
ما حدث للهلال أمام فريق “جاموس” في تمهيدي دوري أبطال أفريقيا لم يكن مجرد تعادل عابر، بل كان صدمة وجرس إنذار مدوٍ. الهلال، سيد الأندية السودانية وصاحب السمعة الأفريقية، يتعثر أمام فريق مغمور، ليصبح مادة للسخرية والاستهزاء من الحاقدين والمندسين، ومن جمهور المريخ الذي وجد متنفسا بعد فضيحته وهزيمته الثقيلة في دوري النخبة بأربعة أهداف نظيفة.
لكن الحقيقة لا يمكن الهروب منها، الهلال اليوم يعيش أزمة حقيقية، أزمة مدرب بلا رؤية، وأزمة إدارة مضطربة، وأزمة غياب انسجام وتراجع الشغف وغياب الروح القتالية لدى معظم اللاعبين.
هل يُعقل أن يُبعد القائد محمد عبد الرحمن عن التشكيلة؟ هل يُعقل أن يتحول لاعبو الهلال إلى متفرجين بلا روح ولا حماس؟ أين الهلال الذي هزم الترجي في تنزانيا 1/3؟ أين الهلال الذي أسقط الشباب التنزاني في ملعبه وبين جماهيره 0/2؟ أين الهلال الذي أطاح ببلوزداد وتأهل من المجموعات إلى دور الثمانية قبل جولتين الموسم الماضي؟
اليوم نجد مدربا تائها، ومدربا عاما بلا دور، وإدارة فنية فقدت الانسجام منذ إقالة عبدالمهيمن الأمين. وفوق ذلك كله، سماسرة يبيعون الهلال مقابل مصالح مالية، يهاجمون مدربا ويلمعون آخر، كما حدث مع المدرب الكونغولي فلوران، الذي تعرض لحملة شرسة أنتهت بإقالته، والتعاقد مع مدرب جديد..
هؤلاء السماسرة يعبثون بالهلال، كأن الهلال شركة خاصة وليست قلعة جماهيرية عملاقة..
التاريخ لا يرحم، و الهلال ليس فريقا عاديا، الهلال مؤسسة كروية عريقة تصنف في المركز الثامن أفريقيا. لكنه اليوم مهدد بفقدان هيبته إذا لم يتوقف النزيف. لا بطولة ستأتي بلا استقرار، ولا مدرب سينجح وسط أجواء الفوضى والسمسرة.
كفى تلاعبا…كفى مجاملات… الهلال في حاجة إلى وقفة حقيقية، وقفة رجال يعرفون قيمة الشعار الأزرق. الهلال في حاجة إلى روح قتالية، إلى دماء جديدة، إلى جهاز فني يعرف قيمة الهلال لا قيمة الدولارات.
جماهير الهلال لن تصمت، والهلال لا يُقارن بالآخرين، الهلال فوق الجميع، ومن لا يقدّر الهلال لا مكان له فيه.