
نجاح الأعمال والمشاريع والبرامج في أي مجال من مجالات الحياة مرتبط ارتباطا وثيقا بالاستقرار الإداري. وعلى العكس تماما، فإن فشل أي منظومة في أي عمل أو مجال يعود سببه الرئيسي إلى سوء الإدارة. ينطبق هذا الأمر بوضوح على الحركة الرياضية السودانية، وخاصة كرة القدم، حيث تنعكس الأخطاء والإخفاقات الإدارية سلبا على الجوانب الفنية، مما يؤثر على نتائج المنتخبات الوطنية والأندية.
أخشى أن تؤدي أزمة مدرب منتخبنا الوطني الأخيرة إلى نتائج سلبية، خاصة أن الاتحاد السوداني لكرة القدم تسبب في تأخير وصول المدرب كواسي أبياه للإشراف على المنتخب، مما أربك برنامج الإعداد. وحتى مساء الاثنين، لم ينضم لاعبو الهلال إلى المعسكر، رغم أن البرنامج المُعلن كان يقضي بإقامة معسكر في السعودية، ثم الانتقال لخوض مباراة ودية. غير أن البعثة سافرت إلى سلطنة عمان لخوض المباراة يوم الخميس (13 مارس)، ومن المقرر أن تسافر إلى ليبيا يوم (17 مارس) لمواجهة السنغال في (22 مارس).
من الواضح أن البرنامج مرهق للغاية بسبب كثرة السفر والتنقلات الطويلة. كان من الأفضل والأسهل إقامة معسكر مغلق في ليبيا مباشرة، بدلا من التشتت بين السعودية وعمان وليبيا. لكن الاتحاد السوداني لا يريد تحمل أي نفقات، رغم أن الاتحاد السعودي تبرع بتكاليف معسكر السعودية. ومع ذلك، كان بالإمكان طلب الدعم لإقامة المعسكر في ليبيا، خاصة أن الظروف هناك مهيأة من حيث الإقامة والملاعب والمواصلات، كما أن التنقل من موريتانيا إلى ليبيا أقل تكلفة وأسهل من السفر إلى سلطنة عمان ثم العودة مجددا إلى ليبيا.
من الواضح أن الجوانب الإدارية لمنتخبنا تعاني من خلل كبير، مما يؤثر على الاستقرار الفني ويهدد النتائج. مشكلتنا الحقيقية، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، هي غياب الحوار والنقاش، ما يؤدي إلى التخبط في القرارات الإدارية. في ظل هذه الفوضى، نخشى أن تكون النتائج كارثية، فالمعاناة المستمرة من التنقلات العشوائية، من مطار إلى مطار ومن دولة إلى أخرى، ليست إلا انعكاسا للفشل الإداري الذي يدفع ثمنه المنتخب.