
الحركة تحمل معاني الحياة بأكملها ودوران الكون و(النفس الطالع ونازل) وهي عكس السكون والجمود.. وحتى ما درسناه في المدارس عن الأحياء و الجمادات يقول العلم عن الأخيرة أن بها حركة لكنها غير منظورة للقدرة البشرية.. و كأنه لا وجود للسكون في هذا الكون.. والسكون مجرد مرجعية نسبية وليس حالة فيزيائية.. فالسكون مفهوم نفسي أو لغوي يمثل لحظة داخل تيار لا يتوقف.. و كل سكون نراه ما هو إلا حركة لا نملك مقدرة لرؤيتها..
الفلاسفة يقولون إن السكون هو اكتمال الحركة.. والسكون منه (السكينة) وهي لا تعني الجمود بل الطمأنينة وسط الحركة أو حركة داخلية نحو الاتزان . عند ارسطو (السكون هو بلوغ الغاية)… و( دا ما موضوعنا) .
فالكلام هنا عن الحركة و هي من جذر (حاء، كاف، راء) والفعل (حرك) أي انتقال من موضع إلى آخر ومن هذا الجذر جاءت كلمات حركة، تحريك متحرك، حراك.. وبالطبع الحركات والمتحركات هي سيدة الموقف يصحبهما (البل والجقم) حالياً في الحرب (السودانية السودانية).
وللحركة عشرات الدلالات المجازية منها أنها تنظيم أو تيار فكري يهدف للتغيير أو التنوير.. وعند الفلاسفة (انتقال الشيء من القوة إلى الفعل) أي أن تصبح الفكرة واقعاً وكأنهم يقولون أن الفكرة (قوة) نحو التحول النمو والتطور.. لكن (وين يااا) دا ما عندنا..عندنا الحركات مسلحة و (دا برضو ما موضوعنا).
فلنعد للعنوان (حركات جيش ومحركة ) كلمة حركة في الوجدان الشعبي السوداني لها نغمة خاصة فقد تحمل المعني الإيجابي وأحياناً المصيبة (حركاتنا ومصائبنا كتيييرة) مثلاً
(كل حركة معاها بركة) هي دعوة للعمل الايجابي… (بطل حركاتك) وهي اشارة للتصرفات الغريبة… أو المريبة وغير المفيدة مما يعني أن الحركة قوة حية قد تهدم وقد تبنى..
وأحسب والله أعلم أن المفردة العامية (محركة) من ذات جذر (ح ر ك) واصطلاح يشير للحركة السلبية غير المنتجة والمفيدة و (حقوا يبطلوا المحركة دي) حول إنهاء هذه الحرب.
الهدم والبناء متلازمين مثل عمليات الايض في جسم الإنسان فهما عمليتان ضروريتان للاستمرار والنمو وهي عمليات لا تتوقف اطلاقاً.. وفي حياتنا يجب أن نعرف متى وأين وكيف وماذا ولماذا نُحدث عمليات الهدم والبناء ليتطور الوطن ويعيش ويتقدم.. و (نبطل المحركة).
لكن ما يحدث في بلادنا لا يعدو أن يكون سوى (حركات جيش) و (حركات حركات).
(حركات جيش) عبارة مستخدمة كثيراً في الشارع السوداني… والحركة في لغة الشارع السوداني هي اصطلاح عن التعبير المعين فيقولون مثلا (حركة في شكل وردة) وكثير من الأقوال الأخرى والتي دوماً ما تستوقفني محاولاً ايجاد تفسيرا لدلالاتها والمقصود منها …
لم استوعب عبارة (حركات جيش) والمقصود منها إلى اليوم.. رغم أن حياتنا كلها أضحت جيوشا وسلاح فهل هي حركات البيادة والرياضة؟؟ أم أنها حركات أخرى؟.
إلا أننا في هذه الحرب رأينا وسمعنا (حركات) لا ندري هل هي إضافة لحركات البيادة أم أنها حركات ( القيادة) ففي هذه الحرابة ظهرت حركات (اقوال وأفعال) لا ادري هل هي من (حركات الجيش) أم أنها تصنيف جديد و (حركات قيادة) أو ربما هي إضافة لحركات (جدة وجدادة).
في هذه الحرابة نجد أن (الحركات) من أقوال وأفعال تدحرجت لقاع الحضيض الآسن ..فهل من المقبول أن يقول قائد قوات نظامية محترمة ومنضبطة (زعطوكم) وهي مفردة معروفة المعاني والدلالات في الشارع السوداني.. بل إنها لو صدرت من طفل لا يدري المعنى سوف يقول له أهله (دا كلام قلة أدب) لا تقلها مرة أخرى …
و الآن لدي سؤالا مهما عن الحركة التي فعلها القائد (بدون كلام) هل هي من ضمن (حركات الجيش) فقد رفع يده اليسرى ولم يضم أصابعه كاملة بل فرد السبابة والابهام وأخذ يبرم بهما متجهاً نحو الأعلى ثم ضرب (باليمين) على دائرة مكتملة في (اليسار)… وكلها حركات (جيش ومحركة سااي)…
(دحين وقفوا الحرابة دي وبطلوا المحركة البتسووا فيها دي )
لا للحرب وألف لا للحرب.



