
أدوام على أداء صلاة المغرب والعشاء بمسجد كلية الهندسة في جامعة البحر الأحمر بمدينة بورتسودان، ما لفت نظري إطالة الدعاء ورفع أيادي المدير العام لقوات الشرطة الأسبق الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين إلى عنان السماء متضرعا للمولى عزوجل.
إطالة الدعاء حرمني من السلام على معالي الجنرال الذي انتظرته طويلا عقب الفراغ من الصلوات، ويتبادر إلى ذهني ما هو هذا الهم الشاغل لمعالي الجنرال حتى يمكث هذه الفترة الطويلة من الدعاء والتضرع.
اليوم قد عرفت بعض الأسباب وليس كلها حيث قضت دائرة الطعون الإدارية بالمحكمة العليا المختصة بالنظر في قرارات لجنة التمكين ببطلان قرار اللجنة بمصادرة أراضي وعقارات الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين مؤكدة عدم إختصاص اللجنة في إتخاذ قرارات المصادرة والإسترداد حيث أن هذه الصلاحيات تندرج ضمن السلطة الفضائية ولم يمنحها القانون للجنة.
كما أوضحت المحكمة أن محمد الفكي سليمان الذي وقع القرار لم يكن مخولا قانونيا بالتوقيع نيابة عن رئيس اللجنة في ذلك الوقت.
وأشارت المحكمة إلى أن القرار يخالف الوثيقة الدستورية ووثيقة حقوق الإنسان وقانون إزالة التمكين حيث أهدر حقوق الطاعن في التملك وحرمانه من حق الدفاع عن نفسه.
وكما تبين أن اللجنة نسبت إليه عددامن قطع الأراضي التي لا تخصه نتيجة (تطابق الأسماء) وقامت بمصادرتها بالإضافة إلى منزله المشيد على قطعة الأرض التي منحت له ضمن خطة اسكانية شأنه شأن أي مواطن أو موظف بالدولة.
وبناء على ذلك صدر الحكم ببطلان القرار وإلغاء جميع الآثار المترتبة عليه مع إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل صدوره وإلزام أجهزة الدولة المختصة بتنفيذه فورا.
أعلاه نص قرار المحكمة التي أنصفت وأعادت الحق إلى أهله وما ضاع حق وراءه مطالب، وحقيقة شعرت بالظلم الذي وقع عليه (دعوة المظلوم ليس بينها وبين المولى عز وجل حجاب).
الاحتكام إلى القانون ظاهرة حضارية وحميدة لا يلجأ لها إلا إنسان واعي ومدرك في كيفية استرداد الحقوق (الحقوق تنتزع ولا تعطى).
من أسباب تقدم الدول من حولنا احترام سيادة القانون رؤوساء ومرؤسين ولا كبير على القانون والكل أمام القانون سواء.
التشفي والتشهير ليس من صفات الإنسان السوي العاقل والراشد بل من صفات الإنسان الحاقد والحاسد والإنتقامي الذي يفرح ويسعد باهانة وإذلال من حوله ويتلذذ بذلك (هدانا الله وإياهم).
شغل الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين العديد من المواقع القيادية العليا في الحكومة السابقة بقيادة الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير حيث عمل الجنرال هاشم مديرا لمكتب رئيس الجمهورية السابق عمر البشير ثم مديرا عام لقوات الشرطة (أطول مدير عام لقوات الشرطة بعامل الزمن) ومن ثم واليا لولاية الخرطوم (رد الله غربتها إلى حضن الوطن).
من انضر وأجمل أيام الشرطة عندما كانت بقيادة الجنرال هاشم عثمان حيث شهدت العديد من الإنجازات التاريخية وبالذات في مجال المباني والإنشاءات في مجال المجمعات السكنية للضباط ومجمعات خدمات الجمهور.
وهذا لايعني باأن ليس هنالك سلبيات وإخفاقات في عهد إداراته لقيادة الشرطة (الكمال لله وحده).
إبطال الباطل والحفاظ على الحقوق قيم جميلة ونبيلة تحث عليها كل الاديان السماوية وأقرتها كل القوانين الوضعية في مختلف الدساتير التي تفصل بين الناس.