الرأي والتحليل

محمد طلب يكتب: سلك أب سفة (3)

الآن دعونا نجيب على سؤال مهم جداً حول السلوك الشخصي للمشاهير في حياتهم الخاصة داخل بيوتهم وفي سترهم هل نحن مسؤولون عن حياتهم الخاصة و عدم صلاتهم أو صيامهم أو سكرهم أو تصرفاتهم ذات الخصوصية في حياتهم كبشر طالما أنها مستورة ومحجوبة عنّا و لا تؤثر على الشأن العام بشكل أو بأخر و لماذا نتجسس على المشاهير و القادة السياسيين و نركض خلف تاريخهم وأشياءهم الخاصة .
ومن الجانب الآخر يجب على الشخصية العامة أن يكون حصيفاً في كل تصرفاته لأنه شخصية عامة وتحت الأضواء كل تصرفاته مرصودة .
كما أنه بغض النظر عن الحلال والحرام نجد أن بعض السلوكيات في وقتما لم تكن عيباً يؤخذ عليهم فالأفلام الوثائقية (الأبيض وأسود) توضح أن التدخين و(الكاسات) كانت أمر عادي و مقبول في المجتمع حتى على مستوى الاجتماعات الدولية و لا شك أنكم رأيتم غليون السادات وسيجار الشريف حسين الهندي الذي كان يسجل فيديوهات يخاطب فيها جماهير حزبه وهو في المنفى يحرق كما كبيرا من السيجار أثناء حديثه ويقال إنه كان السجار عنده بالكرتون الكبير لأنه مدخن شره. وكثير من القادة والزعماء كانوا مدخنين ناصر ..السادات.. صدام .. الملك حسين ..عمرو موسى.. وموسى الصدر و قائمة طويلة من الزعماء والساسة كانوا يظهرون بشكل علني وفي اجتماعات ومناسبات منقولة للعامة و لم يُعاب عليهم وقتها ذلك السلوك مطلقاً وقد رأيت بنفسي بعض أئمة مساجد بالسودان يدخنون (خفية) أما الأئمة و الأزهريين والشيوخ في مصر عادي جدا أن يكون مدخناً.. وقد رأيت ذلك في وقت باكر عندما كان بعض جماعة الأخوان في السودان يأتون بأخوانهم المصريين في رمضان لإقامة صلاة التراويح والتهجد والدروس الرمضانية وقد كانوا مبدعين في ذلك لكنهم بعد الفطور يهرعون للتدخين ويختفون عن ساحات الأفطار.. يُقال أن كبار من العلماء والشيوخ المصريين مدخنون والله أعلم.. (خلونا مع سلك والسفة).
و من أشهر القادة المدخنون في العالم تشرشل و كاسترو
أما عندنا بالسودان فإن (المزاج العالي) الأكثر انتشاراً هو (السعوط) وهو حسب تعريفه العام (مستحضر من التبغ المسحوق يتم استنشاقه من خلال فتحتي الأنف أو مضغه أو (وضعه على اللثة)) والأخير هذا هو (تمباكنا البنعرفوا) وطريقته والغرض من كل هذه الطرق وصوله للدماغ (مركز الجسم) و محل الذاكرة والتفكير والإبداع وإتخاذ القرارات
يُقال إن الرئيس الأسبق جعفر نميري كان (يسف السعوط) و أنه كان ماهراً (يسف تحت اللسان) وهذه الطريقة تحتاج لمهارة عالية في (سف السعوط) .
قامت الدنيا ولم تقعد وضجت الميديا في (سفة) المهندس الشاب الأربعيني الوزير السابق خالد عمر يوسف رغم أن معظم أهل السودان يضعون السعوط فهل فعل الرجل جرماً حين (شنقها) بحذر وتخفى كما وضح بالفيديو؟.
ولكن العيون كانت راصدة تحكمها (إزدواجية المعايرة) التي تصنع من الفعل العادي حدثاً كبيراً وعيباً عظيماً في حين أنه (لا عيب ولا حرام) و غالباً ما يكون من التقط الصورة كان (شانقها) أيضاً ومن نشر ونقد وضحك كلهم كانوا (سافين) وهناك من تلقى الفيديو و هو (يبصق السفة) ولكن ما يمكن أن يؤخذ على السيد (خالد) أنه على الأقل لم يستطع الصبر لساعتين أو ثلاث حتى تنتهي تلك الفعالية و ربما يوضح ذلك أنه شخصية قلقة ومتوترة.. لا أدري.. ولكن كان عليك الصبر يا هندسة فبلادنا الموتورة تحتاج لما هو أبعد من الصبر .
و المثير للانتباه أن الفترة من العمر التي يتعلم فيها الشباب التمباك كان الشاب (سلك) طالباً في كفالة والده المهندس بالمملكة العربية السعودية.
و ما لاحظته في عالم اغترابنا اننا نأخذ معنا كل خصالنا السيئ منها والجيد و لا نتخلى عنها و بعد عقود من اكتسابنا لخصال طيبة هناك نتركها في مكانها عند عودتنا فلا احترام للوقت كما كنا في غربتنا ولا إتباع للنظام الذي تعلمنا ونعود للفوضى القديمة ولا نتغير .
الآن الآلاف من شباب (السنابك) استقروا بدول راقية ونالوا جنسياتها أتمنى أن يعودوا بما اكتسبوا من خصال طيبة و نظام جيد ولا يتركوه هناك حيث وجدوه بل يسعوا جادين لنقل تلك التجارب الجيدة ومحاولة تطبيقها في مجتمعاتهم القديمة.
وختاماً ربما نعود لموضوع الألقاب والسلك والسلوك من أيام (البقرة الضاحكة) نائب الرئيس الأسبق وقد لا نعود لأن الأمر ربما يقودنا لعالم السطلة في إنابة السلطة .

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى