قيادات ديوان الأوقاف الإسلامية بولاية الجزيرة في حوار شامل مع صحيفة المسار نيوز وقناة المسار الرقمية (الجزء الأخير)

الديوان رغم الدمار الممنهج إلا أنه يقوم بأدوار متعاظمة في إدارة الوقف وجدت الاشادة والتقدير من المسؤولين والمجتمع
تاج الدين محمد صالح مدير الديوان بمحلية مدني الكبرى: هناك العديد من العقارات الوقفية التي تدار عبر الأوقاف تسهم في ترسيخ التنمية الاجتماعية من خلال ريعها الذي يوزع للخدمات والتنمية
محلية ود مدني الكبرى بها العديد من المؤسسات الوقفية التي خصصت لمعالجة قضايا التعليم والصحة وبعض الخدمات

حوار: هشام أحمد المصطفى “أبو هيام “
تصوير: إبراهيم مدثر ـ عبد الباقي الأمين ـ عباس الشيخ

مقدمة الحوار:ـ
في ختام هذا اللقاء، نثمن عاليا الدور المتعاظم الذي تقوم به الأوقاف الإسلامية بولاية الجزيرة في دعم مسيرة التنمية الاجتماعية، من خلال مبادرتها الرائدة في رعاية الطلاب، وكفالة الأيتام، وتمويل المشروعات الخدمية والتعليمية.
وأصبحت الأوقاف ركيزة أساسية في تحقيق التكافل وتعزيز روح المسؤولية المجتمعية، بما يسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكا وعدالة.

كما نشيد بالجهود الملموسة التي يبذلها ديوان الأوقاف لنشر ثقافة الوقف وسط المجتمع، عبر التوعية المستمرة، وتشجيع أفراد المجتمع على العطاء الوقفي المستدام.
إن هذه الجهود المباركة تجسد القيم الإسلامية الأصيلة، وترسيخ مفهوم الوقف كأداة فاعلة للتنمية، وليست مجرد صدقة عابرة.
خالص الشكر والتقدير لقيادات ديوان الأوقاف، وكل من أسهم في دفع هذه المسيرة المباركة، سائلين الله أن يبارك في الجهود ويجعلها في ميزان الحسنات.. فالى مضابط الحوار:ـ

السيد المدير العام مرحبا بكم في هذه الحلقة الأخيرة من حوارنا معكم حول الديوان والمجهودات المتعاظمة التي ظلت تبذل من أجل الارتقاء بالعملية الوقفية داخل ولاية الجزيرة نود أن نواصل الحوار ونتعرف على ما هي الرسالة السامية والغايات التي يسعى الديوان لتحقيقها؟
مرحبا بكم الإخوة في صحيفة المسار نيوز وقناة المسار مجددا، في الحقيقة نحن في ديوان الأوقاف الإسلامية بولاية الجزيرة، كما تعلمون أن للديوان رسالة تتعلق بتنمية الأوقاف وتفعيلها وتنفيذ كل شروط الواقفين، والواقفين من خلال شهادتهم الشرعية وكل من أوقف في هذه الولاية تمتد عملية وقفه لأكثر من خمسون عاما وهم يعرفون متطلبات المجتمع وهموم المجتمع وأوقفوا أوقافا متنوعة ومتعددة وأوقافا نوعية، ومنهم من أوقف لطلاب العلم ومنهم من أوقف للمدارس والصحة والمستشفيات والمراكز الصحية ومنهم من أوقف لذريته وفي هذا المجال نشكر الشيخ أبو زيد أحمد العوض الذي أوقف للمجال الصحي والتعليمي إضافة إلى أنه أوقف لذريته وقفا نوعيا.

حدثنا عن أهمية هذا الوقف المتعلق بالذرية؟
وقف الذرية في حقيقة الأمر يتمثل في الذرية الضعيفة والشيخ أبو زيد أوقف لبناته أوقافا عقارية نسبة لضعف المرأة وعدم مقدرتها على متابعة ما ترك لها من أموال وأوقف منازلا ودكاكين يعود ريع هذه الدكاكين والمنازل بصورة شهرية لبناته لتخوفه من ظلمهن في الميراث، وكثيرا ما نسمع أن البنات ظلمن في الميراث والشيخ أبو زيد فطن لهذه المسألة وأوقف ما تركه ليكون إرثا جعله وقفا حتى يطمئن أن هذه البنت وما تنتجه من ذرية يكون وقفا أبديا مستمرا شهريا فالآن يأتي هؤلاء البنات شهريا ويأخذن ما أوقف لهن من منازل وعقارات شهرية وسنوية.
إذا هل هناك علاقات أو تنسيقا ما بينكم وديوان الزكاة في الولاية خاصة فيما يتعلق بحاجة المجتمع؟
نحن في ديوان الأوقاف الإسلامية بالولاية لدينا بندا ومفهوم يخصص له مبلغ معين يصرف على الفقراء والمساكين وبصورة شهرية، أيضا قمنا بعمل نوعي وهو وقف كفالة الأيتام والديوان بحمد الله تعالى يملك مبانٍ بكاملها خصصها كوقفا للأيتام وكفالتهم وهناك ضوابطا وقوانين تضبط هذا المصرف بمعنى أن اليتيم في عمر محدد بعيد من الكفالة ويأتي بيتيم آخر والآن نحن نكفل عدد كبير جدا من الأيتام، ونحن كما ذكرت لكم جئنا من الحرب وجدنا كل المستندات حرقت ودمرت تماما لكن بفضل الله وعونه وجهنا كافة مدراء الأوقاف في المحليات بغرض حصر الأيتام حتى نتمكن من الوصول لكل الذين كانوا يتقاضون اعانة شهرية من الأيتام وأيضا طلاب العلم الفقراء ونحن لدينا لهم اعانة شهرية تقدم لهم منذ أن تم تأسيس الأوقاف، هذه الاعانة تقدم لكافة الفقراء والمساكين والأيتام وطلاب العلم إضافة إلى دور الأوقاف في رعاية دور العبادة.

إذا السيد المدير العام ما هي نوعية الرعاية والاعانة التي ظلت تقدم من الأوقاف لدور العبادة؟
نحن نقوم بفضل الله تعالى بدعم كافة المؤسسات التي تعمل في جوانب العبادة بالولاية، إضافة إلى دعمنا ورعايتنا للإخوة الأئمة والمؤذنين والدعاة أيضا هؤلاء لديهم اعانات مقدمة من الأوقاف وتصرف لهم شهريا.
الأستاذ/ تاج الدين الجميع يشهد بدوركم في ترسيخ دعائم التنمية الوقفية وتمكنتم من ايصال رسالة الأوقاف وثقافتها وسط المجتمع بقدر ما هو متاح لكم حتى أصبح مفهوم الوقف للناس واضحا، هنا نود أن نسأل عن كيفية إدارة الأوقاف بمحلية ود مدني الكبرى خاصة في ظل الوضع الراهن؟
شكرا جزيلا، كما هو معلوم أن الأوقاف في ولاية الجزيرة تعتبر أكبر وقف في السودان هو المدنيين وهو وقف الشيخ محمد مدني السني مؤسس مدينة ود مدني، هذا الوقف في حقيقة الأمر كبيرا ومترامي الأطراف تم وقفه منذ فترة طويلة والحمد لله تعالى عندما جئنا لم يكن لهذا الوقف ريع يذكر وبفضل الله تعالى وبمجهودات ناظر الوقف المرحوم محمد عبد الله محمد الأمين له الرحمة والآن الشيخ أحمد عاد للوقف نشاطه.
الآن هناك تنسيقا تاما من الأوقاف وناظر الوقف بعد أن تم التعدي عليه في فترات سابقة من قبل الدولة نحن الآن بحمد الله تعالى بذلنا مجهودا كبيرا مع حكومة ولاية الجزيرة ونجحنا في استرداد بعض الأوقاف التي تم التعدي عليها ونزعها من قبل الحكومة والآن توجد خمس عمارات في داخل سوق مدينة ود مدني وهي أوقاف مدنيين تم استردادها للأوقاف ونشكر في ذلك حكومة ولاية الجزيرة التي تسعى معنا سعيا حثيثا متمثلة في الولاة السابقين حتى الوالي الحالي الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير ونحن شاكرين له دوره وتفاعله مع قضايا الأوقاف واسهم كافة الولاة في ايجاد الحلول لكثير من المشكلات ومن هنا لا بد أن نشكرهم الشكر الجزيل.
وماذا عن تنفيذ شرط الوقف؟
الحمد لله رب العالمين ظلت الأوقاف حسب شرط الواقف كمثال وقف المدنيين للذرية ولإدارة الخلاوى ويشمل كذلك المسجد العتيق داخل مدينة ود مدني الكبرى كل هذه المؤسسات كما ذكر السيد المدير العام هي تحت رعاية تامة من قبل ديوان الأوقاف الإسلامية.
حدثنا السيد تاج الدين عن دور الأوقاف في دعم المؤسسات التعليمية والصحية والدينية والاهتمام بالأئمة؟
شكرا جزيلا على هذا السؤال الهام والمهم وهو لفتة بارعة، عبركم نلفت انتباه كل المجتمع ونقول لهم الأئمة والمؤذنين هم أضعف الناس والشرائح ويقدم لهم دعما من الأوقاف الإسلامية يتمثل في اعانات وليس رواتبا ثابتة وللمساهمة الأوقاف قامت بتنفيذ شرط الواقف للمدارس التي لها أوقافا بدفع الاعاناتا ولا أبالغ إذا قلت بعض المؤذنين والأئمه في الأوقاف مرتباتهم أعلى من مرتابت الموظفين كل ذلك تم من خلال المجهوات التي بذلت في جوانب تطوير الوقف وتنويعه والانتشار من خلاله واستثماره بالطرق المعروفة حتى تعود بالخير والبركة على الواقفين وعلى الأوقاف نفسها.

السيد/ المدير العام نود أن نتعرف على حجم الأوقاف السلطانية وهل السلطان داخل ود مدني لديه أوقافا وتمت الاستفادة منها؟
كما هو معلوم أن السلطان هو رأس الرمح في أي عمل ولو لا السلطان كما قال الأخ تاج الدين نحن أوقاف المدنيين تم تعميمها في بداية العام 1980م ونزعت كأراضٍ سكنية وخطة سكنية وبفضل الله تعالى ومجهودات الحكومة الاتحادية والحكومة الولائية تم استعادة كل هذه الأراضي لم تكن استعادة للأرض بعينها بل ما يوازيها وكان هناك تعويضا وتم تقييم كل هذه الأراضي التي تم الاعتداء عليها بمبالغ محددة وتم التعويض من قبل السلطان في أفضل المواقع بمدني اليوم مربع خمسون يعتبر الموقع الأفضل والمميز في مدني ويقول الله تعالى: (إنَّ الله ليَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن) ولولا السلطان لما تمكنا من ذلك.

كلمة أخيرة نختم بها هذه السلسلة الحوارية ماذا أنت قائل السيد/ موسى حجر؟
أولا نشكر الإخوة في قناة المسار الرقمية وصحيفة المسار نيوز على زيارتهم وتكبدهم المشاق وملاحقتهم لنا لعكس دور الديوان، ونشكر لكم صبركم علينا وأنا في الحقيقة لم أكن أعتقد أن القناة والصحيفة بهذا الحجم والقيمة، جزاكم الله خيرا ونسأل الله أن يوفقكم وأن يجعلكم ذخرا، ونتمنى للسودان الأمن والأمان والرخاء، والشكر الأخص للأخ هشام أحمد المصطفى “أبو هيام” وللتيم العامل معه.