الرأي والتحليل

كر البلقاء.. ممدوح حسن عبد الرحيم يكتب: الأمان الاجتماعي

خرج أهل المدينة يستبشرون برسول الله صلى الله عليه وسلم، فصمت التأريخ البشري عن الكلام وجفت الصحف ورفعت الأقلام فماذا يقول هذا النبي وهو يؤسس لدولته ويضع أول دستور لرعيته ومنهاجا لدعوته فلنعش مع جماله وروعته اتقانه وحكمته.
عندما تعطل الكلام وكأن على الرؤوس الطير والحمام انطلق اللسان الشريف بالبيان (يأيها الناس أفشوا السلام)
هذا هو الإجمال وإليكم التفاصيل من القرآن إن كنا نريد الأمن والأمان.
يعلمنا القرآن الكريم كيف يكون الأمان الاجتماعي حتى يعيش الناس في سلام وتصان الحرمات ويحترم الإنسان.
يبدأ الأمان بمعرفة أخطر سرطان وأعمق سريان الذي يجري مجري الدم في الشريان.
إنه اللسان وخاصة إذا ألحق بمكبرات صوت ترخي له العنان فيعلمنا القرآن (واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)، فلماذا هذا الصفير وتعكير الأثير فلماذا نترك شقشقة العصافير ونفضل صوت الحمير (لا ترفعوا أصواتكم) فإن الأصوات العالية توتر الشعور وتستدعي الشيطان على الفور فينزع بيننا ويختلط القول ولا ندري ما نقول.
اسمع نغمة أي إنسان تعرف شخصيته مهما حاول أن يخفى خيبته فكل إنسان مخبوء تحت لسانه ومقيد بلهجته
فإن كان محدثك رقيق الكلام فإنك تشعر بالأمان ويتحل في قلبك مكان ويفوز به ضمان.
أولى الناس بعذوبته أهل بيتك وخلوته مع الوالدين قولا كريما كانه نسيما ومع الزوجة كلاما حنينا فلا تكن به ضنينا ومع الأسرة لطيفا حليما.
بعد اللسان التواضع (ولا تصعر خدك للناس) فإن خدك هو عنوان شخصيتك يقرأه كل الناس ويحددوا به هويتك فتطامن وأنت تمشي في الأرض فإنها ليست أرضك وحدك ومملكتك (ولا تمشي في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)، يا أيها المسكين المغرور إنك وحدك تعيش في عالم الخيال ترفل في الترف والأموال وتحسب أنك جديرا بأن يصنع لك تمثالا مع الأبطال والناس ينظرون إليك وهم يضحكون عليك وأنت في هذا الضلال.
ينتقل القرآن بنا قريبا حيث الأذان صمام الأمان فأجعل لها ميزان وفلتر الكلام بإتقان فكم من فاسق يجوس خلال المكان (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
بعض ضعاف النفوس يجعلون للناس ألقاب بالخليقة والشكل كأننا في دنيا الغاب فاياك أن تنساق وتسئ الخطاب (ولا تنابزوا بالألقاب) تعامل مع الناس بالظاهر فإن الشيطان يصور لك مناظر وينزلك منازل ويجعلك بالأثم تجاهر (يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم) أعلم أن لكل إنسان حرمته فاحترم خصوصيته (ولا تجسسوا) ولا تستجلب في مجلسك عيبته لتقلل من هيبته حسدا وغلا لمكانته (ولا يغتب بعضكم بعضا) قسم الله الأرزاق بين الناس بحكمته فإن كنت محظوظا ونالك شيئ من قسمته فلا (تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) فتنال من سخطه وغضبته.
أنظر حولك قبل فوات الأوان (وات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل) لا تكن من المطففين (الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون).
يا بئس التجارات وهي تغش في العبوات ولا تراعي الصلاحيات (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا).
حصن نفسك من الإنحراف وأبعد منه قلبك وخاف وأعلم أن للناس أعراض أيضا عليها تخاف (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا).
وأخيرا وليس آخرا حتى يكتمل سياج الأمان ويعيش الناس في سعادة وسلام (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق).
هذا هو الأمان في شريعة الإسلام فأتوا كتابكم يا بني علمان أن كان هو أهدى من هذا ليتبعه أهل السودان فإنهم يبحثون عن الأمان.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى