
فرط منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في فوز كان في متناول اليد أمام منتخب موريتانيا، ليواصل تقديم أداء باهت ومربك أثار استياء وغضب الشارع الرياضي السوداني. لقد مللنا من تكرار الأعذار والمبررات بعد كل تعثر، وآن الأوان لمواجهة الحقيقة بلا تجميل، منتخبنا لم يعد كما كان، فقد البريق والطموح والحماس.
التعادل في كرة القدم أمر طبيعي حين تواجه خصماً أقوى منك، لكنه يصبح صدمة حين يأتي أمام منتخب يمكن تجاوزه بسهولة. التعادل أمام موريتانيا ليس مجرد نتيجة، بل إنذار حقيقي يكشف حجم الأزمة التي يعيشها منتخبنا في تصفيات كأس العالم 2026. ما نشهده من أداء ضعيف ومحير في كل مباراة يؤكد أن هناك خللاً واضحاً داخل المنتخب، خللاً لم يعد خافياً على أحد. اللاعبون فقدوا الرغبة، والحماس تراجع، والروح القتالية التي عُرف بها صقور الجديان غابت تماماً. حتى في بطولة سيكافا الأخيرة ظهر المنتخب بنفس المستوى المهزوز وكأن شيئاً لم يتغير.
اتحاد كرة القدم مطالب بأن يستيقظ من سباته العميق، فالوضع لا يحتمل المزيد من التراخي. المنتخب الوطني ليس ملكاً لأفراد، بل واجهة للوطن، ويجب التعامل معه بجدية ومسؤولية. لقد أضاع منتخبنا فوزاً سهلاً بسبب الأداء المتواضع أمام موريتانيا، وتكرر المشهد ذاته في المباريات الأخيرة أمام جنوب السودان والسنغال والكونغو وتوغو. النتائج لا تكذب الواقع، منتخبنا يتراجع بينما الآخرون يتقدمون.
ورغم كل ذلك، تبقى الروح السودانية حاضرة. مجرد وجود المنتخب في التصفيات الإفريقية ومواصلته المنافسة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد هو أمر يستحق التقدير، لكننا لا نريد الاكتفاء بشرف المشاركة، بل نريد منتخباً يليق باسم السودان، منتخباً ينافس الكبار ويصنع الفارق.
التعادل أمام موريتانيا نتيجة لا يمكن قبولها ولا تمر مرور الكرام. على اتحاد الكرة أن يتحمل مسؤوليته كاملة، ويبدأ فوراً في إصلاح الخلل، ومحاسبة المقصرين، ووضع برنامج وطني جاد وطموح يعيد بناء المنتخب من جديد. نريد منتخباً يقاتل ويحلم ويؤمن بقدراته، وسيأتي اليوم الذي نرى فيه صقور الجديان تحلق بين كبار القارة، تنافس وتحقق الحلم الذي طال انتظاره.



