
الأستاذ الرشيد محمد سيد أحمد الخبير الوطني للتحصين الاتحادي ولاية الجزيرة: بعد التحرير اتجهنا لعملية الإعمار والعمل يسير وفق ما هو مخطط له
في ولاية الجزيرة الجهود منصبة لتنفيذ كافة الخطط والبرامج وإدارة التحصين تسعى لإحداث نقلة بعد الإعمار
من أكبر التحديات انقطاع التيار الكهربائي ولكن السيد الوالي مشكورا وفر لنا الطاقة البديلة بحكم أننا نعتمد على سلاسل التبريد للقاحات
حوار: هشام أحمد المصطفى “أبو هيام “
تصوير: إبراهيم مدثر ـ عبد الباقي الأمين
مقدمة الحوار:ـ
يأتي هذا الحوار المشترك في توقيت مهم، حيث تتكثف الجهود على المستويين الاتحادي والولائي لتعزيز برامج التحصين الموسع في السودان، وتحقيق التغطية الشاملة ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، نستضيف في هذا اللقاء الأستاذ عبد المطلب محمد نور، مدير برنامج التحصين الموسع بولاية الجزيرة، والأستاذ الرشيد محمد سيد أحمد، الخبير الوطني للتحصين بوزارة الصحة الاتحادية، لمناقشة الواقع الراهن لبرنامج التحصين، وتقييم ما تم إنجازه، والتحديات الماثلة أمام فرق التحصين على مستوى الميدان.
تعد ولاية الجزيرة من الولايات الحيوية ذات الكثافة السكانية الكبيرة، ما يجعل جهود التحصين فيها على درجة عالية من الأهمية، سواء في الحملات القومية أو الروتينية.
ويبرز الحوار دور التنسيق بين الجهات الولائية والاتحادية، وكيفية ضمان استمرار الإمداد باللقاحات، وتوفير الموارد البشرية المؤهلة والوصول إلى المناطق النائة.
كما يتناول الحوار اسهامات الشركاء الدوليين، وخطط الحكومة لرفع نسبة التغطية وتعزيز الوعي المجتمعي، وسط بيئة متغيرة تتطلب مرونة وتخطيطا إستراتيجيا.
الحوار يمثل فرصة لتسليط الضوء على النجاحات، ومجالات التحسين، والدروس المستفادة في مسيرة السودان نحو تحقيق أهداف التحصين الشامل، حماية لصحة الأجيال القادمة.. فالى مضابط الحوار:ـ
مرحبا بكم السيد/ عبد المطلب وأنتم ضيوفا على برنامج “ضيوف وقطوف” بقناة المسار للحديث حول عموميات أوضاع البرامج والمجهودات المبذولة خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها الولاية بصفة خاصة؟
مرحبا بالإخوة في قناة المسار وصحيفة المسار نيوز والتيم العامل، نرحب بكم كثيرا والتحية عبركم لقواتنا المسلحة وهي الآن تقود حرب الكرامة، ونسأل الله سبحانه وتعالى النصر.
برنامج التحصين الموسع في ولاية الجزيرة بعد احتلال الولاية من قبل المليشيا الغادرة تعرض إلى تحديات كبيرة جدا وفقدنا فيه حوالى مائة وتسعة من ثلاجات الخدمة في بعض المراكز الثابتة على مستوى المحليات والولاية، وأيضا كان التحدي الآخر وسائل الحركة وهي مهمة جدا وروح العمل في هذا البرنامج فقدنا أكثر من أربعة عشر عربة كانت تشتغل في وسائل الحركة خاصة بالفرق الجوالة والاشراف المحلي والولاية.
وكيف تمت معالجة انقطاع التيار الكهربائي؟
أيضا كان أمامنا تحد كبيرا تمثل في انقطاع التيار الكهربائي عن الولاية في ظل هذه الظروف، وكما هو معلوم أن برنامج التحصين الموسع يعتمد على سلسلة التبريد والتلاجات باعتبارها روح البرنامج والعمود الفقري للبرنامج، أتينا وأمامنا كل هذه التحديات ولكن نحن كبرنامج رفعنا شعار رغم الحاصل التطعيم لازم يواصل، أيضا من التحديات الكبيرة جدا لنا قطاع كبير جدا من الأطفال حرموا من التطعيم لحوالى خمسة عشر شهرا بسبب اجتياح هذه الولاية وهذا كان بالنسبة لنا تحد كبيرا جدا فهؤلاء الأطفال كانوا محرومين من التطعيم ونحن الآن بصدد ايصال الخدمة لهؤلاء الأطفال.
حدثنا عن الدور الذي قامت به وزارة الصحة بالولاية؟
بحمد الله رب العالمين وعونه والرعاية الكريمة من قبل الأخ الدكتور أسامة عبد الرحمن المدير العام الوزير المكلف لوزارة الصحة كان خير سند وعضد بالنسبة لنا في هذا البرنامج، ونحن فيما يتعلق بتأمين مسألة الإمداد الكهربائي الأخ الوزير مشكورا وفر لنا طاقة شمسية على مستوى الولاية مكنتنا من تشغيل سلسلة التبريد على مستوى الولاية.
حدثنا عن دور المنظمات المانحة والداعمة لإدارة البرنامج في الولاية؟
عبركم لا بد أن نشكر الإخوة في منظمة رعاية الطفولة وهي المنظمة المعنية بدعم ورعاية برنامج التحصين الموسع في ولاية الجزيرة وكانت خير سند بالنسبة لنا ووفرت لنا وسائل الحركة واستحقاقات الإخوة العاملين، أيضا هذه المنظمة مكنتنا من الوصول إلى كافة المستهدفين بالتطعيم.
وبحمد الله سبحانه وتعالى نحن في الشهر السابق وصلنا إلى تغطية لهؤلاء الأطفال بنسبة وصلت 72% و أعتقد هذا يعد جهدا كبيرا، وعبركم نحي فيه كافة فرق التحصين المنتشرة على المواقع الثابتة والفرق الجوالة في هذه الولاية نسبة لأنهم حملوا معنا هذا الشعار رغم الحاصل لا بد أن نواصل، وعملوا معنا بهمة عالية وكبيرة جدا رغم تأخير المرتبات لكن كان همهم الأطفال وتنزيل هذا الشعار إلى أرض الواقع مما مكننا من أن نصل لهذه التغطية.
إذا الأخ المدير كيف تنظرون الآن للوضعية والكيفية التي يعمل بها برنامج التحصين الموسع في الولاية بعد أن تم تحريرها وتعمير ما دمرته هذه الحرب اللعينة؟
كما ذكرت لكم نحن الآن بعد هذه التحديات الكبيرة تمكنا من تشغيل معظم المراكز الثابتة والمراكز المؤقتة التي تقدم الخدمة والفرق الجوالة، ومن أول شهر بعد تحرير الولاية بحمد الله تعالى وصلنا إلى كل مواقع التطعيم وإلى كل المستهدفين في الولاية وبإذن الله تعالى سنعمل على ترجمة هذا الشعار وتنزيله إلى أرض الواقع، وفي نهاية العام سنكون قد وصلنا إلى مستوى تغطية مرضية لكل المستهدفين، وأنا أحب أن أشير إلى الإعلام ودوره وأنتم شركاء لنا سواء إعلام مسموع أو مرئي أو مقروء ونبشر جميع مواطني الولاية بأن خدماتنا متوفرة تماما ومجانا أينما كانت خدمات التحصين سواء كانت تطعيم روتيني أو خلافها.
وماذا عن تنفيذ حملة تطعيم الحصبة الألمانية التي تنتظم أرجاء الولاية الآن ؟
نحن الآن في إطار تنفيذ حملة تطعيم الحصبة الألمانية التي انتظمت الولاية وهي مستهدف بها أربع محليات وهي الحصا حيصا ـ الكاملين ـ شرق الجزيرة ـ ود مدني الكبرى، نحن في هذه الحملة نستهدف الأطفال من عمر تسعة أشهر حتى خمسة عشر عاما، ونحن في إدارة البرنامج قمنا بإعداد خطة محكمة تماما للوصول للأعداد المستهدفة خلال هذه الأيام.
السيد/ الرشيد محمد سيد أحمد الخبير الوطني للتحصين الاتحادي مرحبا بكم ومن خلال زيارتكم ومتابعتكم لحركة الأداء العام خاصة لمثل هذه الحملات نود أن نتحدث عن وجهة نظركم في الدور الذي ظلت تقوم به إدارة التحصين الموسع بالولاية؟
شكرا لكم أخي أبو هيام ولقناتكم وصحيفتكم وهذه سانحة أن نخاطب عبركم أهالي ولاية الجزيرة وأهالي السودان في الولايات المختلفة، ونحي كذلك وزارة الصحة بولاية الجزيرة وإدارة برنامج التحصين الموسع على الجهد الكبير الذي بذل خلال الأشهر القليلة الماضية، وأدى إلى تعافي برنامج التحصين الموسع في الولاية في وقت لم نكن نتوقع أن يستعيد وضعه وتصل خدماته الآن إلى كل قرى ومدن وفرقان ولاية الجزيرة، وهذا يعد من الأهداف الكبيرة للوزارة في أن تعود الخدمات ويعود النظام الصحي في الولاية والحمد لله تعالى هذه تعد ضمن المساعي المستمرة لبرنامج التحصين الموسع على المستوى الاتحادي وعلى مستوى ولاية الجزيرة لتحقيق أهداف البرنامج.
إذا ما هو الجديد الذي يتميز به برنامج التحصين؟
نحن درجنا في كل فترة ندخل لقاحات جديدة لأمراض الطفولة التي يمكن الوقاية منها من خلال التحصين وهذه اللقاحات في حقيقة الأمر متوفرة وموجودة في العالم وقبل ادخال أي لقاح لا بد أن يتم التحقق منه، وهذه الحملة التي تنتظم الآن تستهدف الأطفال من عمر تسعة أشهر حتى خمسة عشر عاما وبذلك ينالوا وقاية تامة ضد مرض الحصبة الألمانية وكما ذكر السيد/ عبد المطلب هي آخر مرحلة من مراحل التطعيم، وانطلقت الحملة في أربع محليات وبذلك تكون كل محليات الجزيرة الثمانية اكتملت فيها هذه الحملة، وبالتالي سيدخل التطعيم الروتيني للقاح الحصبة الألمانية ضمن التطعيمات الروتينية للأطفال دون العام.
حدثنا عن تداعيات هذه الحملة وهل من مؤسسات أو منظمات داعمة لتنفيذها؟
حقيقة هذه الحملة تقام بشراكة مع الشركاء الدوليين ومنها منظمات الأمم المتحدة واليونسيف والصحة العالمية والإخوة في الاتحاد الدولي للقاحات والتطعيم، هؤلاء يقومون بتوفير كل اللقاحات مجانا وتقريبا يوفرون أكثر من 80% من التكلفة التشغيلية لهذه الحملة سواء كانوا عاملين أو أي من المطلوبات الفنية واللوجستية.
إذا كيف تنظرون لنجاح هذه الحملة؟
حقيقة هذه الحملة توفرت لها كل مقومات النجاح وتم تدريب جميع الذين يقدمون الخدمات في هذه الحملة على المستويات المختلفة سواء كانت على المستويات الاشرافية أو مستوى تقديم الخدمة للأسر في المواقع المختلفة التي تحدث عنها الأخ عبد المطلب في مواقع ثابتة أو مؤقته أو عبر الفرق الجوالة، أيضا تم توفير كل اللقاحات المطلوبة وتم كذلك توفير كل الضمانات اللازمة لكي تصل هذه اللقاحات إلى الأطفال المستفيدين.
نواصل في العدد القادم،،،