يعد علم النفس اليوم من الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الدول المتقدمة في مختلف المجالات، بدءا من المستشفيات الكبرى التي تستعين بالمختصين في التحليل النفسي، مرورا بالتحقيقات الشرطية والتحريات الجنائية، وصولا إلى الجيوش التي أدخلت وسائل حديثة لدراسة هذا العلم. وقد أسهم علم النفس في نهضة العديد من الدول وتقدمها، بل أصبح عنصرا لا غنى عنه حتى في الرياضة، حيث تعتمد الفرق الكبرى على محللي الأداء النفسي، لا سيما في كرة القدم.
في الأجهزة الفنية المتطورة، يحتل محلل الأداء النفسي مرتبة متقدمة تأتي مباشرة بعد المدير الفني، يليه محلل الأداء الفني، ثم المدرب العام المساعد، ثم مدير الكرة، ومدرب الحراس، والطبيب والمعالج الطبيعي، ومدرب اللياقة البدنية. ورغم أهمية هذا الدور، لا يزال السودان متأخرا في إدراك قيمته، إذ يجب أن تحظى الجوانب النفسية والمعنوية بالأولوية قبل النواحي الفنية والبدنية.
لقد تحدثت مرارا عن ضرورة وجود محلل أداء نفسي في المنتخبات الوطنية والأندية السودانية، ومع ذلك، لم يتم إيلاء هذا الأمر الاهتمام الكافي. أتمنى أن يستجيب مجلس إدارة نادي الهلال ويتخذ خطوة جادة بالتعاقد مع محلل نفسي متخصص في كرة القدم، خاصة أن الفريق في أمسِّ الحاجة إلى هذه الإضافة لاستكمال منظومته الفنية. فوجود محلل نفسي يسهم في معالجة أي خلل فني أو إداري، كما يساعد اللاعبين على التعامل مع الضغوط الناتجة عن تتابع المباريات في المنافسات المحلية والأفريقية، فضلًا عن تجاوز تحديات المعسكرات الخارجية الطويلة التي قد تؤدي إلى شعورهم بالملل والضجر. لا يمكن للمدرب وحده أن يتحمل كل هذه المسؤوليات، ومن هنا تبرز أهمية دعم الجهاز الفني بمختص في علم النفس الرياضي.
إعداد الهلال يختلف من مباراة لأخرى، ومن مرحلة إلى أخرى، لا سيما في المواجهات الحاسمة مثل المباراة المرتقبة أمام الأهلي المصري. فالإعداد الفني والبدني، مهما كان متقنا، يبقى ناقصا في ظل غياب محلل الأداء النفسي، الذي يمكنه تمكين الفريق من مواجهة الضغوط النفسية والاستهداف المعنوي، وتقديم الدعم اللازم للجهاز الفني والإداري لضمان أعلى مستويات الجاهزية الذهنية والبدنية.
