تعتبر الموارد البشرية من أهم الإدارات في أي مؤسسة وتُعد العمود الفقري لأي مؤسسة ناجحة ، فهي لا تقتصر فقط على إدارة العاملين، بل تتجاوز ذلك إلى تطويرهم، وتحفيزهم، واستقطاب الكفاءات، ووضع الخطط الاستراتيجية لخلق بيئة عمل منتجة.
إن الإنسان هو العنصر الأهم في تحقيق أهداف المؤسسة، لذلك فإن العناية بالموارد البشرية تعد استثمارًا ذكيًا وطويل الأمد وتأتي أهمية الموارد البشرية في المؤسسات لاستقطاب الكفاءات وتعمل على جذب أفضل العناصر البشرية من خلال عمليات التوظيف المدروسة واختيار المرشحين الذين يمتلكون المهارات والخبرات المناسبة لاحتياجات المؤسسة وكذلك تدريب وتطوير الموظفين الأمر الذي ينمي قدراتهم ومهاراتهم بشكل مستمر لرفع الكفاءة والمواكبة ، ومن الأشياء المهمة التي تحفز الموظفين ليعملوا بإخلاص وتفانٍ كبير هي التحفيز المادي والمعنوي الذي تلعب الموارد البشرية فيه دورًا مهمًا من خلال تصميم أنظمة تحفيزية عادلة تشمل المكافآت والترقيات وتقدير الأداء ، وأيضًا تعمل على تحقيق بيئة عمل صحية ومناسبة و تسعى إلى خلق ثقافة تنظيمية بين العاملين في المؤسسة من خلال البرامج والأهداف الموضوعة .
إن مبدأ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب من أهم المبادئ التي تسعى الموارد البشرية إلى تحقيقها ويُقصد بذلك : توظيف أو نقل الموظف إلى وظيفة تتناسب مع مؤهلاته، خبراته، واهتماماته ، ضمان التوافق بين مهارات الفرد ومتطلبات الوظيفة ، تجنب وضع موظفين في مهام لا تتناسب مع قدراتهم، مما يسبب الإحباط وضعف الأداء .
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا المبدأ مهم؟
والإجابة عليه تتمثل في: زيادة الإنتاجية أي عندما يعمل الشخص في مجال يتقنه، يكون أكثر كفاءة وأداءً وكذلك الرضا الوظيفي فالموظف المناسب يشعر بالرضا عندما يجد نفسه في مكان يقدّر قدراته ، وكذلك الحد من الدوران الوظيفي أي تقليل نسب ترك العمل لأن الموظفين يجدون بيئة مناسبة لهم وكل هذه الأشياء تعمل على تحقيق أهداف المؤسسة فالطبيعي أن الأداء الفردي الجيد ينعكس بشكل مباشر على نتائج المؤسسة.
كلمة أخيرة…
لابد أن يتم اختيار موظفو إدارة الموارد البشرية بعناية فائقة بدون محاباة ومجاملات وعن طريق مجال دراستهم فلا يمكن أن تكون دارسًا جغرافيا أو تاريخ أو لغات وتعمل في الموارد البشرية فمن الأهمية أن يتحلى موظفو هذه الإدارة بصفات وشروط معينة منها على سبيل المثال احترام الٱخرين و الصبر والمعرفة الجيدة بطبيعة عملهم والمرونة ، لأنها ليست وظيفة إدارية وحسب بل هي شريك استراتيجي في نجاح المؤسسات . يمثل تطبيق مبدأ “وضع الشخص المناسب في المكان المناسب” ركيزة أساسية لنجاح أي عمل ، لأنه يضمن استثمار الطاقات البشرية بشكل فعّال ومتوازن لأن المؤسسات التي تدرك قيمة العنصر البشري، وتستثمر فيه بالشكل الصحيح، هي الأقدر على التميز والاستمرارية .
