
اعتماد السودان على العاصمة القومية الخرطوم (في كل شيء) أكبر خطأ تم ارتكابه وذلك ما وضح لنا جليا عقب إندلاع الحرب.
في الدول المتقدمة تنشأ العديد من العواصم السياسية والاقتصادية والسياحية والتجارية ولا تقل أهمية من العاصمة (الأم) وتتوافر فيها كل الخدمات وتتفوق عليها في كثير من الأحايين.
من السهل جدا اختيار مدينة بورتسودان لكي تكون العاصمة التجارية وذلك لموقعها الإستراتيجي والمنفذ البحري الوحيد المطل على ساحل البحر الأحمر الذي تمر به ثلث التجارة العالمية.
تختيار مدينة واد مدني حاضرة ولاية الجزيرة لتكون العاصمة الزراعية حيث تحتضن مشروع الجزيرة الزراعي أكبر المشاريع الزراعية في القارةالسمراء حيث تبلغ مساحته 2200000 ألف فدان.
مدينة كسلا بشرق السودان مؤهلة لأن تكون العاصمة الثقافية حيث ميلاد العديد من الشعراء والأدباء الذين شكلوا وجدان السودان بإبداعهم وعطائهم الفني.
حاضرة ولاية شمال كردفان مدينة (الأبيض عروس الرمال) مؤهله تماما لكي نطلق عليها العاصمة (السياحية) لما تمتلكه من مناظر خلابة وبيئة جاذبة للسياح.
منطقة جبل مرة بإقليم دارفور في غرب السودان مؤهلة لنيل لقب عاصمة الجمال والخضرة لما تتمتع بها من أجواء معتدلة طيلة العام إلى جانب جريان العديد من الأودية والشلالات.
مدينة سنار بوسط السودان العاصمة التاريخية والتي توفر لنا سياحة المعرفة والتوثيق للعديد من الممالك القديمة (سنار أنا والتاريخ بدأ من هنا).
السودان قطر مترامي الأطراف متعدد الثقافات مختلف اللغات واللهجات متنوع العادات والتقاليد مؤهل أكثر من غيره لقيام هذه العواصم البديلة اليوم قبل الغد.
نموذج دولة مصر في إنشاء العواصم البديلة من أفضل النماذج ويمكن الإهتداء والإغتداء بهذه التجربة والعمل على تنفيذها في السودان لا سيما وأن دولة مصر من أكبر الداعمين لإعادة إعمار السودان ولديها من الإمكانيات البشرية واللوجستية الكافية لهذا الغرض.