
مقدمة: التعليم العالي ركيزة لبناء الأمم
في عالم تتسارع فيه التحوّلات العلمية والتقنية، وتُصبح فيه المعرفة أداة رئيسة للتقدّم، يبرز دور مؤسسات التعليم العالي كمنارات تصنع المستقبل وتشكّل وجدان الأمة. ومن بين هذه المؤسسات، تبرز كلية المدار بوصفها نموذجًا وطنيًا طموحًا يسعى إلى النهوض بالتعليم، وتأهيل الشباب بالعلم والمهارة، وتعزيز دورهم في التنمية الوطنية.
النشأة والتوجّه: مؤسسة تحمل رؤية ورسالة
تأسست كلية المدار على رؤية واضحة تستند إلى ضرورة توفير تعليم نوعي يلبي تطلعات الأجيال الجديدة، ويواكب متطلبات سوق العمل الحديث. وجعلت الكلية من رسالتها الأساسية:

بناء شخصية الطالب معرفيًا ومهاريًا.
توفير بيئة تعليمية متطورة وملهمة.
الإسهام في خدمة المجتمع وتنميته.
وقد سعت الكلية، منذ انطلاقتها، إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال العمل الجاد، وتطوير بنيتها التحتية، وتجويد أدائها الإداري والأكاديمي.
قيادة واعية ورؤية إنسانية: الدكتور أنور سليمان
من أهم عناصر التميّز في كلية المدار القيادة الواعية التي تمثّلت في شخص الدكتور أنور سليمان، عميد الكلية، الذي يُعدّ أحد أبرز رموز الإدارة التعليمية في السودان. إذ جمع بين الكفاءة الأكاديمية والوعي الإنساني، ليقود المؤسسة بأسلوب يرتكز على الحكمة، والانفتاح، والتقدير العميق لأوضاع الطلاب.
برز دوره في: مراعاة ظروف الطلاب الاجتماعية والاقتصادية، من خلال تسهيلات في الرسوم وتيسير التسجيل.
الاهتمام الجاد بتوفير المستهلكات والمعينات الدراسية، من أوراق وأدوات وأجهزة، لضمان سلاسة العملية التعليمية.
بناء بيئة تعليمية دافئة يشعر فيها الطالب بالانتماء والدعم والرعاية.
الانفتاح الدائم على مقترحات الطلاب والاستماع لهم بروح أبوية مسؤولة.
وقد جعل الدكتور أنور من منصبه وسيلة لخدمة الطالب قبل كل شيء، إيمانًا منه بأن الإنسان هو المحور الأهم في كل عمليات التنمية.
البنية التحتية والخدمات: بيئة تعليمية متكاملة
تحرص كلية المدار على توفير بيئة تعليمية عصرية تلائم متطلبات التعلّم الحديث، حيث عملت على:
تجهيز القاعات الدراسية بأحدث الوسائل السمعية والبصرية.
إنشاء معامل متخصصة للعلوم والتقنية والتمريض.
دعم المكتبة الورقية والإلكترونية بالكتب والمراجع الحديثة.
توفير خدمات الإنترنت داخل الحرم الجامعي لدعم البحث والاطلاع.
توفير سكن داخلي للطلاب ومرافق خدمية تسهّل الحياة الجامعية.

وتسعى إدارة الكلية باستمرار إلى صيانة هذه البنية وتحسينها، لتكون عامل جذب للطلاب، وأداة فاعلة في ترسيخ التميّز الأكاديمي.
تنمية المهارات: رؤية تتجاوز جدران القاعات
في كلية المدار، لا يتوقّف التعليم عند حدود المنهج والمقرر، بل يمتد إلى تنمية المهارات الشخصية والمهنية التي باتت اليوم ضرورة لا غنى عنها. ولهذا، أطلقت الكلية مجموعة من المبادرات والأنشطة الهادفة، منها:
ورش عمل في مهارات القيادة، العرض، والتواصل الفعّال.
تدريبات ميدانية بالتعاون مع مؤسسات العمل العام والخاص.
تشجيع الطلاب على ريادة الأعمال والتفكير الابتكاري.
إقامة فعاليات ثقافية ورياضية تعزز الانتماء وتنمّي الشخصية المتكاملة.
وتشكّل هذه الجهود ترجمة فعلية لفلسفة الكلية في إعداد الخريج المتوازن، القادر على المنافسة محليًا وإقليميًا.
خدمة المجتمع والانفتاح على المحيط
تلتزم كلية المدار بمبدأ التعليم المسؤول اجتماعيًا، وتعمل على تعميق علاقتها بالمجتمع المحيط من خلال:
تنظيم حملات توعية صحية ومجتمعية في الأحياء والمدارس.
تقديم منح دراسية للطلاب المتفوقين وذوي الدخل المحدود.
التعاون مع منظمات المجتمع المدني في مشروعات التنمية.
إقامة شراكات علمية مع جامعات ومراكز بحثية داخل السودان وخارجه.
وقد أدّى هذا التوجّه إلى ترسيخ صورة إيجابية للكلية كمؤسسة تعليمية ذات رسالة مجتمعية وإنسانية.
خاتمة: المدار… تعليم برؤية وطنية وإنسانية
في زمن التحديات المعقدة، تواصل كلية المدار مسيرتها بكل وعي ومسؤولية، مستندة إلى رؤية طموحة، وإدارة رشيدة، وكادر ملتزم، وطالب متطلّع للتعلّم والنهوض.
ويبقى اسم الدكتور أنور سليمان حاضرًا في كل هذه النجاحات، بوصفه قائدًا صادقًا آمن بالتعليم سلاحًا للبناء، وبالطالب أداة للتغيير.

وهكذا، تمضي كلية المدار بثقة في مسارها، حاملة مشعل التميّز، ومجدّدة العهد بأن تكون جزءًا من مشروع وطني أكبر، يستهدف بناء السودان الحديث على أسس من العلم، والقيم، والانتماء.



