الرأي والتحليل

كر البلقاء.. ممدوح حسن عبد الرحيم يكتب: متى نصر الله

حرب السودان الطاحنة المجنونة جاءت في وقتها الموعود وزمانها الموقوت فقد جاءت والأمة الإسلامية تشهد حالة وعي وترقب للنهوض من جديد لأمة كانت سيدة العالم حيث الحرية والعدل والأخلاق.
جاءت في وقت يرى فيه أهل الإسلام كيف أن الدم المسلم أصبح رخيصا وكيف تسلط علينا الأعداء عبر منظمات دولية ترعى مصالحهم وتعترض على مصالحنا ولها حق النقض وبنك النقد ولنا الفقر والنكد.
لقد اختار الله سبحانه أهل السودان لحمل راية الكرامة والانتصار للأمة من الإهانة فما زالت فية بقية من زعامة وفي ذلك ألف علامة .
تأريخ حافل بالنضال والفخامة رفضا للذل والاستكانة مائدة للطعام بشهامة (حتى الطير يجيه جعان) فيرجع وقد شبع
شعب ما زال له ديوان للضيفان وبعض منازله ليس له باب ولا حيطان شعب يكرم الجيران شعب يتلوا القرآن .
هذه الحرب التي وجدت أكبر حشد في تأريخ الحروب المعاصرة من دعم عسكري وسياسي وإعلامي وخيانة وطنية وطابور عميل مندس داخل الصندوق القتالي يفتحه عند الضرورة ، ما حدث في الفاشر هو وجه من وجوه الإبتلاء الذي يكشفه القرآن.
إن طريق قيادة العالم الإسلامي تمر بهذه المحطات ولنا في أهل الإيمان قدوة.
ها هم أهل الإيمان بعد النصر الكاسح في بدر ينهزمون في أحد والرسول صلى الله عليه وسلم قائدهم فيقولون من وقع الصدمة أنا هذا؟.
يأتي الرد سريعا حتى لا تتسع مساحة اليأس من نصر الله (هو من عند أنفسكم) بيدكم النصر إن تنصروا الله ينصركم إذن هي مراجعات لسير المعركة ومعرفة مواقع التقصير وليس هي نهاية المطاف ابعد هذه النكسة وفقد سبعين شهيدا سيأتي النصر نعم.
وهاهم الرسل ومعهم اهل الإيمان يذيقهم أهل الكفر أشد العذاب رغم دعوات الرسل وصبر المؤمنين وعندما يتأخر النصر يقولون (متى نصر الله) هنا تأخير النصر ليس من عند أنفسهم ولكنه ابتلاء لذا جاء الرد سريعا جدا (ألا) إنتباه (إن نصر الله قريب) تأكيد.
ها هي فاشر السلطان بتأريخها التليد وشعبها الفريد تعيد لنا ظلال الآية 83 من سورة النساء كأنها تنزل الآن (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف إذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم).
ها هي القنوات والقروبات وهاهم أصحاب الأغراض والأمراض والنفاق يجدون أخيرا قشة في بحر الإنهزام الذي لا ساحل له.
ها هم يثيرون البلبة التي هي بضاعتهم ويكشفون سوء طويتهم ومكر دخيلتهم وأماني نفوسهم، هم مدنيون لا يحملون سلاحا ولكن يحملون ما هو أخطر من السلاح ويا ليتهم حملوا السلاح
إنهم يطوعون الكلمة ويبثون الإشاعة.
كبرت كلمة تخرج من افواههم إن يقولون إلا كذبا وتلفيقا ونفاقا، يقول صاحب التفسير القرآني للقرآن (إن الكلمة ليست مجرد لفظة يلفظها الإنسان من فمه ولكنها اشباح متنقلة في الناس تتجسد وتتشكل وتظهر في صور مختلفة من تصورات الناس واعمالهم وخاصة في أوقات الشدائد والأزمات حيث الهياج والقلق والاضطراب الذي يغشي الناس ويطلع عليهم في يقظتهم ونومهم على السواء).
هم يريدون كسر عزيمتنا وتأخير نصرنا وتسفيه كرامتنا
نسوا أن الشعب السوداني الصابر قد عايش الحرب منذ بدايتها عند محاصرة القيادة وإكتساح المدن وعندما بلغت القلوب الحناجر.
الآن الآن وبعد أن صار النصر أقرب إلينا من حبل الوريد
ستنتصر الفاشر فهي حرب وجود سيصيبهم قرح نعم وقتل وجرح نعم ولكن نصر الله قريب فكيف يهزم شعب يقاتل اهله وشجره وألواح قرآنه.
ألا إن نصر الله قريب.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى