
الاضطرابات التي تشهدها دولة جنوب السودان هذه الأيام تنفيذا لخطة موجهة ومنظمة يقوم بها أعداء السودان لتوسيع الأزمة وتشتيت الجهود للجيش السوداني بخلق معارك إنصرافية بغرض شغله من المعركة الرئيسة التي تسير إلى نهايتها.
مورست ضغوط إماراتية مكثفة على رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت بغرض تمرير المخطط بفتح أراضيه لتمرير السلاح لأعداء السودان وإتخاذ أراضيه منصات إنطلاق عسكرية لضرب السودان.
رفض رئيس دولة جنوب السودان لتمرير وتنفيذ الخطة الخبيثة من قبل الأعداء ونتج عنها خلق حالة من الفوضى بغرض زعزعة الحكم لتنصيب خليفة له (هدي ورضي) لينفذ أجندتهم على الوجه الأكمل ويجري المخطط كما مخطط له.
التعامل بتساهل مع ما يدور في جوبا ستكون فاتورته باهظة وأثاره كارثية وتداعياته خطيرة وكبيرة داخليا وخارجيا ولربما يحول المنطقة بكلياتها إلى (جحيم لا يطاق) وسيزيد (الطينة بله).
إنشغال السودان بمعركته الداخلية والتركيز فيها لا يمنع من التعاطي مع مجريات الأحداث في دولة جنوب السودان وللسودان خبرة تراكمية في التعامل مع العديد من الجبهات القتالية المتعددة وفي وقت واحد.
الأمر في غاية الخطورة والحساسية يتطلب تعامل مختلف تماما وتفكير أعمق يدرس الأمر من كل جوانبه ولا بد من إتخاذ التدابير اللازمة.
الوقوف مع طرف ضد أي طرف في دولة جنوب السودان يعمق ويفاقم الأزمة ويخلق لها مسارات متشعبة لربما يصعب السيطرة عليها.
هشاشة الأوضاع الأمنية في دولة جنوب السودان لا يسلم منه السودان إطلاقا ويتأثر به بصورة مباشرة مما يتطلب ذلك تعامل مختلف.
(الحلول الأمنية) مع تقديرنا واحترامنا لها لا تحل المشكلة لوحدها لا بد من رؤية شاملة (سياسية أمنية اجتماعية) تراعي الظروف الحالية ووتتحسب لما هو قادم (التحسب لأسوأ الاحتمالات).
لا بد من تشكيل غرفة عمليات عاجلة لإدارة الأزمة والتعامل معها بأعجل ما يمكن ولا بد من التفكير خارج الصندوق (جوبا اليوم) ليست (جوبا الأمس) هنالك متغيرات إقليمية ودولية جديدة.
القارة السمراء تمر بمخاض عسير وتنافس حاد بين العديد من المعسكرات الشرقية والغربية وكل له رؤيته وأجندته وتقاطعاته ومقبل الأيام حبلى بميلاد أحداث جديدة ولم يسلم منها السودان بل سيكون (في قلب المعركة) إن لم يكن (أرض المعركة القادمة).