الرأي والتحليل

وهج الفكرة.. د . أنس الماحي يكتب: ( أبوظبي / البارود والذهب ).. أطماع لا تنام ودماء لا تجف

● تطل أطماع أبوظبي برأسها بوجه ناعم ، ويد ملوثة بالبارود والذهب فلا تُخطئ عين مراقب مدرك لتاريخ الأحداث أن دولة الإمارات العربية المتحدة باتت أحد أكبر المحرّضين والمستفيدين من النزيف السوداني المتواصل، لا من باب الإغاثة أو الاستقرار، بل من بوابة التوسع والنفوذ والسيطرة على الموانئ والثروات، عبر أذرع تموّل وتسلّح وتخطط في الظل.
●إن ما يدور في دارفور وكردفان اليوم من مجازر ترتكبها مليشيا الدم والنار والعار ، وما تشهده القرى من إحراق وتطهير قَبَلي ليس إلا وجهًا آخر لمشروع إقليمي دموي تُغذيه الإمارات من بعيد، بينما تتشدق بالسلام وتُرسل المساعدات بـ”علامة الهلال الأحمر”.
● فمن أين لمليشيا غير نظامية يقودها راعٍ سابق للإبل مثل محمد حمدان دقلو “حميدTي” هذا الزخم العسكري غير المسبوق؟ كيف تحوّلت عربات الدفع الرباعي إلى عربات قتال مزودة بأسلحة متطورة؟ من يخطط؟ من يمون؟ من يموّل؟! .. إنه السؤال الذي يفضح اللعبة برمّتها فالدعم اللوجيستي والأسلحة والتكتيكات الحديثة لا تتوفر لمجموعة خرجت من “دروب الإبل”، ما لم تكن قد وُضعت على خارطة أحد مشاريع الهيمنة الجديدة.
●حميدTي المولود في العام 1975 لم يكمل تعليمه لكنه وجد طريقه إلى المال عبر التجارة بين ليبيا ومالي وتشاد وبعد سنوات تحول إلى قائد مليشيا محلية متهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور في اعقاب تسليحه من قبل نظام البشير ، ثم إلى أحد رجال السلطة والنفوذ بعد سقوط النظام المذكور ثم تمرد علي الدولة وأصبح ذراعًا طويلة تُقاتل بها الإمارات في أفريقيا، دون أن تتحمل تكاليف الحرب السياسية أو الأخلاقية.
● في المقابل، يتصاعد نزيف الشعب السوداني الذي يُقتل أطفاله في قراهم وتُهدم منازله، وتُقطع طرقه ، بينما تُشحن كميات الذهب عبر قنوات غير رسمية إلى دبي حيث يتم تبييضه وبيعه في الأسواق العالمية دون أن يسأل أحد عن دمه المسفوح.
● الخرائط تتحدث عن نفسها وجود إماراتي في ميناء عصب الإريتري وقواعد في اليمن، وأطماع في ميناء بورتسودان ومنافسة شرسة مع تركيا وقطر على البحر الأحمر ولأجل ذلك ، لا مانع أن تشتعل دارفور، ويُقسم السودان، وتفنى القرى، ما دام مشروع “أمن الملاحة والسيطرة على الموانئ” يمضي إلى الأمام.
● لكن الأخطر من كل ذلك أن المشروع الإماراتي ليس مجرد دعم لمليشيا، بل هو استراتيجية متكاملة تسعي الي تفتيت البلاد ، إن ما يجري في السودان صراع دولي أبطاله الظاهرون أمثال حميدTي، أما المخرجون الحقيقيون فهم من يخططون في أبوظبي ويشترون بأموال النفط صمت العواصم الغربية وتواطؤ السماسرة الدوليين ، إنه مشروع يتستر بالإنسانية ويغلف نواياه برايات الإغاثة، لكنه في العمق مشروع لتقسيم البلاد، ونهب الثروات، وبسط النفوذ وتحويل الذهب إلى أوراق نقدية تغذي خزائن أبوظبي بينما تتحول دارفور إلى رماد.
● لقد حاولت الإمارات استخدام ادواتها الناعمة مثل “عبد الله حمدوك” وخالد سلك وجوقة العار من شلة قحط العميلة لإنقاذ المليشيات بعد الهزائم المتتالية عبر خطابٍ يخلط بين الدعوة للسلام وتلميع صورة قوات الدعم السريع ولكن فشل هذا الأمر فبن زايد يعتبر لاعباً رئيسياً في محاولة إعادة المليشيات إلى السلطة، عبر الضغط الدولي وتمويل مبادرات سياسية هشة، لكنها تتعثر بإستمرار أمام حقيقة أن الشعب لم يعد يقبل بشرعنة الدم ، بعدها إنطلق مشروع مخطط الحكومة الموازية.
● فهل يفيق الساسة المتشاكسون الي جوار رئيس الوزراء كامل ادريس من غفلتهم قبل أن تُمسخ خريطة السودان إلى دويلات تدار من خارج الحدود؟ وهل يدرك العالم أن دعم مليشيا على حساب شعب هو دعم للمجزرة لا للتنمية؟؟

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى