الرياضة

كلمات صريحة.. بدرالدين الباشا يكتب: فضيحة أخلاقية

فضيحة وكارثة فجّرها مدرب منتخبنا الوطني الصامت، الهادئ، المجتهد، الساحر، المهذب، المحترم كواسي أبياه، الذي انفجر غضبه وخرج عن صمته، كاشفا عن أزمة خطيرة تهدد مستقبل المنتخب السوداني. المدرب الغاني، الذي قاد منتخبنا لتحقيق إنجازات غير مسبوقة، أعلن رفضه الإشراف على إعداد وقيادة المنتخب ما لم تحل مشاكله المالية وتسدد مستحقاته المتأخرة، التي ظل ينتظرها لمدة عام كامل (12 شهرا) دون أن يحصل على راتبه، بينما كان يتحمل أعباء العمل بإخلاص وصبر.
ما حققه كواسي أبياه مع منتخبنا ليس بالأمر العادي، فقد تمكن من قيادة صقور الجديان للتأهل إلى نهائيات الكان والشان، وجعل المنتخب يتصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم. هذه النجاحات أعادت الأمل للجماهير السودانية، لكن الفوضى الإدارية والفساد المالي داخل اتحاد الكرة يهددان بضياع كل هذه الإنجازات في لحظة، خصوصا أن المنتخب على أعتاب مواجهات حاسمة ضد السنغال وجنوب السودان، قد تحدد مستقبله.
المصيبة الكبرى أن رئيس الاتحاد ونائبه والأمين العام يتنعمون بأموال اتحاد الكرة، ويسافرون على حسابه، بينما تتراكم الديون على المنتخب. هؤلاء المسؤولون لم يلتزموا بأي وعود تجاه المدرب، حيث ظلوا يخدعونه بوعود كاذبة، ووعوده بحل المشكلة بعد المباريات المقبلة، لكن المدرب بات مقتنعا بأن هذه الوعود لا قيمة لها.
وفي تصريح صادم، قال كواسي أبياه: “لقد صبرت طويلا، لكنني لن أستمر في قيادة المنتخب دون الحصول على مستحقاتي. وعدوني بالسداد بعد مباراتي السنغال وجنوب السودان، لكنني لا أثق في وعودهم بعد الآن. سأنتظر وأرى ما سيحدث”.
هذا الموقف الصارم يعكس مدى استياء المدرب من تعامل الاتحاد السوداني لكرة القدم ، وهو مؤشر خطير على انهيار العلاقة بينه وبين الإدارة، ما قد ينعكس سلبا على أداء المنتخب في المرحلة المقبلة. المشهد الآن قاتم جدا، والمنتخب يعيش وضعا نفسيا ومعنويا صعبا، خاصة مع اقتراب المواجهات الحاسمة. لاعبونا في حالة من التوتر، لأنهم يدركون أن مستقبلهم على المحك، في ظل عدم استقرار الجهاز الفني. هذا التراخي وعدم الجدية من قبل الاتحاد قد يتسبب في إهدار مجهودات المنتخب وضياع حلم التأهل إلى كأس العالم.
الوضع لا يحتمل المزيد من الانتظار، والحل الوحيد هو التدخل السريع لإنقاذ الموقف قبل أن ينفجر أكثر، وتتفاقم الأزمة إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها. على الجهات المعنية أن تتحرك فورا لحل مشكلة المدرب ومستحقاته، وضمان استقرار المنتخب قبل أن تتعقد الأمور أكثر.
إذا لم يتم اتخاذ قرار عاجل بحل المشكلة، فإننا لا نخسر فقط مدربا ناجحا، بل أيضا مستقبل الكرة السودانية، التي تقف اليوم على مفترق طرق. هل ستنقذ الجهات المعنية المنتخب قبل فوات الأوان، أم أننا سنشهد انهيارا آخر يضاف إلى سجل إخفاقات إدارة الكرة السودانية؟

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى