
رشحت الأنباء من مصادر صحفية متعددة بزيارة وفد تشادي الى مدينة بورتسودان بغرض عقد مشاورات مع القيادة العليا للجيش السوداني بقيادة القائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وأخيرا أقرت دولة تشاد بخطأها التاريخي بدعم وإيواء قادة المليشيا وفتح أراضيها لتستخدم منصات إنطلاق عدائية في مواجهة الجيش السوداني (وفشلت في ذلك).
طلب الوفد التشادي من رئيس مجلس السيادة عقد قمة ما بينه وبين الرئيس التشادي (لم يحدد وقتها بعد) بغرض التفاكر حول ضرورة عودة العلاقات ما بين البلدين.
وضع رئيس مجلس السيادة شرطين أساسيين يتمثلا في إغلاق الحدود والأراضي التشادية الى جانب وقف إيقاف مطار أم جرس التشادي الذي يستخدم في العمليات العسكرية للمليشيا ضد الجيش السوداني ومن ثم ذلك يمكن النقاش حول الأمر.
العلاقات السودانية التشادية كانت من أميز علاقات دول الجوار وخير دليل على قوتها ومتانتها نجاح فكرة القوات المشتركة السودانية التشادية التي أسهمت وبقدر كبير في تأمين حدود البلدين الى جانب التنسيق الأمني المشترك في أعلى مستوياته.
الجبهة الداخلية التشادية غير موافقة على هذه الخطوة الإنفراديه التي قام بها الرئيس التشادي بدعم وتمويل مليشيا قوات الدعم السريع.
استطاعت دولة الإمارات اقناع تشاد بلعب هذا الدور العدائي تجاه السودان وذلك من خلال الدعم المالي والسخي منها لإنجاح المهمة (وعجزت تماما عن ذلك).
تعرضت دولة تشاد إلى ضغوط إقليمية مكثفة بغرض التراجع عن موقفها مما دفعها لإرسال هذا الوفد الرفيع إلى بورتسودان لإبداء حسن النوايا وجاهزيتها لتقديم أي (تنازلات).
ضغوط داخلية وخارجية مكثفة على (إنجمينا) تسببت في إرباك حساباتها وتغيير موقفها المفاجئ تجاه السودان.
الدعم الإقليمي والدولي الذي حظي به السودان منذ إندلاع الحرب وعزل المليشيا من محيطها المحلي والإقليمي يعتبر من الأسباب الرئيسية التي دفعت (إنجمينا) لمراجعة حساباتها والشروع مباشرة في هذه الخطوة.
زيارة الوفد التشادي الى مدينة بورتسودان اتسمت بالسرية الكاملة ولم تصدر أي تصريحات صحفية من الجانبين وما متاح من معلومات هذه الزيارة عبارة عن (تسريبات) من بعض المصادر المتعددة من هنا أو هناك وذلك لخصوصية طبيعة الزيارة وما ستعقبها من نتائج.
إن نجحت هذه الخطوة من قبل تشاد لربما تتبني عن وساطة ما بين (الخرطوم وأبوظبي) بغرض طي الخلافات وفتح صفحة جديدة وكل شئ وارد وما في ما يمنع ان يكون (عدو الأمس صديق اليوم).
زيارة الوفد التشادي إلى بورتسودان تسببت في أزمة حادة داخل قيادات (مليشيا الدعم السريع إن وجدت) واثارت مخاوفهم وشكوكهم بتنصل الحليف الإستراتيجي عنهم وقطعا ستكون لهذه الخطوة آثار وتداعيات سالبة داخل اروقة المليشيا.
دولة فرنسا (الراعي الرسمي لدولة تشاد) تراقب وتتابع مجريات الأحداث بصورة لصيقة ولديها رؤيتها في مجريات الأحداث وتعلم متى تتدخل وكيف تتدخل ولمصلحة من تتدخل!!!!.
تغيرت الموازين والحسابات ومياه كثيرة جرت تحت الجسر وقطعا ذلك يتطلب مراجعات في العديد من الملفات ما بين (إنجمينا والخرطوم وأبوظبي).