
تداولت العديد من المواقع والصحف الإلكترونية خبر إنفلات أمني غير مسبوق في أم درمان والمواطنون في مواجهة المصير المجهول.
استوقفني الخبر لمدة طويلة وربطت ذلك بالزيارة الأخيرة التي قام بها المدير العام لقوات الشرطة الفريق أول شرطة خالد حسان إلى ولاية الخرطوم ودشن من خلالها مركبات الشرطة وفتح العديد من أقسام الشرطة التي استأنفت نشاطها من جديد.
زيارة مدير عام قوات الشرطة الفريق أول شرطة خالد حسان إلى ولاية الخرطوم كانت رسالة قوية بأن الخرطوم تسير بخطوات حثيثة نحو التعافي تماما إلا أننا نتفاجأ بهذا الخبر الحزين من لجان مقاومة منطقه كرري التي تعتبر الأكثر أمانا وطمأنينة في ولاية الخرطوم.
مازال التحدي كبير أمام قوات الشرطة في توفير الأمن في المناطق المحررة وإنفاذ حكم القانون وإظهار هيبة الدولة.
ولا بد أن تكتمل المؤسسات العدلية (قضاء نيابة شرطة سجون) لكي تقوم بدورها في تنفيذ القانون في المناطق الآمنة حتى يشعر المواطنين بالأمن والأمان.
قوات الشرطة تقوم بكل هذه المجهودات المتعاظمة من (مواردها الذاتية) أكرر من (مواردها الذاتية) مما يتطلب ذلك من القيادة العليا في الدولة إلى ضرورة مضاعفة الدعم المالي واللوجيستي للشرطة لينعكس ذلك إيجابا على أرض الواقع.
التفكير خارج الصندوق أصبح ضرورة قصوى للغاية وقطعا دور قوات الشرطة قبل الحرب لم ولن يكون كدورها بعد الحرب.
فاتورة الأمن من أغلى الفواتير وهذا ما لمسناه حقيقة بعد الحرب على أرض الواقع.
فاتورة إعادة الأمن والاستقرار والطمأنينة 10 أضعاف من فاتورة الحرب (الدمار ساااااهل ولكن العمار صعععععب).
البلاغات التي ظلت تتلقاها مراكز الشرطة قبل الحرب بلاغات عادية ويمكن التعامل معها بصورة سهلة ويسيرة ولكن البلاغات التي ستتلقاها بعد الحرب بلاغات (شرسة وعنيفة جدا ومختلفة عن سابقاتها من حيث الشكل والمضمون والتأثير).
ما عادت الجريمة التي كنا نعرفها قبل الحرب التي ألفناها وعرفناها وخبرنا دروب التعامل معها الوضع مختلف تماما والإنسان ما عاد إنسان ما قبل الحرب.
انتشار قوات الشرطه رسائل عديده للداخل والخارج باأن الحياه تعود لطبيعتها تدريجيا ولكن لابد أن تظهر الشرطه بقوتها المعهوده وهذا من شأنه أن يعيد الأمور إلى نصابها.
المدير العام لقوات الشرطة الفريق أول شرطة خالد حسان أنت المسؤول الأول من الأمن الداخلي (بالقانون) لا بد أن تتابع هذه الأوضاع ميدانيا وبصورة يومية ولصيقة وأن لا تعتمد فقط (على التقارير) مع احترامنا وتقديرنا لمن يكتبون هذه (التقارير).