
انعقد في مدينة ميونخ الألمانية مؤتمر الأمن العالمي السنوي وذلك بحضور ما يقارب الــ450 شخصية من شتى دول العالم.
مؤتمر ميونيخ للأمن من المؤتمرات المتخصصة التي تعنى بمناقشة العديد من الملفات من بينها الإرهاب، الأمن السيبراني، التسلح والنزاعات الجيوسياسية.
ينعقد المؤتمر في ظروف بالغة التعقيد من بينها انتخابات حكومة أمريكية جديدة بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب بداية الدورة التشريعية الجديدة بالاتحاد الأوربي.
شارك السودان بوفد عالي المستوى بقيادة وزير الخارجية ومدير عام جهاز المخابرات السوداني الفريق أول أمن مفضل أحمد إبراهيم مفضل.
المؤتمر فرصة ذهبية (إن أحسنا إغتنامها ووظفناها التوظيف الأمثل) يتم من خلالها تمليك الحقائق المجردة لمجريات الأحداث في السودان أمنيا وسياسيا واجتماعيا.
من خلال المؤتمر يمكن أن نملك دوائر ومطابخ إتخاذ القرار كمية من الوثائق والأدلة والبراهين الدامغة حول الفضائح والممارسات الوحشية لمليشيا الدعم السريع.
أيضا المؤتمر سانحة طيبة لإزالة الغبش ونفض الغبار لبعض المفاهيم السالبة والعدائية القديمة المتجددة تجاه السودان بمبرر أوغير مبرر.
عكس حجم الدمار الشامل في البشر والحجر وامكانية مساهمة المؤسسات العالمية في إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
الاستفادة من التقدم التكنلوجي والتقني لهذه الدول وذلك من خلال خلق شراكات ذكية وفتح فرص التدريب.
التنسيق الأمني المشترك ما بين جهاز المخابرات السوداني وأجهزة المخابرات النظيرة والشبيهة.
مثل هذه المشاركات الدولية من شأنها إدارة حوارات عميقة وبناءة وإستراتيجية تتنزل بردا وسلاما على كل الأصعدة المختلفة.
فقد السودان الكثير والكثير بسبب التخبط والعشوائية والمزاجية المطلقة والعواطف في التعاطي مع الملفات الخارجية وكانت نتائجة كارثية وهذا مانشهده في واقعنا الحالي.
أجهزة المخابرات على مستوى العالم حققت اختراقات في العديد من الملفات وأسهمت في صناعة القرار من ما يحتم ذلك على جهاز المخابرات السوداني التفكير خارج الصندوق.
السودان في محط أنظار العالم والكل ينظر إليه من زاويته خيرا كان أو شرا وكل الدوائر المخابراتية على مستوى العالم أصبح ملف السودان من أهم وأعقد الملفات التي تنال اهتمامها.
ليس المهم المشاركة في هذه المؤتمرات ولكن الأهم من كل ذلك هل سيستفيد السودان من ذلك؟ علما بأن السودان أحوج ما يكون لهذه المنابر في هذا التوقيت الحساس والحرج.
شارك السودان في العديد من المؤتمرات الإقليمية والدولية وكانت مشاركته مكان اهتمام وتقدير ما هي النتائج والخلاصات التي خرج بها؟ وهل هنالك تقييم لهذه المؤتمرات على المدى القريب والبعيد؟.
لسنا معنيين بالمشاركةمن أجل المشاركة والظهور أمام عدسات الكاميرات وإلتقاط الصور التذكارية بل نحن معنيين بمشاركة فاعلة وقوية ومؤثرة وذات نتائج إيجابية.
العالم من حولنا مغيب تماما وذلك من جراء المقدرة العالية لخصومنا داخليا وخارجيا الذين استطاعوا من تبني حملات إعلامية علمية ومنظمة وممنهجة من أجل تشويه صورة السودان خارجيا.
تصحيح هذه الصورة المشوهة للسودان خارجيا ليست مستحيلة ولكنها ليست سهلة أيضا تتطلب جهودا خرافية في مختلف المجالات من أجل تعديد هذه الصورة ووضعها في مكانها الطبيعي.
واهم من يظن أن السودان يقاتل مليشيا الدعم السريع لوحدها ولكنه يقاتل ملايييش متعددة في شتى المجالات وبمختلف الأسلحة المنظورة وغير المنظورة (وما أكثرها).