
غريب أمر البشر تأسرهم لحظة فرح غامرة وتسعدهم كلمة بشرى عابرة، إنهم يعيشون اللحظة ويتمنون أن تتوقف عجلة الزمن فيها وأن يظلوا في ذكراها ويصلون في محرابها ويستمتعون بخراجها فتجدهم يذكرونها كثيرا ويتمنون أن تعود إليهم من جديد فهي عندهم أفضل وأروع من أي لحظة أخرى وأن كانت أحسن منها وأنفع فتجدهم يقولون يا حليل أيام زمان فهل بالإمكان ان نجد أفضل مما كان زمان.
الاستماع الحقيقي للحظات الفرح والسعادة يكون في القلب
ويمكن للقلب أن يعيش دائما في لحظات الفرح والرضى والطمأنينة مهما كانت الظروف والأحوال فإنك تجد في النوم حياة كاملة تشكلها الأحلام .
تجد في منامك السيارة التي تريدها وتكون طوع يديك وتجد القصور والحور والحبور والسرور وأنت لم تغادر فراشك ولم تفتح عينيك.
نعم فقد لبث أصحاب الكهف في نومهم ( ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) وكانت هي حياتهم بعد الإيمان والتوحيد وجدوا فيها مرفقا وطعاما وشربا.
ووجد يوسف عليه السلام في نومه أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين محبة وشوقا .
ستظل الأيام الحلوة في القلوب إذا كانت قيمة وستزول وتتبخر إذا كانت زينة (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمان وهم يستبشرون).
القلب الذاكر الحاضر غالبا في النعيم يتمتع آمنا لا يفزع واثقا لا يخضع راكعا ساجدا يخشع ، كل لحظة عنده أمتع (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) كل الأيام عنده مثل أيام زمان.
اما أهل الغفلة والأماني فسيظلون في أحلام اليقظة وقلوبهم في غمرة وأن تسرب إليها شعاع من نور القرآن اغلقوا دونه الأبواب (وإذا ذكر الله وحده إشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالأخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون).
عيشوا مع القرآن والذكر فلن تتذكروا أيام زمان وستعيشون في متعة الحاضر وأمل المستقبل.



