الرياضة

كلمات صريحة.. بدرالدين الباشا يكتب:ديمقراطية《الكاف》الزائفة.. الكاش يُقلل النقاش

كشف مشهد وسيناريو انتخابات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) عن زيف الممارسة الديمقراطية وشعاراتها المرفوعة في ساحة الكرة الإفريقية. فما يدور خلف الكواليس يظهر أن الانتخابات ليست سوى إجراء شكلي، إذ يتم اختيار المرشحين وفرضهم قسرا على الدول قبل أشهر من التصويت. لم تعد الديمقراطية موجودة في الكاف، بل انتقلت عدواها إلى الاتحادات الوطنية الإفريقية، حيث بات المال هو المتحكم الأول في كل شيء على طريقة “الكاش يقلل النقاش”، لا سيما في شراء أصوات الأعضاء.
اليوم، الفوز في الانتخابات صار مسألة محسومة لمن يدفع أكثر، حتى لو كان شخصا غير مؤهل أو تحوم حوله شبهات الفساد. في المقابل، يضيع أصحاب الكفاءة والفكر والرؤية في زحام المصالح والصفقات المشبوهة. وهكذا، أصبحت الأموال تُقرّب أسوأ الأشخاص إلى مراكز القرار، بينما يتم تهميش الأكفاء.
تُعدّ كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، حيث يتابعها مليارات البشر وتشكّل جسرا للتواصل بين الشعوب. لكنها في السنوات الأخيرة تحولت من مجرد هواية رياضية إلى صناعة احترافية ضخمة، جلبت أموالًا طائلة من عوائد التسويق والبث والرعاية. هذه الثروة الهائلة غيّرت حياة اللاعبين، فانتقل كثيرون منهم من الفقر إلى الثراء والشهرة.
لكن هذه الأموال سلاح ذو حدين، فإذا لم تتولاها شخصيات قوية، صادقة، وأمينة، فإنها ستفتح الأبواب أمام الفساد. الفيفا والكاف يغريان الاتحادات الوطنية بالأموال والمشاريع، مثل “مشروع الهدف” والدعم السنوي السخي، ما يجعل من الصعب على أي اتحاد محلي الوقوف في وجه الهيئات القارية أو الفيفا نفسها.
هذا لا يعني غياب الشخصيات النزيهة والخبراء الحقيقيين عن ساحة كرة القدم، كما أن هناك اتحادات ما زالت نظيفة وتحافظ على نزاهتها. لكن لم يعد هناك تشويق في متابعة الانتخابات، بعدما أصبحت مجرد لعبة مصالح يتحكم فيها التكتلات والشلليات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمناصب العليا، مثل رئاسة الاتحاد وأعضاء المكتب التنفيذي.
في النهاية، الديمقراطية في كرة القدم الإفريقية ليست سوى قناع زائف، والمستقبل يبدو قاتما ما لم يحدث تغيير جذري يعيد النزاهة إلى هذه اللعبة التي يعشقها الملايين.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى