نتعاون مع المنظمات المحلية والدولية للحصول على التبرعات اللازمة لتحديث المعدات وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية
لدينا خطة لتوسيع قسم الطوارئ ليستقبل عدد أكبر من الحالات الطارئة في وقت واحد.. ونخطط لإنشاء قسم جديد مخصص للعمليات الجراحية الكبرى
المستشفى ركيزة أساسية في النظام الصحي بالولاية الشمالية و بفضل قربه من المجتمعات المحلية يمكن للمرضى تلقي الرعاية الطبية دون الحاجة للسفر إلى المدن الكبرى
حاورها: هشام أحمد المصطفى (أبو هيام)- إبراهيم مدثر (هيما)
تصوير: أحمد الطيب بشير
تعد المستشفيات في المناطق الريفية أحد الأعمدة الأساسية التي تعتمد عليها المجتمعات لتلبية احتياجاتها الصحية. ومن بين هذه المستشفيات، يأتي مستشفى البرقيق في ولاية الشمالية كأحد المرافق الصحية المهمة التي تلعب دورًا محوريًا في تقديم الرعاية الطبية لسكان المدينة والمناطق المجاورة، ومع التحديات التي تواجهها المستشفى، من نقص في الكوادر الطبية إلى ضغط العمل بسبب تزايد عدد المرضى، تواصل المستشفى سعيها إلى تحسين خدماتها وتطوير بنيتها التحتية.
في هذا الحوار كان لنا لقاء مع الدكتورة آمنة عبدالله، مديرة مستشفى البرقيق، والتي تحدثت عن دور المستشفى في تحسين الرعاية الصحية في المنطقة، التحديات التي تواجهها، والخطط المستقبلية لتوسيع وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمجتمع المحلي. تفتح الدكتورة آمنة قلبها في هذا اللقاء لتسليط الضوء على الإنجازات التي حققتها المستشفى والطموحات التي تسعى إلى تحقيقها في السنوات القادمة.
بدايةً، دكتورة آمنة، نود أن نعرف عن مستشفى البرقيق وما يقدمه من خدمات طبية للمجتمع؟
مستشفى البرقيق هو أحد المستشفيات الحكومية الواقعة في ولاية الشمالية، ويخدم مدينة البرقيق والمناطق المحيطة بها، ومنذ تأسيسه عمل المستشفى على تقديم خدمات صحية شاملة تهدف إلى تلبية احتياجات سكان المنطقة في مختلف المجالات الطبية، ويقدم خدمات متنوعة تشمل العيادات الخارجية في تخصصات متعددة مثل الطب العام، الأطفال، النساء والتوليد، والأمراض الباطنية، إضافة إلى خدمات الطوارئ التي تعمل على مدار الساعة، ويستقبل قسم الطوارئ المرضى الذين يعانون من حالات طبية عاجلة، كما نقدم أيضًا خدمات الأمومة والطفولة، بما في ذلك متابعة الحمل، الولادة، ورعاية الأطفال حديثي الولادة.
المستشفى مجهز أيضًا لإجراء العمليات الجراحية في العديد من التخصصات، وتوجد لدينا مختبرات طبية متطورة تُستخدم لإجراء الفحوصات والاختبارات التشخيصية. ونحن نسعى دائمًا إلى تحسين جودة هذه الخدمات من خلال متابعة التطورات الطبية والتكنولوجيا الحديثة.
ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم في تقديم خدمات طبية متكاملة للمجتمع المحلي؟
بالطبع، كما هو الحال مع معظم المستشفيات في المناطق الريفية، نواجه عددًا من التحديات التي تؤثر على قدرة المستشفى في تقديم أفضل الخدمات الصحية. أولاً، هناك مشكلة في نقص الكوادر الطبية المتخصصة في العديد من التخصصات الدقيقة مثل الجراحة، طب الأطفال، وأمراض القلب. ورغم أننا نبذل جهدًا كبيرًا في استقطاب الأطباء، فإن بعض التخصصات لا تزال تعاني من نقص حاد في الأطباء المؤهلين.
ثانيًا، نقص بعض المعدات الطبية الأساسية والحديثة التي تُستخدم في التشخيص والعلاج. على سبيل المثال، نعاني من نقص في أجهزة الأشعة المتطورة التي تُساعد في تشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة. وهذا يُحد من قدرتنا على تقديم بعض الخدمات الطبية المتقدمة في المستشفى.
ثالثًا، الضغط الكبير على المستشفى بسبب تزايد عدد المرضى، والذي يتجاوز في بعض الأحيان السعة الاستيعابية للمستشفى. هذا يؤدي إلى صعوبة في تقديم خدمات طبية على أعلى مستوى لجميع المرضى في الوقت المناسب.
كيف تتعاملون مع هذه التحديات التي تواجهونها؟
نحن في المستشفى نعمل جاهدين على تجاوز هذه التحديات. أولًا، فيما يتعلق بنقص الكوادر الطبية، نتعاون مع وزارة الصحة والجهات المعنية لاستقطاب الأطباء والممرضين المؤهلين من مختلف المناطق، كما نعمل على تدريب الكوادر الطبية المحلية بشكل مستمر من خلال تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتطوير مهاراتهم ومواكبة أحدث التقنيات الطبية.
أما فيما يتعلق بنقص المعدات الطبية، فإننا نتعاون مع المنظمات المحلية والدولية للحصول على التبرعات اللازمة لتحديث المعدات وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية. ونعمل أيضًا على زيادة الوعي بين المجتمع المحلي حول أهمية التبرعات والدعم، سواء من خلال الأفراد أو المؤسسات الخيرية.
بالنسبة للضغط الكبير على المستشفى بسبب زيادة عدد المرضى، فإننا نبحث عن حلول للتوسعة، سواء من خلال زيادة السعة الاستيعابية للأقسام المختلفة أو تحسين آلية استقبال المرضى وتنظيم حركة العمل لتقليل الازدحام.
هل هناك أي مشاريع تطوير أو خطط مستقبلية لتحسين الخدمات الصحية في مستشفى البرقيق؟
نعم، لدينا العديد من المشاريع الطموحة التي نعمل عليها حاليًا والتي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات الصحية في المستشفى. من أهم هذه المشاريع، هناك خطة لتوسيع قسم الطوارئ ليتسع لاستقبال عدد أكبر من الحالات الطارئة في وقت واحد. كما نخطط لإنشاء قسم جديد مخصص للعمليات الجراحية الكبرى مع إضافة غرف للعمليات ذات التقنية العالية.
ونهدف أيضًا إلى تحديث الأجهزة والمعدات الطبية في الأقسام الحيوية مثل الأشعة والمختبرات، لضمان دقة التشخيص وسرعة الحصول على النتائج، إضافة إلى ذلك نعمل على تحسين بيئة العمل للكوادر الطبية من خلال توفير مراكز تدريبية متخصصة، وتقديم أدوات وتقنيات حديثة تسهم في رفع مستوى الأداء الطبي.
كيف تنظرين إلى دور مستشفى البرقيق في تحسين الرعاية الصحية في المنطقة بشكل عام؟
مستشفى البرقيق يلعب دورًا حيويًا وأساسيًا في تقديم الرعاية الصحية لسكان المدينة والمناطق المجاورة، و نحن نعتبر المستشفى ركيزة أساسية في النظام الصحي بالولاية الشمالية، و بفضل قربه من المجتمعات المحلية، يمكن للمرضى تلقي الرعاية الطبية دون الحاجة للسفر إلى المدن الكبرى، وهذا ليس فقط يوفر الوقت والمجهود، ولكنه أيضًا يسهم في تقليل التكاليف الطبية التي قد تكون مرتفعة في المستشفيات الأخرى.
مستشفى البرقيق يقدم الدعم الطبي للعديد من الحالات التي قد تحتاج إلى علاج مستمر، مما يسهم في تحسين الصحة العامة في المنطقة، إضافة إلى ذلك، نحن نساعد في رفع الوعي الصحي بين أفراد المجتمع، من خلال تنظيم حملات توعية وبرامج صحية تسهم في تقليل الأمراض والوقاية من المشاكل الصحية المختلفة.
شكرًا لكِ دكتورة آمنة على هذه الفرصة، ونحن نتمنى لكم المزيد من التوفيق والنجاح في عملكم.
الدكتورة آمنة عبدالله: شكرًا لكم على اهتمامكم. نحن نؤمن بأن العمل الجماعي والتعاون المستمر مع المجتمع المحلي والجهات الصحية الأخرى سيحقق تحسنًا كبيرًا في تقديم الرعاية الصحية لجميع المرضى. نحن على يقين بأن مستشفى البرقيق سيظل قادرًا على خدمة المنطقة بشكل متميز في المستقبل.
