
من كان يظن أن من يُسمَّى شقيقاً يغرس الخنجر في خاصرة الشقيق؟!
من كان يتوقع أن تُغتال الخرطوم بأيادٍ عربية، أن يُزهق دم الأبرياء بمالٍ خليجي، وأن تُشعل نيران الخراب في السودان بأصابع محمد بن زايد، ومن خلفه دويلة الإمارات؟!
“اتقِ شرّ من أحسنت إليه”، وقد أحسنا الظن بأقوامٍ لا يعرفون الوفاء، (الجار قبل الدار) قالوها في العلن، ثم قصفوا دار الجار في السر، سلّحوا الجنجويد، فتحوا لهم دروب الموت، وجعلوا من السودان ساحة لتصفية حسابات أطماعهم
أي قلبٍ هذا الذي يبارك قتل أكثر من عشرة آلاف روحا من الأبرياء؟
أي ضميرٍ يُرضيه أن يُهجَّر ثمانية ملايين سوداني من بيوتهم؟
أي مروءةٍ في من يشارك في تجويع أكثر من نصف شعب كامل، في أن تموت الطفولة بين ضلوع الجوع، وأن تُغتصب النساء وكأن العرض لا حرمة له؟
“إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت”، والإمارات صَنعت كل ما يُخجل، وما يندى له الجبين، وما تلعنه السماء قبل الأرض
يا محمد بن زايد،
“من حفر حفرةً لأخيه وقع فيها”، وإن طال الزمان
“الظلم سيفٌ قاطع، وسلطانه زائل”، فدعاء السودان يعلو فوق طائراتك، ودم الأبرياء يُسجّل عليك يوماً بعد يوم
“ليس كل من لبس العمامة شيخاً”، ولا كل من بنى مسجداً كان من أولياء الله، فكم من مفسدٍ تجمّل بالدين، وكم من خائنٍ لبس عباءة الأخوّة!
السودان اليوم لا يبكي ضعفاً، بل غضباً، والسوداني لا يصرخ استجداءً، بل دعاءً، “دعوة المظلوم لا تُرد”، ونحن ظلمنا، جُوّعنا، شُرّدنا، وذنب كل هذا في عنق من دفع، ودبّر، وصمت
اللهم لا تُبقِ لبن زايد قوة إلا قصمتها، ولا راية إلا مزّقتها، ولا مكرًا إلا جعلته يرتدّ عليه خاسئاً.
اللهم اجعل بأسه بينه وبين من والاهم، وخذه أخذ عزيز مقتدر، عاجلاً غير آجل
اللهم إن السودان بلد طيب، وأنت طيب لا يقبل الخبث، فطهّره من كل من خان وأجرم وظلم
بن زايد : سقيتنا نارا فاشرب من الكاس دمعنا …… فإن الظلم في الآخر يسقط من سكن القمما … إن الله لا يُنسى من ظلم، ولا يضيع دعاء المكلوم، وإن طال الأمد…”