استطيع أن أجزم بأن الأوضاع في كرة القدم الإفريقية، والسودانية على وجه الخصوص، لن تستقيم أو تنصلح أو تستقر في ظل وجود وسيطرة الشخصيات الحالية، التي لا تستحق حتى ذكر أسمائها. لقد مللت من ذلك تماما، وتأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن أكبر أكذوبة في العالم – دون استثناء – في مجالات السياسة والرياضة وغيرها، هما كلمتا “الديمقراطية” و”الانتخابات”، وما يحدث ما هو إلا خداع ونفاق، فلا يجب أن نخدع أنفسنا.
من غير المقبول أن يضيع مجهود مجلس إدارة نادي الهلال في هذا الموسم الكروي هباءً بسبب فشل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في إدارة أكبر بطولاته، دوري أبطال إفريقيا، والذي بات يُدار بانحياز سافر لصالح أندية شمال إفريقيا، وتحديدا المغرب وتونس والجزائر، حيث تُلبّى كل طلباتهم على حساب بقية الأندية الإفريقية الأخرى. لقد انتهى عهد سيطرة منتخبات وأندية غرب إفريقيا، مثل الكاميرون، كوت ديفوار، نيجيريا، وغانا، التي تسيدت القارة الإفريقية لعهود طويلة نتيجة لهذه السياسات المنحازة.
أما هنا فقد استغل الكاف ضعف الاتحاد السوداني لكرة القدم وانشغاله لتمرير طلبات الأهلي المصري، وفرضها على الهلال بأي وسيلة وبأقصى سرعة. فالمصريون، مستفيدين من وجود مقر الكاف في مصر، يستغلون نفوذهم داخل أروقته، حيث يسرب الموظفون المصريون داخل الكاف اختيارات الحكام للأهلي قبل إعلانها رسميا. والدليل القاطع على ذلك هو تجهيز الأهلي لاعتراضه على الحكم الموريتاني فور إعلان تعيينه، وتقديم الطلب بسرعة، ليستجيب الكاف خلال ساعات فقط بتغيير الحكم.
في المقابل، تقدم الهلال بطلب تغيير ملعب المباراة إلى “شهداء بنينا” قبل شهر، إلا أن الكاف حفظ الطلب بسوء نية، ولم يبتّ فيه إلا بعد شهر، بعد انتهاء الجمعية العمومية للكاف، لضمان عدم حدوث ضجة إعلامية. كل هذا حدث في ظل ضعف الاتحاد السوداني وسيطرة أسامة عطا المنان على قرارات مجلس إدارة الهلال. كان من المفترض على مجلس الإدارة، على الأقل، الدعوة لاجتماع طارئ لرفض تغيير الحكم، لكن المجلس يفتقد للانسجام والتوافق، حيث يسيطر عطا المنان والعليقي على كل شيء، من الأمانة العامة وأمانة المال إلى الإعلام ودائرة الكرة.
وصل الأهلي المصري إلى مبتغاه، وسيطر على الكاف تماما، وباتت كل الأمور تسير وفق إرادته قبل مواجهة الهلال المرتقبة. ومع ذلك، لا تزال هناك فرصة أخيرة أمام مجلس إدارة الهلال لقلب الطاولة على الجميع، وذلك عبر التحرر من هيمنة أسامة عطا المنان ومن قبضة الكاف والأهلي المصري، من خلال صحوة إدارية، وانتفاضة حقيقية، تعيد الأمور إلى نصابها قبل فوات الأوان.
