الرأي والتحليل

محمد طلب يكتب: (سلك اب سفة).. (2)

ختمنا مقال البارحة (بسلك) من (السلوك) او الاسلاك السودانية و هو الاستاذ بابكر خليل مكي المحامي والموثق سليل آل بدري متعدد المواهب عضو جماعة (الجو الرطب) بجامعة القاهرة فرع الخرطوم (فراعة الادب والطاعة) والممثل والكومديان عضو نقابة المسرحيين والمريخابي كاتب العمود الرياضي( في السلك) بابكر سلك وربما يقودنا المريخ الي (سلك) اخر من السلوك السودانية الاكثر شهرة سنعرفه لاحقاً..

وانت عزيزي القارئ اذا بحثت حولك ستجد في الحي او المنطقة عدد مقدر من (السلوك) او الاسلاك الشائكة رغم ان (الشفشافة ما خلو سلك) فقد حفروا الارض( بمهلة) واخذوا وقتهم الكافي لإستخلاص نحاس الاسلاك المدفونة بالتوصيلات الارضية
عموما هذا مدخل حديثنا عن سلوكنا تجاه الالقاب خصوصاً المشاهير والشخصيات العامة وبشكل عام فان الالقاب او (اسم القفر ) كما تقول (الحبوبات) … والقَفْر كلمة فصيحة تعني الأرض الخالية التي ليس بها نبات و لا ماء. ويقولون انه (الخَلاء) مِن الناس و ربما كان به كلأ قليل (معجم المعاني)

وبما ان من معانيها (الخلاء) فيمكننا تحديث لقب (ضابط خلاء) التي ظهرت تندراً بكثافة في الفترة الاخيرة ليكون (ضابط قفُر) بدلاً عن (ضابط خلاء) المرتبطة في اذهاننا بقبح عظيم و تقول الاحصائيات في بلد اللإحصاء ان اكبر (ضابط قفر) في السودان هو( الفريق قفر) المتمرد محمد حمدان دقلو (حميدتي) و الان هناك مطالبات (بفرقاء قفر) (ولواءات قفر) والحديث عن (عملاء القفر) يطول ولكن العزاء انهم وجدوا (الوطة خلاء) ومن حقهم المطالبة بما ارادوا من هذا القفر و الخلاء والخواء الذي تعيشه البلاد يذكرني ببيت الشعر الذي يبين التعقيد اللفظي وتنافر الكلام يقول:-
*وقبرُ حربٍ بمكانٍ قفرٍ* *وليس قُرْبَ قبْرِ حَرْبٍ قبرُ*
وهل هناك تعقيد لفظي وعسكري وسياسي ودبلوماسي اكثر مما نحن عليه في هذه الان….
وهذا البيت يذكره البلاغيون في تنافر الكلام، والتنافر عيب من عيوب الفصاحة
و يـقال إن هذا البيت قالته الجنّ بعدما قتلت حَرْب بن أميّة والد أبي سفيان.
كما يقال ان الحرب (السودانية السودانية) الحالية يشارك بها الجن ولقد راينا فيديوهات توضح شيئ من ذلك كما رأينا فيها تمائم (ضباط القفر) تحيط بطونهم والخصور وهم( ينهزمون علي الجسور)

و (اسم القفر) او اللقب اما ان يكون مرفوضاً من صاحبه او محبباً له وهناك حالة اخري احسبها الغالبة في السودان وهي (القبول القسري ) حيث يجد الشخص نفسه مضطراً لقبول الاسم الذي لم يعد يُعرف بغيره والمؤسف ان اللقب يصبح هو الاصل قسرياً وفي بلادنا معظم الاشياء والاحياء قسرية و نقبل كل الاشياء علي مضض و ما لنا إلا الله …
في مجال السياسة من اشهر الالقاب بالفترة الاخيرة ( خالد سلك) وهو لقب السياسي و الوزير السابق المهندس خالد عمر يوسف المحترم و من المؤسف ان تسمع هذا اللقب علي افواه قيادات في الوضع الراهن فقد سمعت ممن يسمونه (كاسات) يقول في التلفزيون الاخ (خالد سلك) ولا ادري ان كان كلاهما يرضي هذه الالقاب كما لا ادري هل هي القاب حديثة إنتشرت مع ظهورهم الاعلامي ام هي القاب قديمة قبل ظهورهم الطاغي بالساحة …لكن المؤسف جداً ان اول من اطلق الالقاب القبيحة والبذئية علي الساسة في الاعلام بكل وقاحة وعدم احترام لنصوص الدين هم الاسلاميون وقد لعبت (صحيفة الوان ) دورا عظيماً في ذلك وفي سقوط الديموقرطية الثالثة التي كانت الجبهة الاسلامية شريكاً فيها و غدرت بحزب الامة شريكها في الحكومة الائتلافية فى 1989 ايام الوزير (التوم كديس) كما كانت تطلق عليه الصحيفة وهو وزير الاعلام لتثبت فوضي الديموقراطيه كي يكرهها الناس وقد نجحت في ذلك فقد اطلقت علي رئيس مجلس السيادة وقتها السيد احمد الميرغني لقب (احمد منتشة) بكل وقاحة و اطلقوا علي السيد رئيس مجلس الوزراء السيد الصادق المهدي لقب (ابو كلام ) ولم تترك وزيراً إلا واطلقت عليه لقباً ورددته بشكل راتب علي الصحيفة بمنتهي السخف وقلة الذوق
فكان لقب (الزرافة) من نصيب وزير العدل والنائب العام وقتها عمر عبد العاطي كما اطلقوا لقب (البراميلي) علي السيد عبد السلام الخليفة..وهكذا قبل اربعة عقود اسست الجبهة الاسلامية بالوانها المتعددة لثقافة بعيدة كل البعد عن قواعد اللياقة واللباقة والأدب والخلق القويم وإحترام الذات، فاوصلتنا لخليط غير متجانس من الالقاب صارت جزء من ثقافة الناس فكان حسن طرحة ومخاخيط واب ريالة والتور هجو و حنان ام نخرة وسلك اب سفة…
…يتبع

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى