
في عالم يواجه تحديات متسارعة من أزمات إقتصادية إلى أوبئة متجددة وتغيرات مناخية، وحروبات أوقدت هنا وهناك أصبح من الواضح اننا في حوجة للوحدة والتآزر أكبر من أي وقت مضى.
لقد أظهرت التجارب على مر العصور أن التعاون بين الأفراد والجماعات هو السبيل الأمثل للتغلب على الصعوبات وتحقيق تطلعات المجتمع. فرغم إختلافاتنا الثقافية والعرقية والفكرية في السودان يبقى لنا هدف أوحد مشترك: وهو بناء مجتمع آمن ومزدهر.
الوحدة ليست مجرد شعارٍ نرفعه في أوقات الأزمات، بل هي نهج للحياة، وهي الدعامة الأساسية لتحقيق الإستقرار. فعندما يتحد أفراد المجتمع، تنمو الثقة بينهم وتتراجع الفروقات وتزداد القدرة على الإبتكار وحل المشكلات.
لقد أثبت التاريخ أن التكاتف يحقق المعجزات، سواء كان ذلك في تحقيق الإستقلال الوطني أو مواجهة الأزمات الإقتصادية أو في الدفاع عن حقوق المواطن وهذا م نحن أحوج إليه الآن.
أبرز مثال على ذلك، هو التكاتف الذي أظهره الشعب السوداني أثناء حرب البقاء التي فرضت عليه فرضا. فعلى الرغم من أنها كانت تحديًا عالميًا، إلا أن قوة المجتمع السوداني و تلاحم مواطنيه مع جيشه، أظهرت للعالم كافة أنه شعب لن يقهر وأن بعزيمة القادة والعوام سيظل هذا البلد آمنا محروسا بدماء شهدائه ودعوات امهاته…ولا عزاء لكل من خان ترابه.
هكذا كان يتحدث الجنرال ياسر العطا مساعد القائد العام عن قومية ووحدة وهوية صنعتها الحرب وتحدث أيضًا عن ما كانت تنويه القوي الخارجية من تفرقة وشتات لهذا الوطن وكيفية صبرهم وتصديهم لمخطط التجزئة الكبير الذي أرادوه وكيفية تسليطهم افرادا من ابناء جلدتنا ليعاونوهم علي ذلك قالها مساعد القائد العام وكله ثقة وعزيمة:
سنقاتل من أجل وحدة هذا الوطن إلي أن نموت جميعا ولن نطيع اوامر أحد نعلم م يخططون والسودان وشعبه أبقي بإذن الله ضد هذه الحرب العالمية الثالثة التي لم يشهد لها العالم مثيلا والتي وبإذن الله سيخرج منها السودان قويا موحدا.
فالوحدة تلعب دورًا محوريًا في بناء هوية قوية للأمة السودانية ، إذ إنها تخلق شعورًا بالإنتماء والمسؤولية الجماعية، فتدفع الأفراد للعمل من أجل الصالح العام وليس فقط المصالح الشخصية. و تذيب الفوارق وتعمق من الشعور بالمسؤولية والتكاتف، مما يؤدي إلى مجتمع مستقر يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل الذي يريد.
وبينما نواجه كل يوم تحديات جديدة تتطلب تعاضدًا أكبر وتعاونًا أقوى، يجب أن نتذكر أن قوتنا الحقيقية تكمن في وحدتنا ووحدتنا فقط…. نحن أقوى حين نتحمل المسؤولية المشتركة، ونعمل من أجل غدٍ أفضل.
فالوحدة ليست مجرد خيار في وضعنا الحالي وفي هذه الحرب التي شنت علينا ؛ بل هي ضرورة وضمان لحياة مستقرة لبناء وطن يسعنا جميعا وأمان لأجيالنا القادمة.
… ونواصل



