
كنا مجموعة من الأصدقاء على الوسائط التي جمعتنا (كتر خيرها) بعد أن تشتتنا في أصقاع الدنيا وعاد بعضنا إلى الوطن يمني النفس بشيخوخة هادئة بين الأهل والعشيرة بعد سنوات طويلة و أزمان غيرت ما غيرت وبعد أن خرجنا فرادى عدنا جمعاً وبصحبتنا كل من حملناهم من بين الصلب والترائب فخرجوا ثم صاروا بشراً سوياً و سباب (واقفين قنا و راكبين راس) كما قالها من قالها و ثورة من (شفاتة و كنداكات) و تفاءلنا خيراً إلى أن جاء هذا الطوفان وعدنا للشتات كما كنا مرة أخرى.
جمعت بعضنا هذه الوسائط، نسأل عن بعضنا ونتفقد أحوالنا و نتقاسم المأساة ومراراتها.
الجملة أعلاه قالتها الصديقة الجميلة (سامية سليم) صاحبة (اللثغة) الجميلة وهي زميلة عرفناها بخفة الظل وطيبة القلب والروح النقية والآن ما شاء الله حبوبة لكن (صغيلونة) كما تقول هي ..
كانت معظم النقاشات عبر الرسائل الصوتية لثقل الكتابة على الكثيرين منا كان نقاشنا بالأمس يدور حول جملة (بل بس) والفئة التي ترددها وتملأ بها الأسافير والوسائط كي يمتد عمر الحرب والقتل والدمار و التخريب، كما أن معظم من يشعلون الميديا بجملة (بل بس) هم خارج دائرة (البل) هذه و هم ليس ممن يحتملون (نيران البل) يقتُلون ويُقتلون لأنهم من ذوات الدم البارد جداً نعرف بعضهم وهم من الذين لا يلقون بالاً طالما أن الأمر لا يمسهم على المستوى الشخصي بل أغلبهم مستفيدون من الحرب أو يأملون في الاستفادة.
جملة (الفي البل عوام) التي عنونت بها المقال كانت جملة ضمن رسالة صوتية لذات (اللثغة) الجميلة قصدت بها المثل السوداني المعبر (الفي البر عوام) فوجدت هذه العبارة عندي تأملاً و استحسانا كما هي مثلما أتت على لسان الاخت (سامية سليم) فحقاً هي سامية زادتها لثغتها سلامة فحقاً أن كل من يخوضون في أمر(البل) يجيدون السباحة فيه لأنهم في (البر) وخارج أمواج (البل) وبالتالي يصبح (الفي البل عوام)
رددت على اختنا الكريمة برسالة صوتية ضاحكاً وملطفاً أجواء النقاش قائلاً (والله صدقتي يا سامية الفي البل عوام)، و تأكيداً على حديثك (الجملة بتحلق الواطيها)) ليجد الجميع براحاً في تفسيرها و تصريفها فمنهم من ضم الجيم وانطلق و منهم من حركها بالفتح و استرسل في الحريق و الحلاقة.. واستأنسنا وضحكنا في زمن البكاء والنحيب.
وختاماً لك عزيزي القارئ و كما عودناكم و لكن اليوم بصوتها:-
(اُكلِل لا للحٓلب).