
عند زيارتي لولاية القضارف أولى محطات توقفي قرية أم شجره معقل قبيلة البوادرة التي يتزعمها المك الشاب متوكل دكين.
قيادات ورموز قبيلة البوادرة أهل كرم وشجاعة ولديهم مواقفا وطنية مشرفة يعلمها القاصي والداني يعملون في صمت ومن دون ضوضاء.
عندما إندلعت معركة الكرامة اصطفت قبيلة البوادرة صفا واحدا خلف القوات المسلحة وقدمت النفس والنفيس من أجل الذود عن (حياض الوطن).
يشرف مك البوادرة المك متوكل دكين بنفسه على إعداد معسكرات المستنقرين وعلاج المصابين والصرف على أسرهم ويتم كل ذلك بعيدا عن (عدسات الكاميرات).
مك البوادرة لم تجده يقف أمام باب كبار رجالات الدولة بحثا عن المساعدات المالية الخاصة ولا(يلهث) خلف (التصاديق) ولا (يركض) خلف منحة السيارات.
عقب نهاية أي اجتماع يجمع قيادات الإدارة الأهلية بكبار رجالات الدولة أول المغادرين لموقع الاجتماع مك البوادرة ولا ينتظر العطايا والمنح ويرفضها إذا قدمت له.
يمتاز مك البوادرة بعزة نفس (عجيبة) لم أشهدها في شخص إطلاقا وهذا هو (مربط الفرس وبيت القصيد) وهنا مكمن الاحترام والتقدير الذي يحظي به من كل شرائح المجتمع.
ما يميز مك البوادرة عن أقرانه من قيادات الإدارة الأهلية الرؤية (الثاقبة) والروح الشبابية (الوثابة) التي لا تقبل (الذل والإهانة).
عند زيارة وفود الإدارة الأهلية للعاصمة الخرطوم تستضيفهم الحكومة في أفخم الفنادق المطلة على نهر النيل وتطعمهم أحسن الوجبات إلا أن مك البوادرة يستأجر شقة من ماله الخاص ويستخدم عربته الخاصة التي لم تمنحها له الحكومة كما فعلت مع الآخرين ولسان حاله يردد (من لا يملك قوته لا يملك قراره) واليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلي.
أي نشاط سياسي اجتماعي ثقافي يتجاوز مك البوادرة في القضارف لا يكتب له النجاح ولا بد أن تراجع الكيانات و التنسيقيات والأجسام المختلفة موقفها من التعامل مع مك البوادرة ولا بد أن تنزله (منزلته) وتحفظ له مكانته إنما تؤتى البيوت من أبوابها.
القيادة العليا للقوات المسلحة بقيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان يعلمون علم اليقين ما يقوم به مك البوادرة وشاهدوه بأم أعينهم واقعا معاشا وليس من رأى كمن سمع.
أتمنى أن يحرص رئيس مجلس الوزراء الجديد البروف كامل إدريس بتحديد لقاء عاجل مع مك البوادرة لأنه يحمل رؤية واضحة المعالم في كيفية إدارة البلاد ولم ولن يندم رئيس الوزراء لهذا اللقاء الهام مع شاب يجمع ما بين الحكمة والسياسة والرأي السديد.
أنا شخصيا أتوقع مستقبل زاهر لهذا الشاب (الثائر) الحريص على هموم وقضايا أهله وعندما قدموه لهذا التكليف كانوا على علم ودراية بامكانياته وقدراته في تحمل المسؤولية ولم يخذلهم أبدا.
لا بد أن تتوافر في القائد ثلاث صفات رئيسة (سيف يزين وجيب يدين وقدح يلين) الصفة الأولى تتمثل في إتخاذ القرار كالسيف القاطع والصفو الثانيو الكرم وبذل المال والصفة الثالثة في إطعام الطعام كناية عن الكرم ولا بد أن يسأل أي قائد نفسه هل تتوافر فيه هذه الصفات؟؟؟؟.
غالبية قيادات الإدارة الأهلية يرابطون في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية يترددون على مكاتب الحكومة بسبب وبدون سبب إلا مك البوادرة يرابط وسط أهله ويستمع إلى شكواهم وقضاياهم يفترش الأرض ويلتحف السماء معهم ويتلذذ ويستمتع بقضاء حوائجهم.



