الرياضة

كلمات صريحة..  بدرالدين الباشا يكتب:السياسة والرياضة.. قرارات ترامب تعيد أجواء الحرب الباردة إلى الملاعب《3-3》

كما قلنا في الحلقتين السابقتين، بدأ الجدل يثور ويحتدم في الأوساط الرياضية العالمية، وبين أروقة الأسرة الأولمبية الدولية، نتيجة للقرارات التنفيذية التي أصدرها الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب، في الخامس من يونيو. فقد قضت هذه القرارات بحظر دخول مواطني 19 دولة إلى الأراضي الأمريكية، شمل الحظر الكامل بعض الدول، من بينها السودان، بينما فرضت قيودا جزئية على دول أخرى.

هذا التطور يعكس بوضوح كيف تلقي السياسة بظلالها الكثيفة على الرياضة العالمية، لا سيما مع اقتراب موعد كأس العالم لكرة القدم المقام على الأراضي الأمريكية بالإضافة إلى كندا والمكسيك. ومما يزيد من تعقيد الوضع أن كرة القدم ليست الرياضة الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، حيث تأتي في المرتبة الثالثة بعد كرة السلة والبيسبول.

وقد أدى ضعف الإقبال الجماهيري – قبل قرارات ترامب الأخيرة- إلى اتخاذ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قرارا بتخفيض قيمة تذاكر مباريات كأس العالم للأندية بنسبة 50% في محاولة لضمان حضور جماهيري معقول، حتى مع مشاركة نجم الكرة العالمية ليونيل ميسي مع نادي إنتر ميامي الأمريكي.

الوضع الراهن يذكرنا بأيام الحرب الباردة، عندما انعكست التوترات السياسية العالمية بشكل مباشر على الرياضة. ففي عام 1980، أعلنت الولايات المتحدة وعدد من حلفائها مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية في موسكو، مما أدى إلى غياب السودان عن المشاركة وخسارته لميداليتين ذهبيتين كان من المرجح تحقيقهما عبر البطلين خليفة عمر والكشيف حسن. وردا على ذلك، قاطعت دول المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984.

إن ما نشهده اليوم من قرارات إقصائية ومواقف سياسية متشددة يعيد إلى الأذهان تلك الحقبة، ويهدد بتكرار ما كان يُفترض أن يصبح من الماضي. وتزداد خطورة الموقف في ظل تناقضه الصريح مع المبادئ الأولمبية التي تقوم على التضامن، والمحبة، ونبذ التفرقة. فالرياضة، سواء كانت كرة قدم أو غيرها، لطالما اعتُبرت وسيلة دبلوماسية شعبية لنشر رسالة السلام والتقارب بين الشعوب.

اللافت أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل قبل دخول قرارات الحظر حيز التنفيذ بمحاولة التراجع عنها جزئيا، من خلال الإعلان عن استثناءات لم تكن معلنة من قبل، في محاولة لامتصاص الغضب الدولي وتهدئة ردود فعل بعض الدول .

إن ما يحدث اليوم يجب أن يكون جرس إنذار بأن تسييس الرياضة يقودنا إلى مسار خطير يعيدنا إلى عصور الانقسام والصراع، في وقت نحن فيه بأمسّ الحاجة إلى مساحات مشتركة تجمعنا، لا تفرقنا.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى