الرأي والتحليل

محمد طلب يكتب: البطاطس والآبري (6)

من خلال التطواف والحديث عن العلاقة بين البطاطس والآبري الذي يمثل الذرة خامته الأساسية و رغم أنه من الوهلة الأولي بدأ لنا وكأنه لا علاقة مباشرة بينهما إلا أن الاسترسال والتعمق قادنا إلى علاقات معقدة وعميقة.. كما يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن البطاطس والذرة تاريخياً اطلق عليهما إسم (المحاصيل الأساسية) لأنها كانت مصدرًا غذائياً رئيسياً ساعد في زيادة عدد سكان العالم في رحلة الحياة البشرية وتنقلهم بين القارات.
لذا تجد أن البطاطس في الترتيب تلي المحاصيل الأكثر استهلاكاً وهي الأرز والقمح ثم الذرة، كما أن معلومة تاريخية تقول إن السودان هو الموطن الأصلي للذرة .
أوصلنا الحديث عن البطاطس والذرة وكلاهما (عيش) عند أهله.. فهما أكل وشرب وخمر (في شنو تاني!!؟) حتى وصلنا إلى (الداشا والحواشة) مع صديقنا الأوكراني وهي الأرض هنا وهناك كما أن الأرض هي أصل الإنسان وإليها يعود.. و أن المولى عز وجل قدم بالقرآن الكريم أدلة فيزيائية على عملية خلق الإنسان بالدعوة للتأمل في عمليات انبات الزرع.
و مما لفت انتباهي خلال تطوافنا مع الذرة والبطاطس التي مع الأرز والقمح تمثل الغذاء الرئيس لكل سكان العالم كما أن ذات المحاصيل تمثل بشكل كبير المصدر الأساسي لصناعة الخمور في كل الدنيا مع بعض المحاصيل الأخرى لصناعة النبيذ مثل العنب إلا أن المذكورة هي الاكثر انتشاراً.
الأرز مثلاً هو الغذاء الأساسي لنصف سكان الكرة الأرضية وبعض الدول العربية الأسيوية التي تعتمد عليه تسمية (العيش) مثلما نسمي نحن بالسودان الذرة (العيش) أيصاً و بعض الدول العربية الأخرى تسمي خبز القمح (العيش) و أحسب أن ذلك لإرتباط هذه المحاصيل بحياة الناس و(عيشهم و معيشتهم) والله أعلم .
دول الاتحاد السوفيتي السابق رغم أنها من أكبر الدول إنتاجاً للقمح إلا أنها من أكبر الدول استهلاكاً للبطاطس فاوكرانيا مثلاً من أكثر الدول إنتاجاً للبطاطس واستهلاكاً لها وكذلك بعض دول الاتحاد السوفيتي السابق بينما في مقدمة الدول المنتجة للبطاطس هي الصين و الهند بينما ذات الدولتين هما الأكثر استهلاكاً للارز.
عموماً هذه أمور بشكل عام لها دلالات في أية (لتعارفوا) ولا نريد الخوض في أمور الإحصاء التي لا تناسب المقالات الخفيفة بقدر ما أن الأمر يحتاج للبحوث العميقة.
في العقود الأخيرة تأثر السلوك الغذائي في السودان كثيراً و تغيير لعدة أسباب فبعد أن كان الذرة هو الغذاء الرئيسي و (الكسرة) هي الخبز الأساسي لغالبية أهل السودان في الأرياف والمدن ولم يكن هناك وجود طاغي لخبز القمح (الرغيف) كما هو الآن.. و لا أدري هل سوف يكون لهذه الحرب أثر كبير في السلوك الغذائي أم أن الحال سيكون كما كان وغلاء الرغيف (العيش) يؤدي إلى سقوط الحكومات.. لا أدري.
كما لا أدري هل أمر تحول الناس من الذرة إلى القمح قد خضع لدراسات ونتائج في بلد المليون دكتور وبروفيسور.. (في شنو ما عارف)!!!؟؟ لا ادري .
وبما أن أصل حديثنا عن (الآبري و البطاطس) و بما أن الآبري أصلاً مشروب من ضمن مشروبات سودانية كثيرة (حلال وحرام) أصلها الذرة فنطرح السؤال التالي هل توجد مشروبات من البطاطس؟.
والإجابة نعم توجد مشروبات (حلال) وحلوة مصنعة من البطاطس .
وربما يعتقد البعض أن الآبري ومكوناته ماركة سودانية ولا توجد بالدنيا مشىروبات تستخدم في صناعتها التوابل.. وهذا غير صحيح إطلاقاً فتوجد كثير من المشروبات التي تستخدم فيها التوابل والأعشاب مثل تلك التي تستخدم في الآبري .
عزيزي القارئ أترك لك البحث عن التوابل مع المشروبات الحلوة المثلجة.. وهذا ربما يدحض فكرة أن الآبري نتج عن طريق الصدفة المحضة.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى