
استوقفتني جيوش الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات المترددين يوميا على مباني ديوان الزكاة بمدينة بورتسودان طلبا للدعم المالي صعب المنال.
يؤلمني جدا جحافل المرضى حاملين روشتات العلاج من أصحاب الأمراض المزمنة المرابطين على الدوام أمام مباني ديوان الزكاة ببورتسودان متعشمين في شراء علاجهم وللأسف يعودون (صفر) اليدين مما يدفعهم ذلك للتسول أمام أبواب المساجد.
دافعي الزكاة من حقهم أن يعلموا أين تصرف صدقاتهم؟ ولمن تعطلا؟ لكي تطمئن قلوبهم وترتاح نفوسهم.
الصدقات لديها مصارف محددة ومعلومة في كتاب الله وهي بمثابة الركن الثالث بعد الشهادتين وإقامة الصلاة.
تفاجأ القائمين على إدارة ديوان الزكاة بمدينة بورتسودان بحضوري للاحتفال الذي أقامه الديوان اليوم وفي داخل سجن بورتسودان الاتحادي بغرض اطلاق سراح الغارمين وقال لي أحد كبار موظفي الزكاة (يا أستاذ رقم حساب بنكك كم عشان عندك معانا أمانة).
شكرت هذا الموظف الرفيع بسؤاله لي ورددت عليه بقولي أنا لا استحق الزكاة لأني لست من الفقراء ولا المساكين ولا غيره من مصارف الزكاة المعلومة فلماذا تعطوني المال!!
ديوان الزكاة مطلوب منه تقديم مشاريع حيوية تخدم المواطن في معاشه اليومي وذلك بتوفير وسائل الإنتاج لإخراجهم من دائرة الفقر إلى دائرة الإنتاج.
فليعلم القائمين على أمر ديوان الزكاة بمدينة بورتسودان أنا لست من الذين يترددون إلى مكاتبكم من أجل نيل (العطايا والهبات والمنح) أحمدالله وأشكره على عظيم أفضاله وأغناني من حاجة السؤال إليكم (اللهم أكفيني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك).
العاملين بديوان الزكاة مطالبين باالشفافية بالكشف عن حجم الإيرادات المالية التي يتلقونها من (دافعي الزكاة) وأوجه صرفها المعلومة وقطعا مثل هذا السلوك يزيد ويعضد الثقة ما بين الديوان والدافعين ويشحعهم على بذل المزيد.
لفت نظري حالة الغضب والإستياء لعدم ذكر محليتي حلايب ومحلية جبيت المعادن في احتفال الغارمين مما دفع ذلك اعتذار والي ولاية البحر الأحمر ورئيس مجلس أمناء الزكاة بالولاية لعدم ذكرهم سهوا أثناء فقرة التكريم في احتفال اطلاق سراح الغارمين بسجن بورتسودان الاتحادي.