الرأي والتحليل

الصفر البارد.. جلال الدين محمد إبراهيم يكتب: رسالة إلى مجلس السيادة الرجاء إعفاء حكومة د. كامل إدريس

كلنا نعلم أن السودان يمر حالياً بظروف قاسية جداً وغير مسبوقة في تاريخنا، حيث تكالبت علينا الدول، خاصةً جيران السوء الذين فتحوا بلادهم لمعسكرات المرتزقة ونقلوا السلاح الأمريكي المرسل عبر الإمارات. فالسلاح لم يُصنع في إماراتي، بل هو سلاح أمريكي أو كندي أو فرنسي أو بريطاني أو أسترالي، والمسيرات صينية وغيرها. بمعنى أننا أمام حرب عالمية ضدنا بلا تفسير غير ذلك.
مع إضافة وجود أحزاب الخونة وخيانة البعض من الداخل، وفساد وسرقات تتم في مرافق الشعب، ولا توجد هيئة رقابة ومحاربة للفساد، ولم يهتم رئيس الوزراء بتأسيسها في الأصل! إذاً كيف نحارب فساد بعض أصحاب المناصب الدستورية إذا أفسد منهم أحد؟ وكيف نحاسب من يحول أموال البلاد للمصلحة الشخصية ونحن في حالة حرب، يفترض أن كل مليم يُوظف لصالح الحرب ولصالح القوات المسلحة في المقام الأول؟.
والشعب السوداني يمر بأصعب الظروف في المعيشة وشظف العيش والتهجير، وفي بلاد الشتات أصبح معظم الشعب في حالة اقتصادية أقرب إلى التسول (شحاتين، إلا من رحم ربي)، وكل ذلك فقط من أجل لقمة عيش أو جرعة دواء. ومع كل ما نعانيه، فإذا بالسيد رئيس الوزراء هو في وادٍ آخر بعيداً عن الشعب، ولم يتكرم علينا في الإعلام بأن يقدم خطط حكومته الربع سنوية! ولم يقدم في مؤتمر صحفي يشرح إنجازات حققها لصالح الشعب.!!
لقد مضى على حكومة الأمل أكثر من ( 6 أشهر) ، ولم تقدم ما ينفع الناس، ولم تقدم حتى لقاءً إعلامياً جامعاً توضح فيه ما تم إنجازه لصالح الشعب منذ توليه المنصب! فكل ما فعله هو سفريات للخارج، ثم زيارات محلية، ثم نطق بقرار واحد لصالح الشعب! وهو مجانية الجمارك لمن فقد عفش منزله، وحتى هذا القرار فليس له، بل يعود للدكتور جبريل وزير المالية في شهر فبراير عام 2025م قبل تعيين رئيس الوزراء.
طيب، أين الكهرباء؟ وأين الماء؟ وأين الصحة والتعليم في ولاية الخرطوم المنكوبة؟ وأين إصلاح الكباري والطرق؟ وأين الاعفاء الجمركي لمن فقد سياراته!! وأين، وأين، وأين ولن تسطيع ان تحصي الاخفاقات!! وكل المحصلة من كل ذلك لم تكن مقنعة للشعب.
في السابق – عندما استلم رئيس الوزراء (حمدوك) كان هو كذلك قادماً من الخارج ويحمل الجوازات الأجنبية التي تفتح له المطارات حتى لو لم يكن رئيساً للوزراء، وجاءنا بدماغ ونافوخ فارغ (أفرغ من فؤاد أم موسى)، ولا يعرف عن شوارع السودان شيئاً له قيمة! ولا يعرف عن حال الشعب ما يجعله يستطيع أن يقدم له ما يفيده! وكل التشوهات الفكرية وعدم المعرفة بحال البلاد والشعب انطبقت عليه، كان أجوف الفكر يفرح إذا قيل له (شكر جمبلوق) عفواً (حمدوك).
الآن، كأنما حكومة الدكتور كامل إدريس تطبق نفس النظرية (الحمدوكية) بعدم معرفتها بحقيقة ما يعانيه الشعب، وما يعانيه من فقد وقتل لأهلهم في الحرب، ومن قتل؛ حيث فقد الناس كل ما يملكون. وأصبح 80% تقريباً من سكان الخرطوم تحت خط الفقر، بينما وزير المعادن في حكومة كامل إدريس يجوب في موكب به أكثر من عشرين سيارة لاندكروزر فاخرة الموديل. لو حسبنا فقط قيمة الوقود لتلك الرحلة لكان كافياً لإعادة مستشفى مدمر إلى العمل، ولكن لمن نقرع الأجراس؟!
ورسالة إلى مجلس السيادة وإلى السيد الفريق أول البرهان، نطالب فيها بأن يتم إعفاء حكومة الامل (وتكوين حكومة حرب) ليس فيها إسراف مالي ولا مواكب تجوب بالوزراء الشوارع في تباهٍ، وتكون من رجال لم يسبق لهم أن حملوا جنسية دول أخرى، حتى يكونوا ممن يعلم ما هي مصائب الشعب وما هي أوجاع الشعب وما هي مطالب الشعب؛ كما لا يخفى عليكم ان الغضب العام من الشعب حاليا غير راضين عن حكومة الامل. فقط تابعوا عموم كتاب الاعلام لتعرفوا حقيقة ذلك.
الا هل بلغت؛ اللهم فاشهد
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض امري إلى الله ان الله بصير بالعباد.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى