
جاء أداء الهلال أمام فريق جاموس الجنوب السوداني مخيبا للآمال وصادما لجماهيره، إذ ظهر الفريق بلا هوية فنية واضحة أو تنظيم يُذكر. النتيجة التعادلية التي خرج بها الهلال تعد في حد ذاتها مكسبا قياسا بمجريات المباراة، بعدما سنحت لجاموس فرص محققة كادت أن تحسم اللقاء لصالحه.
المدرب الروماني خاض حتى الآن أكثر من ست مباريات، خمس منها في بطولة سيكافا، إضافة إلى مباراة ودية، دون أن يُظهر قدرة على اختيار التشكيلة المثالية أو إحداث أي تغيير في طريقة اللعب. المؤسف أن أداء اللاعبين الأساسيين مثل جان كلود، أحمد سالم مبارك، عبد الرؤوف، بوغبا، كرشوم، وإيبولا ظل في تراجع مستمر، ولم يختلف عن الصورة الباهتة التي ظهروا بها في نهائي سيكافا أمام سينجيدا.
غياب الانسجام وفقدان الروح القتالية كانا السمة الأبرز في مباراة الأمس. الهلال الذي نعرفه أكبر قامة من منافس بحجم جاموس جوبا، لكن الأداء المتواضع للمدرب ولاعبيه أثار الشكوك حول قدرة الفريق على المنافسة قارياً. السؤال المشروع الآن: كيف سيكون شكل الهلال إذا واجه فرقا كبرى مثل الترجي أو صن داونز أو الأهلي المصري؟
مباراة الإياب أمام جاموس جوبا يوم الأحد المقبل تُعتبر الفرصة الأخيرة للمدرب الروماني. إما أن يثبت أنه قادر على قيادة الهلال في مشوار طويل ومرهق مثل دوري أبطال أفريقيا، أو يرحل غير مأسوف عليه.
تجارب الأندية الكبرى تؤكد أن التغيير في الوقت المناسب قد يكون مفتاح النجاح. الترجي التونسي تعاقد مع البرتغالي كاردوزو في مرحلة المجموعات فوصل به إلى النهائي، والأهلي المصري بدوره لم يتردد في إقالة مدربه السابق في ظروف مشابهة. الهلال يملك قائمة جيدة من اللاعبين، ولا تنقصه إلا القيادة الفنية المناسبة.
القرار اليوم بيد مجلس إدارة الهلال، فإما أن يتحلى بالشجاعة ويُصحح المسار، أو يترك الأمور تتفاقم حتى تُصبح الندامة بلا جدوى.