
العلاقات السودانيه الإيرانية علاقات متميزة وضاربة في الجذور وظلت في تطور مستمر في شتى المجالات الى جانب الدور الكبير الذي ظلت تلعبه طهران في دعم السودان في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
وفي ذات الإطار سجل وزير الخارجية السوداني السفير علي يوسف زيارة رسمية الى طهران عقد من خلالها مباحثات مشتركة مع نظيره الإيراني عباس عراقجي.
الزيارة كانت في غاية الأهمية من حيث التوقيت حيث يشهد السودان حربا ضروسا لما يقارب الــ 3 أعوام فقد فيها الغالي والنفيس في الأرواح والممتلكات وانقسم فيها الشعب ما بين لاجئ ونازح ومشرد.
ومن خلال اللقاء المشترك ما بين الطرفين تم الاتفاق على زيادة وتيرة التعاون والتنسيق المشترك في جميع المحافل الإقليمية والدولية وتبادل الرؤى والأفكار حول القضايا العالمية إلى جانب زيادة التبادل التجاري والاقتصادي وعقد اللجنة الوزارية المشتركة خلال الشهور القليلة القادمة على أن يرافقها ملتقى الأعمال المشترك من رجال الأعمال والشركات في البلدين.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزيري خارجية البلدين للإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول لحملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة والرسمية (حملة الجوازات العادية من عامة المواطنين لا يشملهم الإعفاء من التأشيرات ما بين البلدين).
زيارة وزير الخارجية السوداني لدولة إيران في مجملها مثمرة جدا وفتحت آفاقا جديدة أحوج ما يكون لها السودان في هذا التوقيت.
العلاقات الخارجية تنبني على المصالح والمنافع المشتركة لا على (العواطف) والاعتماد على سياسة (التحالفات التكتيكية) الذي أضر كثيرا باالسودان فلذلك لا بد من رؤية جديدة لقيادة الملف الخارجي.
التخبط و المزاجية وإزدواجية القرار في قيادة الملف الخارجي سبب العديد من المشاكل والاعتلالات التي ندفع ثمنها اليوم وغدا وبعد غدا.
لا شك أن دولة إيران من الدول المؤثرة إقتصاديا وأمنيا وسياسيا ويمكن الاستفادة منها (إذا أحسنا توظيفها بصورة مثلى).
التفكير العميق والعقلاني في علاقاتنا الخارجية إن كان في السابق (فرض كفاية) إذا أداوهو البعض سقط عن الآخرين أصبح اليوم (فرض عين) تحتمه علينا ظروفنا الحالية.