
مدرب منتخبنا الوطني، الغاني جيمس كواسي أبياه، هو من طينة المدربين الكبار، إذ سبق له قيادة منتخب غانا في نهائيات كأس العالم. ويُعد الاتحاد السوداني لكرة القدم محظوظا بتوليه قيادة المنتخب، نظرا لخبرته الواسعة ورؤيته الفنية العميقة.
في كل يوم، ومع كل موقف جديد، يثبت كواسي أنه مدرب حكيم وقادر على التعامل مع أصعب الظروف. فقد وقف بحزم إلى جانب حارس مرمى المنتخب، عبدالله “أبوعشرين”، في لحظة فارقة من مسيرته، مقدما له الدعم والثقة، سواء كان مخطئا أو مصيبا. لم يكتفِ كواسي برفع معنوياته، بل منحه فرصة جديدة لإثبات ذاته، وذهب أبعد من ذلك حين طلب منه التراجع عن قرار اعتزاله الدولي، مؤكّدا حاجته للعودة إلى صفوف المنتخب.
في وقتٍ تهرّب فيه الكثيرون من مسؤولية التعادل الاشبةبالهزيمة أمام جنوب السودان، واختاروا تحميل أبوعشرين كامل اللوم، كان كواسي الدرع الحامي له، مدركا أن انهيار الحارس تحت وطأة النقد القاسي سيضر بالفريق ككل. فالحملة التي تعرض لها أبوعشرين كانت كفيلة بهدم ثقة أي لاعب بنفسه، لكنها اصطدمت برؤية مدرب يعرف كيف يحافظ على لاعبيه.
جاءت خطوة كواسي في توقيت مثالي، وساهمت في التخفيف من الضغوط الهائلة على أبوعشرين. والآن، تقع على عاتق الحارس مسؤولية استثمار هذه الفرصة، عبر تطوير أدائه والتحلي بالثبات والهدوء أثناء المباريات، بعيدا عن التسرع أو التردد. فالمنتخب يحتاج إلى حارس قوي ذهنيا بقدر ما هو قوي بدنيا، وقادر على العودة بقوة لإثبات جدارته وحماية شباكه بثقة وإصرار.