تقارير

دلقو… مِن مِقعدٍ يُرمَّم… تُبنى أُمم – مبادرةٌ لإسناد التعليم في زمن الحرب

تقرير: إسلام بكري محمود
في زمنٍ يُهدَم فيه كلُّ شيءٍ إلا الحلم، وتغيبُ الشمسُ عن الفصول لا عن العقول، أشرقت من دلقو مبادرةٌ تربويةٌ تُضاهي شمس الوطن، أطلقتها عقولٌ لا تعرف الركود، وسندتها سواعد لا تنتظر الردود.”*
*تحت راية التوجيهات الكريمة من المدير العام لجهاز المخابرات العامة ومساعده، وبعد زيارتهما الأخيرة للولاية الشمالية، انطلقت من محلية دلقو مبادرةٌ اجتماعيةٌ سامقة، حمل لواءها الرائد أمن زكريا عبدالله محمد نقد، مدير الجهاز، فصانوا ما يُقرّب التلميذ من الكتاب، ويُزيح عنه غبار الإهمال والنسيان.*
*”التعليم ليس مجرد مقعد، بل وطنٌ يُبنى حرفًا حرفًا.”*
*بدأت الخطوة الأولى بصيانة ١٠٠ كنبة بنسبة تغطية بلغت ١٠٠٪؜، استوعبت أكثر من ٤٠٠ تلميذ وتلميذة بنسبة ٤٠٪؜ من جملة طلاب المدارس المستهدفة. كما تم توفير ١٢ كرسيًا (بنسبة ١٢٪؜ من النقص الموجود)، و١٥ مروحةً بنسبة ٧٥٪؜ من الحاجة المُلحّة، توزعت بين مدرستي دلقو الأساسية بنين وسعدنكورتا المختلطة، ضمن وحدة دلقو الإدارية.*

IMG 20250411 WA0006
*ولم يتوقّف المد عند حدود المبادرة الأولى، بل تسارع الخُطى في هذا العام، فأُنجزت المرحلة الثانية بتأهيل ٥٠ مقعدًا إضافيًا، بنسبة نمو بلغت ٥٠٪؜ من الجهد الأول، شملت مدرستي دلقو المتوسطة للبنين والبنات، واكتملت النواقص بعربة الجهاز، وسُلمت الفصول للفرح، بعد أن طالها الغياب.*
*وجاء التلاحم الشعبي مدهشًا، حيث لبّى نداء المبادرة رجالٌ من سوق التعدين بالكيلو ٦٢٥، فكانوا جُند البناء:*
*١. محجوب مصطفى هارون (المنسق بحكومة إقليم دارفور)،*
*٢. الصادق التبري،*
*٣. بابكر عيسى مانيس،*
*٤. بلال عبدالقادر،*
*٥. الرشيد سنتر،*
*٦. محمد عبدالله،*
*٧. محمد حاج،*
*٨. وثلاثة آخرون فضّلوا البقاء خلف الستار، يعملون في صمتٍ، يُشبه ضوء القمر.*
*وقد حضر الاحتفال بهذه المبادرة المباركة: المدير التنفيذي، لجنة الأمن، المجالس التربوية، أولياء الأمور، والأهالي، في مشهدٍ تربويٍّ بهي، أعاد للمدرسة هيبتها، وللفصول روحها.*
*وفي كلمته، محمد فضل المولى رئيس المجلس التربوي،أحد القائمين على المبادرة، مؤكدًا أن دلقو ليست محلية، بل “سودانٌ مصغّر”، ووعد بمبادرة جديدة لبناء بنك دم بمستشفى دلقو، ليكتمل الإسناد تعليميًا وصحيًا.*
*”العيد لا يكون بثوبٍ جديد فقط، بل حين يلبس المقعد هيبته، ويجلس عليه تلميذٌ مشرق الجبين.”*

IMG 20250411 WA0005
*وتُوِّجَ الختام بكلمةٍ من المدير التنفيذي الاستاذ مدثر شرف الدين قائلاً:*
*”في زمنٍ بات فيه البناء عملًا نضاليًّا، والكرسي فعلًا وطنيًّا، نقف اليوم بفخرٍ واعتزاز، لنُبارك هذه المبادرة التربوية التي نهضت بسواعد أهل العطاء، من جهاز المخابرات العامة، والمعدنين بسوق ٦٢٥، ومن خلفهم مجتمعٌ يُؤمن أن التعليم هو الحصن الأول، والسلاح الأجمل.”*
*”هؤلاء المعدِّنون لم يقتصر دورهم على استخراج الذهب من باطن الأرض، بل أخرجوا من أعماقهم ذهبًا من نوعٍ آخر: ذهب القلوب والنفوس، فوقفوا مع القوات المسلحة، وها هم اليوم يقفون مع تلاميذ المدارس، بنفس الحماس، ونفس الإخلاص.”*

IMG 20250411 WA0003
*”وباسم المحلية، ونيابة عن طلابها ومعلميها، أتقدّم بالشكر الجزيل لكل من أسهم في هذا الإنجاز، وأُعلن عن دعمنا للمبادرة بتبرعٍ مالي يبلغ 2,000,000 جنيه، دعمًا لاستمرار هذا النهج، ومساهمةً في المرحلة القادمة التي تشمل مبادرة بنك الدم بمستشفى دلقو.”*
*”#في زمن الحرب… يُقاس العمر بما بُني، لا بما هُدِّم. ومَن يبني فصلًا، قد أسهم في بناء وطن.”*

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى