألة اللغة لازم تستخدم في مرحلة العلاج حتى كبار السن هنالك البعض منهم علاقتهم باللغة العربية ضعيفة أو ركيكة فبالتالي التعامل معهم يصبح أسهل عندما تتحدث اللهجة المحلية ونحن نحاول تطوير هذا الجانب.

إلى اي مدى وفرتم ما يحتاجه المواطن حتى توطين مسألة البصريات وتسهيل العلاج؟

السياسة العلاجية الكلية في مختلف المجالات في مستوى علاج تقدم عبر المستشفيات او العيادات الخاصة لكن هناك مستوى يتطلب تجهيزات اعلى من الامكانيات فهذه مسؤولية الدولة وهذه نقطة مهمة للفت حكومة الولاية لبعض الخدمات الغائبة مثل تخطيط ميدان النظر واحد من المجالات المهمة جداً لكل المرضى لمرضى الجلوكوما وتخطيط ميدان النور مهم جداً في متابعة تطور النظر وينبغي ان توفرها وزارة الصحة لأن ذلك يتطلب مبالغ كبيرة للأجهزة فقط جهاز واحد يكفي للولاية ولكن للأسف هو غير موجود لدينا.

هل الميزان المالي يمكنك من شراء هذا الجهاز ؟

لا يمكن توفيره إلا عبر وزارة الصحة والممثلة في حكومة الولاية لذلك الفت النظر إليهم لتوفيره ضروري وفي بعض القطاعات الثانية بحمد لله توفرت بعض المعينات التي تتعلق بالتصوير الطبي وهي مهمة جدا لمتابعة مرضى السكري ومضاعفات السكري للعيون واذا تواجد ميدان تخطيط النظر سيكمل خدمات العيون .

بعض المراكز تجتهد ان تقدم اعلى مستوى من خلال الخدمة المتاحة والحمد لله هذه المسألة تراكمية البداية دائماً تكون قليلة لكن يجتهد المركز في ان يعلى الإمكانيات البشرية والمادية ومن ناحية اجهزة ومستهلكات وتوفير المخزون الاستراتيجي لان من خلاله تستطيع تقديم الخدمة المتاحة وهناك أسس تقديم كلما كانت سريعة كلما كانت بكفاءة أفضل ومستوى مستهلكات افضل.
هل المركز يملك كل الأشياء التي يحتاجها المريض ؟
الخدمات البصرية بصورة عامة يمكن ان نقول ان المتواجد لدينا يفوق نسبة (70%) ونحن نسعى لتكملة الباقي وتوفير كل المستلزمات ونحن نمشي بخطوات واثقة ودائما نبدأ بالأساسيات وبعد ذلك تحصل الإضافات المتنوعة الآن نعتبر اننا قطعنا شوط كبير وهذا مجهود يحسب للمركز وقيامة على أكتاف أشخاص كثيرين ولا ننسب الفضل لشخص واحد .
لفت انتباهي هذا الاستقبال المرتب والنظافة والاهتمام بالبيئة والمحافظة علي البيئة قد جذبت الاشخاص حدثنا عن مدى اهتمامكم بالبيئة ؟
هذه الأشياء لا تنفصل عن الخدمة من أجل تقديم خدمة بصورة ممتازة لازم تهيئة البيئة لتكون صحية وسليمة بكل المعاني نفسياً والموظفين يقدمون خدمة لا تقل اهمية عن المعالج والمقدمين للخدمات بمختلف تخصصاتهم كلهم يساهمون في إخراج صورة افضل ومؤثرة وكلنا أسرة واحدة ونحافظ على المركز ونظافته المعنوية والحسية والعلاقات بيننا تكون افضل من ناحية احترام لطالب الخدمة نسعى ليكون الشخص المتلقي للخدمة ان يخرج وهو راضي عن الخدمة.
إلى اي مدى يراعى المركز للوضع الاقتصادي للمواطنين خاصة في ظل الحرب التي أفقرت الكثيرين أصبحوا لا يملكون ثمن العلاج؟
المركز جزء من المجتمع ولابد ان نراعي لهذه المسألة وهي معلومة لدى كل الشركات وهي مسؤولية مجتمعية ويقدمها المركز بمختلف منظورها ونحن نعتبر اي مريض جزء من المركز فلابد من مراعاة هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
ختاماً دكتور شرف ما هي طموحاتكم وآمالكم في المستقبل وعندما يحل السلام في ربوع البلاد؟
طموحاتنا كثيرة ولكن هناك خطة موضوعة لتطوير كافة الأقسام بصورة منفصلة عن بعض بفضل الله تعالى ونأمل ان يكون نكمل قسم الحول بصورة نهائية ونكمل قسم المعالجة الفيزيائية ونعتبره قسم مميز جداً لأنه سيكون من الاقسام النادرة على مستوى السودان ونأمل في تكملة قسم الأطفال بكافة المتعلقات لا ثره الكبير على المجتمع.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى