الحرب النفسية تُعد واحدة من أخطر الأدوات التي تستخدمها ابواق المليشيا في الصراع السوداني. هذه الحرب لا تعتمد فقط على القوة العسكرية، بل تُركز على التأثير على معنويات الشعب السوداني ، بهدف زعزعة الثقة وإضعاف الإرادة الوطنية. سوف نسلط الضوء على أساليب هذه الحرب النفسية وتأثيرها، مع التركيز على كيفية مواجهتها والتصدي لها.
تستخدم المليشيات وسائل الإعلام لنشر أخبار مضللة تُظهر قوتها المزعومة، بهدف بث الخوف في نفوس الشعب السوداني. أبواق المليشيات تطلق إشاعات هنا وهناك بغرض التخويف والتضليل، مثل الادعاء بامتلاك ألف أوألف وثلاثمائة عربة قتالية متجهة إلى مواقع معينة. هذه الأكاذيب والألاعيب تهدف إلى بث الرعب في نفوس المواطنين البسطاء.
تُحاول المليشيات نشر شائعات تُقلل من قدرة الجيش السوداني على حماية البلاد.حيث تُركز المليشيات على استغلال الأزمات الإنسانية الناتجة عن النزوح واللجوء، لتُظهر نفسها كطرف قوي يُمكنه السيطرة على الوضع.
تُؤدي هذه الحرب إلى تراجع الثقة بين الشعب والجيش، مما يُضعف الروح الوطنية ويُعزز الانقسامات الداخلية.تُحاول المليشيات من خلال هذه الحرب النفسية أن تُثني الشعب السوداني عن دعم الجيش الا ان الشعب واعي ووعي الدرس.الحرب النفسية تُساهم في خلق حالة من الفوضى والارتباك مما يُسهل على المليشيات تنفيذ أجندتها.
لابد من مواجهة الحرب النفسية وأن يلعب الإعلام الوطني دوراً محورياً في كشف الحقائق وتفنيد الأكاذيب التي تُروجها لها المليشيا وعلى المواطنين أن يكونوا واعين لهذه الأكاذيب، وألا ينساقوا خلف الإشاعات التي تُطلقها المليشيات على أجهزة الدولة أن تأخذ المعلومات مأخذ الجد، مع اتخاذ الحيطة والحذر المتلازمين، والتعامل مع هذه الإشاعات بكل جدية.علي كل حال استخدام الحرب النفسية المضادة بحكمة يُعد أحد أهم أساليب حماية المعنويات الشعبية وكشف المخططات المغرضة.
الشعب السوداني بحاجة إلى حملات توعية في كيفية ومواجهة الحرب النفسية وهذا يتطلب تعزيز الوحدة بين السودانيين، وتجنب الانقسامات التي تُضعف الصف الوطني.كما تتطلب استراتيجيةمضادة،مدروسةتعتمد على مبدأ الإشاعة والإشاعة المضادة، في سياق الصراع، يمكن أن يكون الرد السريع والدقيق على الأكاذيب بمعلومات موثوقة ومضادة، أحد أهم الأدوات لكسر تأثيرالشائعات المضللة.
السودان قادر على تجاوز هذه الحرب النفسية بفضل صمودشعبه ووحدته الوطنية حفظ الله السودان وشعبه.
