
في ظل التحديات التي تواجه السودان، تظهر حروب جديدة لا تعتمد على الأسلحة التقليدية، بل على التلاعب النفسي والإلهاء عن القضايا الأساسية. في هذا السياق، تُستخدم وسائل الإعلام والترفيه لتوجيه الانتباه بعيدًا عن المواضيع الجادة والهامة.
في لحظة كانت فيها البلاد تنزف، لجأت أبوظبي إلى إنتاج بودكاست ترويجي مع المطربة نانسي عجاج. هذا النوع من الأنشطة يُعتبر جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تلميع الصورة وتصدير رسائل مخادعة عن الفن والثقافة.
تطرق البودكاست إلى مواضيع أسرية، وهو ما أثار الكثير من الجدل حول مدى ملاءمة هذه المواضيع للحياء العام. يبدو أن الهدف من هذه الخطوة هو تشتيت الانتباه عن القضايا الحقيقية التي تهم الناس.
يمكن أن يكون لهذه الاستراتيجية تأثيرات سلبية على وعي الناس وتصوراتهم عن الواقع. عندما يتم توجيه الانتباه بعيدًا عن القضايا الجادة، يصبح من الصعب على الناس فهم ما يحدث حقًا في العالم من حولهم.
يجب أن نكون واعين لهذه الاستراتيجيات وأن نعمل على نشر الوعي والحقائق. من خلال فهم كيفية استخدام وسائل الإعلام والترفيه في تشكيل الرأي العام، يمكننا أن نكون أكثر قدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مُصطنع .
للأسف، يبدو أننا كشعب سوداني نميل إلى الانجذاب نحو الأشياء التافهة، ونعطيها أكثر من حقها. هذا يظهر جليًا في ردة فعلنا على بعض القضايا التي لا تستحق كل هذا
في قضية بودكاست نانسي عجاج، يبدو أننا كمجتمع نعطي أهمية كبيرة لفنانة في وقت تحتاج فيه البلاد إلى نقاشات جادة حول القضايا الأساسية. نانسي عجاج مغنية ناجحة، ولكنها ليست سياسية مؤثرة في المجتمع.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا كل هذا الصخب الإعلامي حول نانسي عجاج؟ هل هي قضية تستحق كل هذا الاهتمام؟ أم أن هناك أسباب أخرى وراء هذا الاهتمام المبالغ فيه؟.



