
نظمت وكالة سونا للأنباء (الوكالة الرسمية للدولة) وبالتنسيق مع مركز شموس ميديا ورشة عن الدفع الإلكتروني تحت شعارخطوة نحو التحول الرقمي والشمول المالي.
مركز شموس ميديا مملوك للزميلة الصحفية المتخصصة في المجال الاقتصادي الأستاذة سمية سيد التي تعتبر من أهم أعمدة وركائز الصحافة الاقتصادية.
قدمت في الورشة 3 أوراق علمية متخصصة في المجال الاقتصادي والمالي ومن قاموا على إعدادها خبراء أجلاء لديهم اسهاماتهم المقدرة في هذا المجال.
قدمت الأوراق معلومات دسمة وشخصت المشاكل وطرحت الحلول الآنية والمستقبلية لكيفية عمل الدفع الإلكتروني.
وللأسف الشديد لم تحظى هذه الأوراق بنقاش مستفيض من قبل الحاضرين من علماء وخبراء ومديري عموم المصارف الذين حرصوا على الحضور وكانت شهيتهم مفتوحة للإدلاء بآرائهم لأنهم أصحاب (الجلد والرأس).
أنا لا أدري ما سر هذه (الكلفتة والاستعجال) من قبل منظمي هذه الورشة لنهايتها بهذه الطريقة المتعجلة وكأنهم يتعجلون للنتائج وفقا لمزاجهم وبطريقتهم.
الورشة أتت متأخرة جدا بالرغم من أهميتها القصوى وكان من المفترض أن تنعقد قبل إتخاذ قرار (استبدال العملة) وكان من شأنها أن تمهد وتعبد الطريق لكي تسير عملية لإستبدال بسهولة ويسر.
لا يمكن أن نتحدث عن نجاح التطبيقات البنكية ونسبة الأمية الأبجدية تقترب من الــ70٪من اجمالي سكان السودان ومعدل الفقر الذي تجاوز الــ80٪ قبل الحرب فما بالك بعض الحرب.
كم هم عدد المواطنين الذين يحملون (هواتف ذكية) يتم من خلالها استخدام هذه التطبيقات البنكية الحديثة ولا بد من ذكر إحصائيات حقيقية للبناء عليها.
وأين هي البنى التحتية المناسبة لتطبيق الدفع الإلكتروني ولسان حالنا يردد (الشبكة طاشا على طول) وأين هي شركات الاتصالات التي تحترم وتقدر زبائنها الكرام مع احترامي وتقديري لشركات الاتصالات (إم تي إن وزين وشبكة سوداني).
الحديث عن نجاح مشروع الدفع الإلكتروني في ظل الظروف التي يعيشها السودان ضرب من ضروب الخيال و(حرث في البحر) ويمكن أن ينجح هذا المشروع إذا توافرت له البيئة المناسبة من مشاريع البنى التحتية وغيرها من معينات العمل وذلك في ظل الاستقرار الأمني وعودة الحياه إلى طبيعتها.
فكرة الدفع الإلكتروني فكرة في غاية الجمال والأهمية من حيث النظرية ولكن من حيث التطبيق تعتريها العديد من العقبات الواقعية التي تحتاج إلى المزيد من المحهودات.
لفت نظري وجبة العشاء الفاخر الذي أقيم على شرف الورشة بفندق الربوة (أغلى الفنادق من حيث تكلفة الخدمات) وكان من المفترض أن تصرف فاتورة العشاء باهظ الثمن على الفقراء ومراكز الإيواء التي يفترش فيها النازحين الأرض ويلتحفون السماء ولا يجدون ما يسد رمقهم.
من المفترض أن تتوقف هذه (المظاهر الإحتفالية والصرف البذخي على الظعام) لا سيما وأننا نعيش في ظروف حرب وجرح بلادنا ينذف وسرادق العزاء تملأ الشوارع والطرقات.
هذه الأموال التي تصرف في مثل هذه المظاهر الاحتفالية أولى بها جندي القوات المسلحة الذي برابط في الأحراش ويصوم ويفطر على الأسودين (البلح والماء) وهو مزكم بروح البارود وصوت المدافع والطائرات المسيرة يقاتل إنابة عنا فله منا أسمى آيات الشكر والتقدير ولولاه لما عشنا في أمان في منازلنا.
رئيس مجلس السيادة مطالب اليوم وقبل غدا باصدار قرارا بايقاف أي مظاهر احتفالية إلا للمجهود الحربي والقتالي في الميدان ولا بد من تمزيق فاتورة الصرف البذخي على أطايب الطعام وفي أفخم الفنادق.
المنصة الرقمية الموحدة لكل المصارف وتحت إشراف بنك السودان هو الحل الأمثل والناجع لنجاح مشروع الدفع الإلكتروني وهنالك نماذج عديدة في مختلف الدول من حولنا نجحت نجاحا باهرا وعبرت إلى بر الأمان.
محافظ بنك السودان برعي الصديق لا تقف مكتوف الأيدي ولا تكون أسيرا للمناشير التي تصدرها من الحين والآخر للمصاريف لا بد أن تفكر خارج الصندوق وتسعى لابتكار الحلول أنت صاحب القرار النهائي في المجال المصرفي.
ما الذي يمنع أن نستفيد من تجارب الدول من حولنا ونطبقها على أرض الواقع هنالك تجارب ناجحة في دولة مصر وباكستان والسعودية وكل ذلك تم تحت اشراف البنك المركزي لهذه الدول.
اختتمت الورشة وسلمت توصياتها لعضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر ولم يتم تلاوتها أمام الحضور أصدقكم الحديث أنا لا أعرف توصية واحدة من هذه التوصيات بالرغم من أنني كنت حضورا فيها مع الآخرين منذ البداية وحتى النهاية بتتصورو الكلام دا!!!!.