
عبد المطلب محمد نور: وعي المواطنين ساهم في تجاوز التحديات وإنجاح حملة الحمى الألمانية
التحصين الموسع بالجزيرة: الإعلام لعب دورا محوريا في توعية المجتمع وتوسيع الاستجابة للحملة
نجاح غير مسبوق لحملة الحمى الألمانية بالجزيرة بفضل دعم المجتمع وتكاتف الجهود الرسمية والشعبية
قيادات التحصين: فرقنا الجوالة واجهت تحدياتٍ ميدانية صعبة.. لكن الإصرار والتعاون المجتمعي أحدثا الفارق
حوار: هشام أحمد المصطفى “أبو هيام “
تصوير: إبراهيم مدثر ـ عبد الباقي الأمين
مقدمة الحوار:ـ
في هذا الجزء الثالث والأخير من حوارنا مع قيادات إدارة برنامج التحصين الموسع بولاية الجزيرة، نستعرض مجريات حملة تطعيم الحصبة والحمى الألمانية، التي شهدت تجاوبا مجتمعيا كبيرا ومعدلات تغطية مشجعة، مما يعكس ارتفاع مستوى الوعي الصحي لدى المواطنين، وثقتهم المتزايدة في برامج التحصين.
يشاركنا الحديث كل من الأستاذ عبد المطلب محمد نور، مدير إدارة التحصين الموسع بالولاية، والأستاذ الرشيد محمد سيد أحمد الخبير الوطني للتحصين الاتحادي، حيث نناقش معهما مدى نجاح الحملة على مستوى المحليات، والجهود المبذولة لتجاوز التحديات الميدانية التي واجهت الفرق الجوالة، خاصة تلك المتعلقة بصعوبة الوصول، ونقص الدعم الفني والمادي اللازم لتأمين سير الحملة وفق الخطط الموضوعة.
كما نسلط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في نشر التوعية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول اللقاحات، بما يعزز من استجابة المجتمع ويسهم في بناء شراكة حقيقية بين المؤسسات الصحية والمجتمعية.
يأتي هذا الحوار لعكس التزام الجهات الصحية بمواصلة العمل رغم التحديات، والسعي الدؤوب نحو تحقيق التغطية الشاملة، وضمان صحة الأطفال كأولوية قصوى.. فالى مضابط الحوار:ـ
ما هي الطرق التي تتم بها عملية التدريب؟
جميع عمليات التدريب التي تتم هي ليست عمليات نظرية في القطاعات فقط بل هناك تدريبا علميا في الميزان و قاعات المحاضرات حتى نطمئن من الوصول لتحقيق الجودة، والقدرات والكفاءة التي تدار بها الحملات خاصة في مسألة التطعيم الروتيني نحن الآن قمنا بتنفيذ العديد من الدورات التشطيبية للمتعاونين الذين يقومون بالتطعيم الروتيني وكل عام بالتأكيد مع الضغوط الحاصلة قد يكون معظم الناس فقدوا بعض الأشياء.
السيد/ الرشيد ما هي طرق تعامل الفرق الجوالة مع أوائل الأسر التي تنوي تطعيم أطفالها؟؟؟وما هو الدور التثقيفي المفترض أن تلعبه الإدارة في اقناع الأسر بأهمية التطعيم بالنسبة لأطفالهم؟
حقيقة هذه من الأشياء التي نوليها اهتماما كبيرا جدا وفي كل إدارة من إدارات التحصين على مستوى ولايات السودان المختلفة لدينا قسما خاصا بتعزيز الصحة، وهذا القسم يحتوي على برامج كبيرة جدا منها كيفية التواصل مع المجتمع وإيصال المعلومة الأساسية للأمهات والناس عبر الوسائط الإعلامية المختلفة، أيضا لدينا تواصل كبير جدا مع المجتمع، والبرنامج كما هو معلوم لديه شراكات قوية جدا وصلات قوية مع المجتمعات ولدينا في كل محلية احصاء لكافة القيادات التي لها تأثيرا وهؤلاء لديهم مساهمات كبيرة جدا في كيفية توصيل الرسالة المطلوبة وبالتالي هؤلاء القيادات يقومون بتوعية قطاع المجتمع والآباء والأمهات لكي نحفظ زيادة الطلب على خدمات التحصين.
إذا ماذا عن قبول المواطنين والمجتمعات للتطعيم؟
في ولاية الجزيرة بحمد الله تعالى المواطنين لديهم قبول عالي لكل خدمات التحصين وأمس الأول دشنا الحملة في محلية الكاملين وفي بعض المراكز أضطررنا أن نأتي بأتيام تطعيم إضافية حتى يتمكنوا من تقديم الخدمات للعدد الكبير جدا والكم الهائل الموجود، ونحن شاكرين المجتمع على اهتمامهم بخدمات التحصين وقبولهم وبالتالي قلت العديد من الأمراض التي كانت موجودة، وفي بداية العام 1980م وحتى بداية 1990م كنا نلاحظ أن هناك عنابرا مخصصة للحصبة وبعض الأمراض بحمد الله تعالى وفضل إدارة التحصين كل هذه العنابر والأمراض تلاشت، وهناك أيضا بعض الأمراض اختفت تماما منذ عشرات السنين كل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل خدمات التحصين.
وهل لديكم تعاونا أسريا أو مجتمعيا لإنجاح التحصين الموسع وتنفيذ الحملات المقترحة؟
درجنا على أن نتعامل مع كافة الأسر والمواطنين بشفافية عالية جدا من خلالها نوضح أهمية اللقاح ونحث الناس للاقبال عليه وقد يكون ذلك في ولاية الجزيرة ليس هناك أي مشكلة في الأسر في الجوانب المتعلقة بالتحصين وكما ذكر الأخ المدير في كل عام تقام حملات التحصين الروتينية وهناك قبولا عليها يفوق 95% وكل الحملات يتم تنفيذها بنسبة 100% والفضل والحمد لله رب العالمين ومن هنا لا بد من الاشادة بمواطني ولاية الجزيرة وقبولهم لخدمات التحصين سواء كانت خدمات روتينية أو خلافها من الحملات.
هل هنالك فترة زمنية محددة لنهاية هذه الحملة وهل لديكم احصاء بأعداد المستهدفين بهذه الحملة؟
الحملة بدأت يوم 22/9 وستستمر ستة أيام ونحن في هذه الحملة بالمحليات الأربع مستهدفين مليون ومائة ثمانية وثلاثون ألف، وهذا عدد كبير جدا وأعددنا خطة محكمة تماما لتنفيذ هذه الحملة بنسبة 100% خلال هذه الأيام، وآخر احصاء سكاني قبل عشرة أعوام لكن أقرب أرقام وجهة لديها أعداد سكانية خلال تنفيذ الأنشطة في المجتمعات نحن دوما ما نستعين بها ونحن قمنا بتنفيذ حملات كثيرة خلال الأعوام السابقة وتمكنا من الوصول للأطفال دون الخمسة سنوات و وصلنا للأطفال الرضع، وهذه الاحصائية صراحة ليس هناك احصاء سكاني أقيم قريبا لكنها تعد أدق وأفضل احصائية بالنسبة للمستهدفين وهي عند برنامج التحصين الموسع وبالتالي أصبحت مرجعية لوزارة الصحة والكثير من المؤسسات تأخذ هذه الاحصائية من برنامج التحصين الموسع.
ما هي التحديات التي تواجه التحصين الموسع في هذه الحملة على وجه الخصوص؟
صراحة نحن خططنا لهذه الحملة ومنذ البداية كان اجتماع اللجنة العليا وضعنا كل التحديات أمامنا تماما، وواحدة من ضمن هذه التحديات فصل الخريف ونحن نقوم بتنفيذ حملة في ظل ظروف الخريف هذه الأشياء وضعت أمامنا تماما، أيضا من التحديات مسألة انقطاع التيار الكهربائي عن الولاية ومن خلال ذلك تمكنا من توفير الثلج لجميع الأتيام الجوالة والثابتة حتى يتمكنوا من تنفيذ هذه الحملة، أيضا من التحدي تم تنفيذ هذه الحملة في ظل ظروف إغلاق المدارس والمستهدف بهذه الحملة من عمر تسعة أشهر حتى خمسة عشر عاما وإذا لاحظتم أغلبهم في المدارس، وعندما قمنا بتنفيذ المرحلة الثانية كانت في محليتي أم القرى وجنوب الجزيرة كانت المدارس تعمل وكان هناك تعاونا كبيرا جدا من الإخوة في التعليم للوصول للمستهدفات الجاهزة، لكن نحن جئنا في هذه المرحلة وكل المستهدفين في المدارس الآن مغلقة وهذا يعد تحدٍ كبير جدا.
هل لديكم تواصل مع مدراء التعليم والمعلمين بغرض جمع الطلاب في ساحات المدارس من أجل التطعيم؟
نحن تواصلنا مع الإخوة مدراء التعليم على أساس أن يأتي الطلاب في الفترة الصباحية بغرض التطعيم، لكن صراحة من خلال الإشراف كما ذكر لكم الأستاذ الرشيد نحن لم نواجه بضعف في الاقبال وبالعكس محليتي الحصا حيصا والكاملين وعندما ذكرنا بعض الفرق ووجدنا هناك اقبالا كبيرا اضطررنا أن نأتي بفرقا أخرى لمواصلة عملية التطعيم، من كل المحليات، أنا والله صراحة عاوز أقول مفتاح النجاح في برنامج التحصين الموسع هو بناء شراكات قوية جدا مع المجتمع والإخوة في أجهزة الإعلام وأنتم الآن اهتمامكم بأمر البرنامج بغرض تغطية البرامج سواء كان على مستوى التحصين أو الحملات هذا يعد دليل على الشراكات القوية جدا مع اخواننا في أجهزة الإعلام، أيضا الإخوة في مكتب العقيدة والدعوة هم أعضاء معنا في اللجنة العليا على مستوى الولاية والمحليات وهم دوما حضورا معنا ولديهم دور مهم جدا عبر المنابر والمساجد لإنجاح هذه الحملات، أيضا لدينا شراكات مع الإخوة في جمعية الهلال الأحمر وهم دوما حضور معنا من خلال كوادرهم المنتشرة بصورة كبيرة جدا داخل المحليات ومن هنا لا بد أن نوصل صوت شكرنا لجمعية الهلال الأحمر على دعمها لنا بعدد إثنين من وسائل الحركة بغرض استقلالها للعمل في هذه الحملة، وهذا يدل صراحة على الشراكات القوية مع برامج التحصين الموسع حيث أنه لا يكون مغلقا على مسؤولي الإدارة بل عمل على بناء شراكات قوية كما ذكرت لكم مما مكنته من أخذ قوته والخبرة.
السيد/ الرشيد دعنا أن نختم برسالتكم للمستفيدين من الخدمات؟
أنا أؤكد باسم وزارة الصحة الاتحادية وباسم المنظمات الداعمة سواء كانت الصحة العالمية واليونسيف والتحالف الدولي للقاحات والتطعيم هؤلاء ظلوا يقومون بتأمين اللقاحات بصورة فعالة للغاية ولهم اسهامها بصورة كبيرة جدا في خفض معدلات الإصابة بأمراض الطفولة المختلفة، ونحن أيضا مستمرين كما ذكرت في إدخال لقاحات جديدة حتى نتمكن من وقاية كل الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتحصين والآن الاستعدادات تجرى لتطعيم الملاريا للأطفال دون الخامسة.
ختاما السيد عبد المطلب ما هي رسالتكم لمجتمع الولاية؟
الشكر لكم الإخوة في قناة المسار الرقمية على هذه الاستضافة الطيبة، ونحن صراحة عبركم نحي مواطني ولاية الجزيرة لدورهم وتفاعلهم الكبير مع برامج التحصين الموسع ولا أذيع سرا إذا تأخرت خدماتنا ظل الناس يتابعون ويتصلون بنا لمعرفة وصول الخدمات فلذلك نحن نحي مواطن الولاية وكل شركاؤنا في البرامج، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعننا جميعا في تنفيذ وإنجاح هذه الحملة ومواصلة التطعيم الروتيني بالولاية رغم الظروف المعلومة، وشكرا لكم.