الرأي والتحليل

موازنات.. الطيب المكابرابي يكتب: من الخرطوم سلام (3))

مدينة أم درمان هي الاكثر اكتظاظا بالسكان قبل الحرب وهي الاكثر اكتظاظا هذه الأيام وبخاصة في جزئها الشمالي حيث كل شئ متوفر وموجود..
خدمات مياه وكهرباء ونقل نفايات ومواصلات وأسواق وخلق كثير ..
كل المركبات السفررية تتحرك من ام درمان باتجاه بقاع السودان من محطات انطلاق ثلاثة اكبرها سوق حلايب تليها محطة بسوق صابرين وثالثة قريبة من جسر الحلفايا من الناحية الغربية…
هذا الوضع اجبرنا على أن نسلك في رحلة العودة طريق النيل الغربي وقد اخترنا السفر بالبصات وليتنا لم نفعل….
رحلة الذهاب بمانسميه الشريحة أو الحافلات الصغيرة ١٤ راكب استغرقت اربع ساعات ونصف الساعة فقط من الدامر حتى جسر الحلفايا بطريق التحدي فيما استغرقت رحلة العودة بالبصات وطريق النيل الغربي أكثر من ثلاثة عشر ساعة قضيناها كالسجناء…
بعض هذه البصات غير مهيئ اصلا للسفر الطويل وماعلى الطريق من عقبات وتعقيدات ينفر الناس من السفر فمابين نقطة تفتيش وأخرى نقطة تفتيش ينتظر البص في كل منها مايزيد عن نصف الساعة وبعضها ليست نقاط تفتيش وانما نقاط مرور سريع تتاخر فيها البصات لينزل منها كل مضيف متجها نحو سيارة المرور السريع المتوقفة على أحد جانبي الطريق ثم يعود ليذهب زميله وهكذا إلى أن تكتمل الدورة ويمضي الزمن بلا حساب ولا نعلم ماالذي يفعله هؤلاء في هذه النقاط برغم تحرك هذه البصات في طوف واحد وفي معيته رجال مرور من نقطة البداية وحتى الوصول ..
ثم إن سؤالا ينبغي طرحه هنا ..لماذا الاصرار على أن تسلك البصات طريق النيل الغربي وهو طريق اشبه بالطرق الزراعية وعلى جانبيه قرى كثيرة وأسواق تسده في بعض المناطق وبه الكثير من المطبات والحفر التي تخفف من السرعات حماية لمن هم على جانبي الطريق ؟؟؟
هل للجبايات والفوائد المادية يد في مثل هذا القرار ام أن لتواجد الشرطة في ام درمان أكثر من بحري تأثير على اتخاذ مثل هذا القرار؟؟
نعم للتفتيش والتفتيش الدقيق حماية للبلاد وللمواطن نفسه ولكن أن تحس بأن الرحلة طالت باكثر من زمنها بثلاثة أو أربعة مرات والاتحس بتفتيش دقيق لاتفتح فيه الحقائب من المحطة الأولى وحتى الوصول فذاك مايجعلك تفكر الف مرة في عدم استخدام البصات وسيلة في السفر الى اي مكان…
عند ما كان أحد الافراد المعنيين بتفتيش الأوراق الثبوتية يمارس عمله وقف عند أحد الركاب وقد كانت مستنداته داخل حقيبته ولم يبرزها كما فعل الناس..سأله هذا الرجل عن مستنداته فلم يتحدث معه وحين سأل مااذاكان اصما لايسمح أو لاينطق قال لا اريد أن اتحدث وهذا مزاجي ثم اخرج بطاقة بعد تلكؤ وقد استنتجنا أنه نظامي حين قال له هذا الذي يفتش تعامل معنا بالزوق سعادتك فكان رده لن افعل وحين طلب منه النزول رفض وقال من يريدني فليات الي هنا وبعدها هبط المفتش من البص ولم يعد ..
هذا نموذج وبعض اصناف قيادات لايجب أن تستمر في الخدمة ابدا..فمن لايحترم من هم أقل منه رتبة ولا يقدر مايقومون به من أعمال وأدوار وهو يتجول من بص إلى بص ينبغي أن تكون الجهة المسئولة عنه قد عرفته من خلال سني عمله ومن خلال التقارير فلا تسمح له بالتقدم ولا الترقي حتى لايعتلي رقاب الناس …
وكان الله في عون الجميع

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى