الرأي والتحليل

محمد طلب يكتب: الدرجة الأولى و من نفس النوع

أصحاب الاحتياجات الخاصة في كل الدنيا تُسهل لهم أمورهم إلا بالسودان (بلد الخير و الطيبة ).. أقول حديثي هذا بناء على تجاربي الشخصية كمعاق و جزء من هذه الفئة رأيت طريقة التعامل بالسودان و بالدول التي زرتها في محيطنا والجوار و طريقة التعامل وقد كتبت عن ذلك خلال تواجدي بجمهورية مصر العربية قبل الحرب و أول ما لاحظته هو رقي التعامل مع فئتي من المعاقين.

في الدول الراقية و دول الإنسانية توجد لهذه الفئة اعتبارات إنسانية في منتهى الرقي والتحضر فلهم مواقف خاصة ورخص خاصة ومدارج خاصة وتُسهل لهم كل أمورهم بدرجة عالية من الاحترام والتقدير و سلاسة في تخليص معاملاتهم مما يجعل احساسهم بأنهم جزء من المجتمع ويحفزهم على العطاء.

غانم المفتاح القطري المبدع الذي افتتح كأس العالم في آخر نسخاته.. جعلت منه دولة قطر برعايتها بطلاً في عدة مجالات حتى صار واحداً من أيادي العطاء ونجوم المجتمع في العالم أجمع.. لقد كانت الدولة هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عنه و وفرت له الكثير كي يكون على ما هو عليه الآن.

ظللت أتابع كل فيديوهات غانم المفتاح بانتظام فوجدته فعلاً شاب معجزة و رجل خارق بفعل رعاية الدولة (رعاية من الدرجة الأولى الممتازة).

أيضاً كنت في الثمانينات متابعا جيدا للبرنامج التلفزيوني الراقي (الصلات الطيبة) والذي سبق به المرحوم محجوب عبد الحفيظ غيره في متابعة حالات الصلات الطيبة وتسهيل أمورها وتذليل المصاعب التي يواجهونها إضافة إلى توعية المشاهد ولفت نظره للاحتياجات الخاصة لهذه الفئات.

الأقدار جعلتني أن أكون أمام تلفزيون السودان القومي اليوم وهو ينقل المؤتمر الصحفي (للمجلس الأعلى للحج والعمرة) الذي يعلن فيه عن ضوابط وترتيبات الحج للعام 1446هجرية.

لم أكن مهتماً أصلاً بهذا الأمر في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا والتي أحسب أنها تسقط عنّا كثيراً من التكاليف الدينية و فريضة الحج أصلاً (لمن استطاع إليه سبيلا)، فبالإصافة إلى أن معظم الشعب السودان صار بعد هذه الحرب من مصارف الزكاة و لا يخرج عن فقراء ومساكين ونصف أهل السودان أضحوا من أبناء السبيل وفي سبيل الله وغارمين و رقاب، كما أن الحالة الامنية من ضمن امر الاستطاعة.. (ما علينا).

و دعنا نفترض أن الأحوال طيبة والأمن والأمان والسكن والسكينة والطمأنينة (على قفا من يشيل) فهل من العقل أو الشرع أن يكون الشرط الذي اشترطوه مقبولاً شرعاً أو عقلاً.. كما هو بالعنوان.

رغم عدم متابعتي الدقيقة إلا أن ما لفت انتباهي شروط التقديم للحالات الخاصة شرط غريب جداً وهو وجود مرافق من الدرجة الأولى ومن نفس النوع، بمعنى أن الذكر يشترط أن يرافقه ذكر من الدرجة الأولى وكذا الأنثى.. يعني الرجل المعاق مثلي لا يسمح أن ترافقه زوجته أو العكس ولا ابنته والابن لا يصلح أن يكون مرافقاً لوالدته.. (قال من نفس النوع قال).. أظن أن الجهات الدينية العليا في بلادنا لديها مشكلة مع (النوع) تشبه مشاكلنا النوعية مع التنوع (والله غالب).

بمعنى أصح أن (المجلس الأعلى للحج ) يُصعب الأمر تماماً على أصحاب الاعاقات ويقول لهم بالواضح (ما تحجوا) .

قل لي عزيزي القارئ ما هي مهمة هذا المجلس الأعلى الذي من المفترض أن يوفر لمثل هذه الحالات الرعاية الكاملة من بيت المعاق المُحرم عليه إلى البيت الحرام ذهاباً واياباً .

و طالما هو مجلس أعلى على مثل هذه المهام و مساعدة المعاقين  فليجعل لها مجلس أدنى (يدردقها) و لا حول ولا قوة إلا بالله.

و هل مهمة مثل هذا المجلس خدمية في المقام الأول أم هي مصدر لجني أرباح للدولة و (أسياد الجلد والرأس).

وأخيراً لا أدري لماذا لم تسأل الصحافة في المؤتمر الصحفي عما أثرته هنا.. أو ربما سألت لأني لم أكمل (جاني طمام) ولم أستفرغ .

 

 

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى