
إن المر الذي يتجرعه أهل السودان اليوم بفعل ما أحدثه التتار في الفاشر نرجو أن يكون هو نهاية الكأس الملعون والشراب المسموم.
إن أيام الحرج هذه والإحباط واليأس هي بشائر المخاض المؤلمة ونحن نأوي إلى جذع النخلة ونراها الآن الآن وهي تساقط علينا رطبا جنيا.
إن الشموخ والصمود الذي وقفه الجيش وأهل يا خيل الله اركبي وحركات الكفاح التي ظلت ممسكة بالسلاح في وجه هذا الظلام الزاحف والطغيان الزائف تنوء بحمله الجبال الراسيات
أيام الكرب هذه التي يتملكنا فيها الضيق ويأخذ بمخانقنا ونحن نرى فرح المتوحشين ونشوة المحايدين وترويج المبطلين وسكوت المستعمرين.
هذه الأيام لعلها هي نفسها ستكون أيام النصر المؤزر
هاهم الرسل الكرام يتكالب عليهم الأعداء وتتناشهم السهام ويتأخر نصر الله فإذا بالنصر يأتي في هذه اللحظات وهذا الضيق والخناق (حتى إذا إستيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا).
حتى …
إنها غاية اليأس والإحباط وتسلط الطغاة وعجز المدافعة وقلة الإمكانات وقوة العدو، هنا جاء النصر وحضر جاء بقوته وبطشه وفرحه ونشوته فبدد الظلام ودحر الباطل.
إنها سنة الله ساعات الحرج تكون قبيل لحظة النصر الحاسمة لا يفصل بينها إلا الضيق والعنت واليأس.
إنها لحظات حرجة والباطل ينتفش ويطغى ويقتل ويبطش والعالم يتفرج ويغش وأهل الإيمان يدعون فلا يستجاب لهم والباطل في قوته وتواصل إمداده وكثرة مناصريه والمؤمنون في عدتهم القليلة وقوتهم الضئلية.
نعم حتى إذا تأمر علينا العالم وخذلنا الصديق وكثر فينا القتل والتخريب جاءنا نصر الله
إنها بشري الرسول الحبيب (واعلم أن النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا).
بشرى لأهل السودان
نعم قد استكنا قليلا ووضعنا السلاح إلا لماما
قال رجل يا رسول الله اذال الناس الخيل وضعوا السلاح وقالوا لا جهاد قد وضعت الحرب أوزارها فأقبل الرسول صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال (كذبوا الآن جاء القتال ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزبق الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة)
الآن جاء القتال يا خيل الله اركبي
والآن جاء النصر فيا أمة السودان أفرحي.



