
المقر
فى مقر لجهاز الأمن بالخرطوم بحرى ، وحدة قبل نحو أربعين سنة لإدارة الأمن الخارجى ، لاصلة لها مباشرة بشأن الداخل إلا تنسيقا ، تخدم أمننا الخارجى وترصد كل الإختراقات ولم تسلم من عبث السياسة والسياسيين ، من منسوبيها منتدبا شقيقى الفريق شرطة ياسر البلال ، وبحكم العلاقة دخلتها مرة أو مرتين لظروف خاصة ، ومن وقتها استشعر أهمية وقيمة الأمن لما لمسته هناك من جدية وحرص على الأمن القومى بمفهومه الشامل ، و العناية بالأمن الخارجى ضرورة قصوى ، لانسحاب خيره وشره على الداخلى ، و الجهاز فى عهد مايو اكتسب صيطا وسمعة بالقوة والمنعة وكذا بالسيرة السيئة حيال الخصوم السياسيين ، ومصنف كأحد أقوى أذرع حكم مايو ، ولم ينجو من الإتهام بخدمة النظام ، وارتكاب مخالفات وخروقات فى حقوق المعارضين ، وبعد سقوط مايو بانتفاضة رجب أبريل ، سارع حكام ما بعد انتقال صارم ، وفى حقبة ديمقراطية الإمام ورئاسته لوزارتها ، بحل جهاز الأمن بشقيه الداخلى والخارجى ، وتسريح أفراده وايداع ضباطه رهن السجون والإعتقال التحفظى وبينهم شقيقى ياسر بلا ذنب جناه حتى إطلاق سراحهم تاليا ، ولما استشعر القائمون على الأمر لاحقا خطل حل الجهاز والتسريح ، أعادوا إستيعاب المنسوبين للجهاز و من مختلف وحداتهم الأخرى بينهم شقيقى ياسر للخدمة فى صفوف الشرطة حتى بلغ رتبة الفريق ، هكذا هى عقلية إدارة الدولة منذ لدن بعيد ، ولاحقا إعترف الإمام بقرار خطأ حل الجهاز عوضا عن المراجعة ، تداعيات بعض القرارات المتعجلة فى تاريخنا السياسى كارثية النتائج والحرب حنظلها ، وتستمر آثارها المضرة أمادا طويلة ، وقرار حل الجهاز بعد سقوط مايو من جنسها ، ثم تلته الإستجابة لجرجرة صناع القرار فى بداية فترة الإنتقال بعد الإطاحة بدولة الأنقاذ ، بحل هيئة العمليات بتدبير سياسي خبيث تبعته قرارات بقصقصة أجنحة الجهاز وتغيير مسماه لافراغه من محتواه الأصيل فى ظل ظروف معقدة ، مع شروع ذات المدبرين لتأسيس جهاز امن داخلى منفصل كنت ممن تصدوا لفكرته فى مهدها لإجهاضها بحسبانها إلتفاف سياسي ، وكالعادة لم تستفد ريما من قديمها لجديدها بانتاج ذات الأخطاء والسيناريوهات ، والتخبط فى إدارة الدولة المقعدة اليوم ، ولأن المصيبة بالمصيبة تذكر وكذلك ضر التعجل السياسى ، فقد تسببت قرارات التأميم فى سبعين القرن الماضى فى عزة فورة إنقلابيى مايو وسكرتهم ، فى التردى الإقتصادى المقترب من مداه ومنتهاه ، لكن يبقى قرار حل جهاز أمن نميرى وهو مسمى المنتوين انتقاصا لحله ، تهيئة للرأى العام للقبول ولإضعاف صورة الجهاز فى الذهنية الجمعية والنيل من سمعته ، ويضاهى سوءات هذا القرار وفشله وضره ، حل هيئة العمليات وتقليص صلاحيات الجهاز وعاءِ للمعلومات ، فى فورة الحماس السياسى المخلوط بالأجندات والأغراض ، وتأخرت بما يكفى و يؤذى ، خطوة قرارات إعادة هيئة العمليات وكامل الصلاحيات للجهاز بعد التجريد والتجريف المتنافى مع فكرة إنشاء الأجهزة الأمنية وضرورة وحتمية منحها حقوق القوى النظامية وفقا لقانون يمنحها كل عناصر وأسباب القوة وإظهارها ويثنيها كذلك من ارتكاب انتهاكات بعقوبات رادعة.
الدعاوى
وزعزعة الأجهزة الأمنية بقواتها المسلحة ، بدعاوى حق أريد بها أن تكون الحرب على ما هى عليه من أخطار محدقة كما الحاصل الآن ، وتتزايد لمواجهتها الأعباء على القوى العسكرية والنظامية والأمنية ، وتتسع دوائر الأضرار على الدولة والناس وتتفاقم مع إستمرار حرب تتشكل كل يوم بما ينذر بشر يتطلب تعاملا مختلفا ، وارتفاع نسق مخاطر الحرب الظاهرة والخافية ، يتطلب دعم ومساندة جهاز الأمن وسياساته وتحركات قياداته المعلنة ، الفريق أول مفضل مدير عام الجهاز جلست إليه غير مرة فى معية صحفيين وإعلاميين ، تستعركه أحمال مخاض انتقال عسير ، تشتد عثرته بالحرب واتخاذها وجوها متعددة أيها أخطر من الأخرى ، يقضى الرجل جل يومه بمقر الجهاز لمتابعات ملفات وقضايا تدور مع عقارب الساعة ، لم يتخلف الجهاز عن خوض المعارك دون تخل عن القيام بمهامه الحساسة وسط أنواء داخلية وتقلبات خارجية ، وحرب السودان الحالية تتحول لأمنية واستخبارية وقيادة الجهاز تعى ، وطبيعة عملها تستدعى انجازا للأدوار فى صمت ، والإعلان بحساب ومقدار ، جولات الفريق أول مفضل الحالية المعلنة خاصة بولاية الخرطوم ، وزياراته لرموز آثرت البقاء ، تؤشر لمرحلة مقبلة يدرك الجهاز تعقيداتها ويضع لها ما يناسبها من سياسات.
النشاط
وحفى بالإهتمام والإمتنان النشاط الفعال لقيادة وقوات الجهاز ، والإنبراء الفعال لوضع الخطط لتأمين العاصمة القومية ، وضخ الدماء الحارة فى أوردة وشرايين هيئة العمليات لإستعادة وتنشيط أدوارها المطلوبة بشدة لقدرتها على التعامل بخفة ورساقة ، بغية بسط ونشر هيبة الدولة وبث الثقة والطمآنينة فى النفوس بالمركز والولايات ، ويولى الجهاز إهتماما خاصا بقوته البشرية عماد نجاحه ومرتكزه للإستجابة لكل المطلوبات والطوارئ ، وقواته تشارك فى خوض غمار معارك الحرب وتقدم تضحيات جسام محل تقدير واحترام ، ويهتم الجهاز وقيادته بمنسوبيه من الجرحي ويعمل لكفالة أسر الشهداء وتأسيس جسم يعنى بشؤونهم وترتيب أوضاعهم . ولا تنسي قيادة الجهاز الأدوار الكبيرة المناط بها القيام فى المحافل الدولية ، لمساندة وزارة الخارجية لعكس الصور الحقيقة للحرب بطرائق ووسائل مختلفة حتى تبلغ الرأى العام العالمى ، باقامة الفعاليات ورعاية ملتقيات الجاليات السودانية بالخارج ، وتطمين الرعايا على الأوضاع بالداخل من بين الخطط والبرامج المعتزمة. وتمتد مسؤلية الجهاز لرصد التحركات الخارجية المناوئة والدول المساندة للمليشيا المتمردة. ويستقوى الجهاز لتنفيذ المطلوبات بالإستعانة بالمجتمع العريض ، تعزيزا للإستقرار فى المناطق والمسارح الجغرافية غير المتأثرة بالحرب ، و الادوار والمبادرات المجتمعية لعودة المواطنين للعاصمة وكافة المناطق التى عاشت وقائع الإنتشار السالب لعناصر المليشيا ، ويمتد إسهام الجهاز لتأهيل المرافق الخدمية والصحية والتعليمية . وقمة نشاط وذروته في تأمين الاقتصاد وتطوير عمليات مكافحة التهريب خاصة الذهب المورد الأهم . وتحقيق كل هذه الأهداف رهين بمساعدة جمعية لوأد بؤر التمرد وتفكيك خلاياه النائمة التى تجد أراضٍ خصيبة للتوالد والتكاثر ولكن هيهات وعين الجهاز ومفضل بالمرصاد.



