الأخبار

من أعلى المنصة.. ياسر الفادني يكتب: الصايحة شنو؟ كان الطَرَش فيك!!

نظرية الحصان الميت هي استعارة ساخرة تُستخدم لوصف اصرار بعض الأفراد أو الجماعات أو الدول على التمسك بمشاريع فاشلة، بدلًا من الإعتراف بعدم جدواها والمضي قدمًا، عندما يكون الحل المنطقي هو النزول عن الحصان الميت، يصرّ البعض على إنفاق المزيد من الوقت والموارد في محاولة عبثية لإحيائه ، يغيرون السرج، يستبدلون الفارس، يعقدون اجتماعات، يعيدون تعريف معنى “الميت”، لكن في النهاية، يبقى الحصان جثة هامدة.
هذا تمامًا ما فعله التحالف التأسيسي حين اجتمع بنيربي ليصنع وهمًا سياسيًا جديدًا، بدلًا من مواجهة الواقع، قرر أعضاؤه وضع سرج جديد على جثة قحت القديمة أطلقوا بيانات وتصريحات كأنها تعيد الروح لمشروعهم، بينما الحقيقة واضحة للجميع، فشلوا في تحريكه، فاستبدلوا بعض الوجوه، ظنًا أن تغيير الفارس سيُعيد نبض الحياة، وحين بقي الحصان في مكانه، بدأوا في تحليل المشكلة نظريًا، وكأن النقاشات المطوّلة وتقارير اللجان يمكن أن تُقنع الموتى بالقيام من قبورهم.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك حين كتبوا دستورًا جديدًا في لحظة سُكر سياسي، لم يكن نصًا قانونيًا بقدر ما كان محاولة لإعادة تعريف الموت، وضعوا فيه عبارات منمقة وأحلامًا بعيدة عن الواقع، محاولين إقناع أنفسهم قبل الآخرين بأنهم صنعوا شيئًا ذا قيمة، لكن مهما حاولوا، بقي الحصان ميتًا، وبقي دستورهم حبراً على ورق
إني من منصتي أنظر…. حيث أري…. أن الحصان قد نفق… لكنهم برروا الأمر بأن الأرض غير مناسبة للركض، وأن المشكلة ليست في الحصان بل في الظروف المحيطة به، وهكذا، بدلًا من النزول والمضي قدمًا، قرروا الاستمرار في ركوب النافقة، متناسين أن الموتى لا يعودون، حتى لو كتب لهم ألف دستور… وصدق المثل السوداني الذي يقول : الصايحة شنو كان الطَرَش فيك ! .

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى